.
.
يُقالُ.. إنّ منَ الحُب ما قَتَل
وأقولُ: إنّ منَ الحُب ما يبعثُ خلقاً آخرَ..
[ كُتِبتْ بلسانِ حالهِ حينَ كانَ أوانُ رحيلها قَدَراً]
أنا هُنا..
رغمَ فجيعة الحزن المتأجج في داخلي
لن يثنيني هذا الفقد من رقصةٍ
على وقعِ سيرةِ الذّكرى المُلتَهبه هنا
حين اندلعت أولّ ترنيمةٍ خَجلى
لتَخلِقَ لي جَناحَان
أنا بكلِّ الاحوالِ مسافرٌ بكِ..
أحملكِ زاداً.. أحملكِ نجماً أهتدي بهِ
أتذكُرين.. ذاكَ العابثُ بينَ أزِقّةِ الهُراء
يستلُّ وخزَ السؤالِ ذريعةً..لإقتحامِ هودَجَ صفائكِ
لمْ يمتطي يوماً مَنطِقَ السحاب
دعيهِ كُلّما هَطَلَ المَطَرُ..
في مُحرَابِكِ يَحتَمي
أتذكُرينْ.. ذاكَ الطفلُ نافذَ الشَقَاء
أنا هذا الصمتُ المُنطَوي
معقودَ اللسانِ عنْ قُبحِ الإعتِرَاف..
دعيني أسندُ كفّي
على متنِ كفكِ الضَارِبَة في قعرِ الوفَاء..
حينَ لا أبصرُ في الهامةِ إلا وشوشةٍ
و لا تكادُ فاهي تنزلقُ منها العِبَارات
أنا بكلِّ الاحوالِ ناطقٌ بكِ..
بحرٌ أنتِ تسبحُ روحي في عُمقِهِ
شمسٌ أنتِ
من فواصِلِ اليقينِ تُشرقينْ
تدحضينَ عنّي كلَّ همٍّ
سيّرتْهُ أشرِعَةُ التَخمين
أرضٌ أنتِ، سخاءٌ في الدفءِ..
ووجهةٌ ينبثقُ من خِلالها الحنين..
نهرٌ أنتِ يشقُّ غاباتِ الزمنِ الكثيف
يعبُرُ جذوري المُمتدّة إلى أسفلِ تدرجاتِ العُمرِ
كُلّما تسكّعَت أسرِبَةُ التعبِ في أنحاءِ جَسَدي
وتحومُ روحي تيهاً في المداءات
يُصيّرُني الحُب بين أقاليمكِ
أنا بكلِّ الاحوالِ عالقٌ بك
أراكِ وجهاً مضياءاً يَغمُرُ غَيَابَةَ الكونِ حينَ أتفرّسُ بهِ
أراكِ طيفاً رائقاً يختالُ .. فأنصتُ لأفواهِ الجُدرانِ حينَ تندلعُ بأحاديثَكِ..
أراكِ كما تودُّ الأمكنةُ وترجو عبرَ نافذةِ الزمنِ..تاريخٌ يتّقِدُ..
ميلادٌ أنتِ للأغاني المفقودة في داخلي..
وإرتِجالُ لحنٍ
كُلّما تساقطَ الاملُ من عيناي مغشياً عليه
وتسيرُ روحي تيهاً في الفلاءات
تتلقّفهُ برفقٍ أساريرَ ظِلّكِ
أكادُ أبتلعُ غِيابَكِ
أكادُ أهوي من أعلى هضابِ اللاوعي
إلى حيثُ طيفكِ وحدهُ من يُجبِرُني في كلِّ مرةٍ
على العودةِ..
أقبلي بلا تأنٍ.. وأعبُريني على مهلٍ..
كُلّما شاخَ القدرُ في كفي،،
وأعياني الصِراع ..
أعبُريني ولا تهنِ.. حينَ لا أدري من أنتِ
حين يُحاصِرُني الوهنُ ويكفُلَني الفِراش
فأنا بكلِّ الاحوالِ ناطقٌ بكِ
أنا بكلِّ الاحوالِ مسافرٌ بكِ
.
.