يتطلع نواخذة صور إلى الإمساك بالمجد من طرفيه عندما يبحرون مساء اليوم في ضفاف فنجاء طمعا في حصد اللقب الرابع في مسيرتهم ببطولة كأس جلالته لكرة القدم ويمني ربان السفينة محمد بن خميس المخيني أن يوفق في إدارة بوصلة اللقب الرابع وتوجيهه عقب صافرة النهائي الحلم اليوم إلى ولاية صور وتحديدا إلى مقر القطب الأزرق الشهير، حيث يوجد كيان نادي صور المعروف بعظمته وكبريائه وعراقته. ومخر مركب صور عباب الكأس الغالية ونجح في خطف وانتزاع لقبها الثمين والذي يعد أغلى الكؤوس على الإطلاق في 3 مناسبات سابقة وتحديدا أعوام 1973 و1992 و2008 وغاب عن منصات التتويج أمدا طويلا حتى حل وصيفا في نسخة عام 2015م والتي ظفر بها جاره وغريمه التقليدي نادي العروبة.
حكاية صور عبر تاريخ مشاركاته في مسابقة أغلى الكؤوس كانت متأرجحة ما بين مطرقة الإنجازات وسندان خيبات الأمل، وفيما يلي نستعرض تفاصيلها لنلخص مسيرة النادي الأزرق في بطولة الكأس الغالية والملقب بالعميد كما يحلو لعشاقه وأنصاره تسميته:
بداية الحكاية كانت عندما فاز الفريق على قريات في نسخة عام 1972 م ولكن الفريق لم ينجح في التتويج باللقب فكان بمثابة حسم مؤجل إلى نسخة عام 1973 والتي شهدت إنجازا غير مسبوق بتتويج نادي صور بلقبه الأول فعليا ورسميا في بطولة كأس جلالته لكرة القدم وكان ذلك على حساب نادي ظفار في المباراة النهائية بنتيجة 5 /‏‏ 3 وعمت الفرحة الهستيرية كافة أرجاء الولاية التي ازدانت وتوشحت بالألوان الزرقاء وقتها احتفاء بتحقيق الكأس الغالية للمرة الأولى في التاريخ. حاول صور أن ينشر الفرح ويعيد إحياء البسمة على شفاه جماهيره في نسخة عام 1974 م والتي دخلها بطموحات عريضة فحواها الدفاع عن اللقب فاستهل الفريق الصوراوي حملة الدفاع عن لقبه بالفوز على بدية وأتبعه بانتصار ساحق على جعلان بلغ قوامه 17 هدفا مقابل هدف يتيم بعدها جاء الدور على إسقاط جعلان بني بوعلي بنصف دستة من الأهداف دون مقابل كما اعتبرته لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم وقتها فائزا على بخاء نظرا لعدم حضور الأخير للمباراة قبل أن تنتهي مغامرة صور الناجحة في هذه النسخة وتتكسر مجاديفه على يد فنجاء بالخسارة أمامه بهدفين دون رد ليتم تجريده من اللقب على يد أصفر الداخلية بالذات.
خسارة النهائي
ظهر صور على سطح أحداث موسم 1978 م ودأب على استعادة اللقب المفقود ولكن مساعيه وتطلعاته باءت بالفشل مرة أخرى بعدما اكتفى بالفوز على المعاول بخماسية نظيفة وعلى السويق بهدفين نظيفين قبل أن يخسر أمام فنجاء بهدفين مقابل هدف بعد التمديد. أعاد صور كرّة محاولاته الحثيثة لاستعادة اللقب في موسم 1979م ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن الصوراوية العتيدة والشامخة إذ خسر النهائي أمام نادي عمان بهدفين مقابل هدف بعد مشوار حافل قطعه في هذه النسخة بالذات، حيث شق طريقه إلى المباراة النهائية بعد فوزه على الأهلي بثمانية أهداف مقابل سبعة وفوزه على المصنعة والنهضة بذات النتيجة 6 /‏‏ 1 وفوزه على ظفار 2 /‏‏ 1 وعلى العروبة 6 /‏‏ 3.
وبعدما كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقبه الثاني في مسابقة أغلى الكؤوس توقع النقاد والمراقبون والمحللون والمتابعون أن يناضل صور في سبيل الحصول على مبتغاه ومراده في التتويج الثاني بنسخة الكأس الغالية في موسم 1980 م ولكن الفريق لم يتحل بأدنى درجات المقاومة ليودع منافسات البطولة مبكرا على يد العروبة بنتيجة هدفين دون رد.
الوداع مبكرا
وحاول صور أن يروي ظمأ انتظاره الطويل لاستعادة اللقب في نسخة موسم 1989 م ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن وودع مبكرا على يد المصنعة بأربعة أهداف مقابل هدفين ولدغ صور من الجحر مرتين، حيث عاد وخسر أمام نفس الفريق في نسخة موسم 1990م إذ ودع أمام المصنعة وبنتيجة هدفين دون رد هذه المرة. وذهبت طموحات صور أدراج الرياح في موسم 1991م والتي ودع حينها المسابقة مبكرا عندما خسر أمام الاتحاد بستة أهداف مقابل خمسة وبدا الفريق أنه بأمس الحاجة إلى غربلة حقيقية تعيد إليه مسار اللقب الضال منذ أوائل السبعينات.
وحشد صور جهوده في نسخة موسم 1992 م وكللت مساعيه بالنجاح والفوز باللقب الثاني في تاريخه بعد صبر طويل وسنوات عجاف ذاق فيها مر الإخفاق وتشبع من كأس الهزائم والنكسات لتكون النهاية سعيدة في المشاركة بنسخة 1992م ، حيث فاز على الشرطة بثلاثة أهداف مقابل هدف وعلى روي بخمسة أهداف مقابل هدفين وعلى فنجاء بهدف نظيف في نصف النهائي قبل أن يكسب السيب بهدف نظيف في المباراة النهائية ويتوج باللقب ليتمكن بذلك من إذابة جميع الحواجز التي منعته من صعود منصة التتويج في السنوات التي خلت وأعقبت إحرازه اللقب الأول على وجه التحديد.
البحث عن الذات
ووضعت طموحات الفريق الصوراوي على المحك في موسم 1996 م ولكنها لم تستطع أن تجتاز هذا المحك بعدما سقطت في فخ الهزيمة من البستان بهدفين مقابل هدف وهي الهزيمة التي نغصت وكدرت صفو فوز الأمواج الهادرة الزرقاء على حساب فنجاء بخمسة أهداف مقابل 4 في مباراته الأولى بهذه النسخة.
وفي موسم 1997م حاول صور معالجة قتامة المشهد وترقـــــــــيع زوايا الصورة المشوهة والمكسورة في المواسم الأخيرة من بطولة الكأس وبالفعل خطا الخطوات الأولى في تحسين الصورة وتجميع زواياها الباهية عندما ثأر من البستان وتغلب عليه بهدف دون رد قبل أن يقع في كمين نادي عمان ويخسر أمامه بهدفين دون مقابل. وبحث صور عن الصورة المضيئة والمشعة في موسم 1998م ولكن المرآة العاكسة للصورة كانت باهتة وشاحبة بالقدر الكافي الذي ركل بالفريق خارج أسوار المسابقة الغالية، حيث ودع مبكرا بالخسارة أمام السويق بركلات الموت البطـــيء 4 /‏‏1.
نسخة 2002
واجتهد صور في موسم 2002 م بحثا عن اللقب الثالث المنشود وأظهر بعض الدلالات والمؤشرات الإيجابية على قرب تحقيق هدفه باستعادة اللقب والتتويج به للمرة الثالثة في تاريخه ولكن شاءت الأقدار بأن تؤجل حسم الأمور إلى أجل غير مسمى رغم المشاركة الجيدة التي أحاطت بنتائج الفريق في هذه النسخة والتي شهدت فوزه على الوحدة بهدفين مقابل هدف وفوزه على روي برباعية نظيفة وتجاوزه للسويق في دور الثمانية بهدفين مقابل لا شيء قبل أن يخسر أمام النصر بهدفين مقابل هدف ويخسر أمام السيب بثلاثة أهداف مقابل هدف.
اللقب الثالث
ورست موانئ صور في بر الأمان ونجحت في الظفر بلقب موسم 2007 /‏‏ 2008 م معيدة أيام الأنس والليالي الملاح بعد مسيرة حافلة توجها بإحراز اللقب الثالث في تاريخه ببطولة الكأس الغالية.
وكان صور قد دشن مسيرته في هذه النسخة بالفوز على صحار بسبعة أهداف مقابل هدفين قبل أن يتعادل مع صحم بهدف لمثله وبعدها وجه لطمة قوية للرستاق وتغلب عليه بهدفين دون رد ولقن الاتحاد درسا قاسيا في كرة القدم وتغلب عليه بنتيجة هدفين دون رد أيضا ليسقط بعدها في فخ التعادل الإيجابي مع الخابورة 1 /‏‏1 وتعادل مع النصر بالنتيجة ذاتها في ذهاب المربع الذهبي قبل أن يكسبه إيابا بنتيجة 3 /‏‏ 2 ليبلغ المباراة النهائية ويظفر ببطولتها الخالدة عقب فوزه على مسقط بركلات الترجيح 5 /‏‏ 4 لينجح أخيرا في استعادة اللقب ويتوج به للمرة الثالثة في تاريخه.
وبعد أن أحكم قبضته على اللقب الثالث طفق صور يبحث عن اللقب الرابع لترسيخ عمقه التاريخي في المسابقة وإثبات انه رقم صعب وعنيد يجابه جميع منافسيه وخصومه باقتدار ولكنه لم يفلح في مسعاه حتى انه حل وصيفا في نسخة 2015 للعروبة البطل وها هي الفرصة الآن تعود من جديد في نهائي نسخة 2019 فهل يضيف صور الرابعة؟.