قال الرئيس المصري السابق حسني مبارك إنه "غير متفائل" بشأن مقدمات الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط والتي تعرف إعلاميا باسم "صفقة القرن".
وفي حوار مع صحيفة الأنباء الكويتية، قال مبارك إن "نقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلان إسرائيل ضم الجولان واعتراف أمريكا بذلك والتوسع المستمر في المستوطنات في الأراضي المحتلة" يجب أن يدفع العرب للاستعداد "للتحرك والرد على الطرح الأمريكي لمـّا تتضح معالمه بشكل رسمي".
حل الدولتين

وردّا على سؤال من الصحفية فجر السعيد، التي أجرت الحوار، حول أسباب عدم تفاؤله إزاء الخطة الأمريكية، أوضح مبارك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يرغب في حل الدولتين، هو يريد فصل غزة عن الضفة"، مشيراً إلى أن نتنياهو اقترح عام 2010 نقل فلسطينيي غزة إلى "جزء من الشريط الحدودي بسيناء المصرية"، مذكّرا أنه رفض هذا الطرح تماما، وقال: "قلت له انس.. ما تفتحش معايا الموضوع ده تاني.. حنحارب بعض تاني.. فقال لي لأ خلاص وانتهى الحديث".


ووقّعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979 انسحبت إسرائيل بمقتضاها من شبه جزيرة سيناء، بينما وافقت مصر على جعل أجزاء من شبه الجزيرة منزوعة السلاح.
وأجبرت احتجاجات شعبية حاشدة مبارك على التخلي عن رئاسة مصر في عام 2011 بعد نحو ثلاثين عاما قضاها في سدّة الحكم، وندر أن ظهر منذ ذلك الحين في لقاءات إعلامية.

لكن في مطلع الشهر الجاري أثار علاء مبارك نجل الرئيس السابق جدلا واسعا بتغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تساءل فيها عمّا إذا كان سيجري "التنازل عن أي أراض عربية بموجب ما يسمى بصفقة القرن".
لكن علاء سرعان ما تراجع عن هذه التغريدة بعد عدة أيام موضحا أن بعض التعليقات شككت في مغزى صفقة القرن وأضاف "تشكيك فى غير محله، مصر حررت كل أرضها و لديها جيش قوى يحميها".
"زيف!"

وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعاد جيسون غرينبلات، مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وممثله الخاص في المفاوضات الدولية، نشر تغريدة له نفى فيها تقارير تفيد بأن خطة السلام تتضمن اقتطاع جزء من سيناء المصرية لغزة. وأردف "هذا زيف! لا تصدقوا كل ما تقرؤوه".
وحتى الآن لم تصدر تفاصيل مؤكدة عن تفاصيل "صفقة القرن"، التي تقول واشنطن إنه قد يكشف النقاب عنها الشهر المقبل.
وقال جاريد كوشنر، مستشار ترامب والقائم على هذه الخطة، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن المقترحات التي يتوقع أن تعلن في الأسبوع الثاني من يونيو/حزيران المقبل، سوف تكون بمثابة "إطار.. يؤدي إلى أن يكون الطرفان في وضع أفضل".
لكن مبارك حذّر في حواره مع صحيفة الأنباء الكويتية قائلا "أيّ حل سيفرض على المنطقة بسبب اختلال موازين القوى لن يدوم، وسيكون حلا مؤقتا قد تنفجر معه الأوضاع في أيّ وقت"، ووصف كل ما أشيع عن الصفقة بالتسريبات غير المؤكدة، مستدركا "لكن هناك مقدمات غير مطمئنة".
وتساءل مبارك: "إذا كان كل ما يتم على الأرض اليوم يقوض حلّ الدولتين، طيب ما البديل؟ وما الأفق السياسي؟"
وأردف مبارك: "إذا كان هذا المسار الجديد المزمع طرحه من الإدارة الأمريكية لن يتعامل مع القضايا الجوهرية التي هي أساس الصراع، فمن الصعب التخيل أن يكتب له النجاح للوصول لسلام عادل ودائم في المنطقة".
حجم التهديد الإيراني

وفي الشأن الإيراني، قال مبارك إن طهران حاولت استغلال أحداث يناير/كانون الثاني 2011 لتحقيق مصالحها، وأضاف: "طلع المرشد الإيراني يوم جمعة وبشكل غير مسبوق وألقى خطبة باللغة العربية يحرض فيها على الثورة الإسلامية في مصر ".
وفي مطلع الشهر الجاري، أرسلت الولايات المتحدة منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة طائرات إلى منطقة الشرق الأوسط، كما نقلت في وقت سابق قاذفات بي 52 الاستراتيجية إلى قواعدها العسكرية في قطر وسط تصاعد التوتر مع إيران.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن هذه الخطوة تأتي ردا على مخاطر عمليات عسكرية إيرانية محتملة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، وهو ما أنكرته إيران.
لكن مبارك قال في حواره الذي أجري في القاهرة: "أطماع إيران ومساعيهم واضحة، وتهديدهم للخليج لا يمكن السكوت عليه، لكن أطماع إسرائيل أيضا واضحة بالذات في ظل الحكومة الحالية، فلابد من التعامل مع الموضوعين بحيث لا يطغى موضوع منهم على الآخر"