فضاء مُزدحم بالتشظي
مدخل/
المدخل كنهر خفيّ يطلق أنّاته المجنونة
ولأننا للأسف لم نبلغ من الجرأة ما يكفي
أصبحت كل الوحوش تزمجر وتدمدم وتزحف ..
وفي عيني تضرع المتصوف للسماء
على هامش سطور محجوزة بالذعور ..
وكأن الوجع عاد ليستيقظ
على ابتهالات العنفوان ..
حينَ تَعتذرُ الأَرصفةُ عن حملِي في الزِّحام
ولا يسكنُني بالأَرضَ إِلَّا قليلا !
أُخـلِّصُ الفراغَ من الوضوحِ
وتصبح الأُوشِّحُهُ بالأَلوانَ مـتَّـقارُبِة
آوي إِلى أَسوارِ الحياةِ حين أَتعبُ ..
أوحين تَـنـفُضُني عن مداخِلِها
والتي أَدخُلُها على هيئةِ قصيدةٍ ..
فأدمع مُعلَّقٍ بلاشيءٍ في الفضاء
وتُحيطُ بي الجهاتُ لكي تَدورَ على هواها
لا أَعرفُ من الأَوقاتِ إِلَّا تلكَ الملهمة ..
التي تَنساها في حِوارِها مع الأَرضِ عن المُدنِ البعيدة !
والمكانُ صديقٌ يفي بوعودِهِ للراجعين
يُرحِّبُ بالقادمينَ المُتعبين
يَـطردُ الشَّمسَ الحارقة كُلَّ ليلٍ .. !
ويَستقبل كُلَّ الفُصولَ بليلة ..
ويَجمعني على أَطرافِهِ كُلَّما تَـعِـبْتُ من مناجاته
فيَرحَلُ الكَونُ وحيدًا بنا . .
تَتَخاطفُنا الجهاتُ التي كانت نُخَتبِّئُ خَلفَها . .
التأمل والامنيات والأَرياح
أترصدنا وتصيبنا بدهشةُ الظواهرِ حينَ تُداهمُها التفاسيرُ
تَتَعاونُ فيما بينها على الأَحتفظُ بِهدأَةِ القرب وحدنا
نراقِصُ بِبُطءٍ خَيالَ الكونِ
يُصبحُ كُلُّ شيءٍ هنا . . لنا ..
السكونُ ، والفراغُ ، و... حتى المكان ونحن
لمْ أَكن أَمتلِك قبلَ الاعتذار هذا الحضور
ولم أَكن أَعرف أني
سأتَنقُضَ غَزلَها بالأَساطيرُ ..
وكُنتُ أظن أني صَنيعَها المَبرومَ على حروفِ الهجاء
وكُنتُ المنبوذ الذي رَفضَ الانشطارَ عنها
لأَنَّ الكونَ كانَ ضَيِّقًا كالقوانينِ ..
مُزدحمًا بالتشظي . . والأحتمالات .. والخوف
كثيرٌ من الامنيات تجري بينَ الفضاءات
تنسكب بالفرح أو بالتفاءل أو بالسرور ..
آهِ أَيُّتها السماء التي حرِّرُتني من حزنِ الجاذبيةِ . .
وعشقِ لاشيءَ في طقوسَ الغَرقِ الأَنيقِ . .
يا سكوني ورفيفي الوحيد بمدارات حكايتي
كأخيلةُ قوافلَ تأتي محملةً بالياسمينِ
يرتلها وجود للامل ..
همسة /
أجلس مع نفسي وأعيد ندائي
بصوت مبحوح
ولا أعرف صيغة
لحديث دافيء متراكم بأسمائي
أو تصفق لي حتى تفيض بي
فأجيب : لايزورني أي مكان
اسمي فقط يحتل شوارعي
وأشجار الصفصاف المسافرة على جانبيها
عندما أٌنادى ..
ولا أدري لماذا !!
ولا أستطيع أن أكون ..
إلا برقا ورعدا يفجّر ألغام سمائي
وأنا مازلت أٌحل معادلة اسمي ..
في غرغرتي ..في ضياعي