أندية عـمانتل .. والخـروج من عـنق الزجـاجة –
لم يكن المشهد الذي سبق انعقاد الجمعية العمومية لكرة القدم واضحا أمام الكثيرين خاصة في ظل مطالبة من قبل أندية الدرجتين الأولى والثانية بتغيير بند من بنود النظام الأساسي
المادة العاشرة الفقرة الثالثة من النظام الأساسي ومن خلال إلغاء الفقرة 35 من المادة المشار إليها كانت محور النقاش (الجدلي) الذي حدث في الجمعية العمومية…
ولم يكن هذا البند ليتغير لولا أن أقحم مقترح لم يثق فيه الكثيرون لكنه أثبت نفسه بقوة بعد أن قدم محمد بن سليمان اليحمدي رئيس نادي بدية وبطلب من الجمعية العمومية عرضا شيقا عن مقترح اطلق عليه دوري (تكوين) شرح فيه بطريقة سهلة وسلسة مفهوم دوري (تكوين) وتفاصيل الهوية الجديدة لدوري الدمج (الدرجتين الأولى والثانية)، بحيث يتم من خلالها العمل على إعادة صياغة وتكوين كوادر ومواهب بشرية رياضية وإدارية وفنية ولاعبين وإعلاميين وجماهير وكل من له علاقة مباشرة وغير مباشرة بهذا التحول الاستراتيجي لفكرة إقامة الدوري العام المرتبط قديما بنظام الصعود والهبوط فقط دون أن يكون له أي تأثير منهجي على الأندية ووجودها فيه خلال تلك المرحلة.
أندية عمانتل انقسمت بين مؤيد ومعارض لتغيير نص المادة في الوقت الذي أوجد ارتياحا كبيرًا لدى اتحاد كرة القدم وكذلك الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ممثلا في مندوبه الإيراني (فاهيد) مدير إدارة شؤون الاتحادات الأهلية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، هذا التغير منح اتحاد الكرة فرصة لا تعوض من أجل (إطلاق دوري للمحترفين) بمعناه الحقيقي حيث منح هذا التعديل اتحاد الكرة الفرصة لتنظيم مسابقاته بمختلف المسميات وبما أن هناك العديد من الأندية لم تنته من التراخيص المحلية فإن اتحاد الكرة من حقه أن يطلق دوري المحترفين حتى بثمانية أندية أو أي عدد قادر أن يطبق الاحتراف بمعناه الحقيقي بينما ستلعب بقية الأندية دوري تكوين كما أطلق عليه.
حاولت أندية دوري عمانتل أن يكون لها نصيب من كعكة الجمعية العمومية بعد أن فشلت في إيقاف تغيير البند العاشر وطالبت بمناقشة العقوبات المفروضة على بعض الأندية التي لم تحصل على التراخيص الآسيوية وبما أن اجتماع الجمعية العمومية مُدرج في أجندته بندان فقط لم يكن أمام رؤساء الأندية إلا طلب عقد اجتماع خاص مع سالم الوهيبي رئيس الاتحاد لمناقشة الغرامات المفروضة.
وكانت أندية ظفار والنصر والسيب وفنجاء وبهلا والرستاق وصحار ونادي عمان قد حصلت على التراخيص المحلية بعد أن استوفت الشروط المطلوبة بينما لم تستكمل أندية مسقط والعروبة والسويق وصحم والنهضة ومرباط المعايير المحددة في الشروط وعليه تم فرض غرامة قدرها 7 آلاف ريال عماني على كل نادٍ لعدم التزامه بتطبيق المعايير.
وكان اتحاد الكرة أقر في وقت سابق فرض غرامة مالية على الأندية التي لم تكمل إجراءات الاستيفاء للرخصة بغرامة مالية قدرها 7 آلاف ريال عماني وفي الموسم المقبل في حال لم ينجز المطلوب في الرخصة تضاعف العقوبة المالية إلى 14 ألف ريال عماني مع خصم 6 نقاط من رصيده في المسابقة التي يشارك فيها وإذا استمر الوضع كما هو عليه في الموسم الثالث سيتم شطب النادي من السجلات.
وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد طلب في وقت سابق من الاتحاد العماني لكرة القدم إيضاحا كاملا عن حالات القضايا المالية العالقة بشأن المطالبات المالية المتأخرة على الأندية العمانية وتشمل هذه القضايا جميع الدعاوى المرفوعة ضد الأندية أمام (غرفة فض المنازعات ولجنة الانضباط ولجنة الاستئناف والمحكمة الكروية وقضايا الاتحاد الدولي بجميع مراحلها.
وأكد الاتحاد الآسيوي في رسالته أنه سيتم بناء على هذه البيانات قياس مدى التزام الأندية بالمعيار المالي من لائحة تراخيص الأندية بالاتحاد الآسيوي والذي جاء في محتواه أنه يجب على جميع الأندية إنهاء كافة مطالباتها المالية المتأخرة وحرمانها من الحصول على التراخيص المحلية.
وحدد الاتحاد الآسيوي في رسالته العاشر من سبتمبر المقبل لاستلام الرد النهائي.
وخاطب اتحاد الكرة أكثر من 13 ناديا عليها مطالبات وقضايا ومستحقات مالية بإنهاء جميع المطالبات المستحقة على النادي وإفادة الاتحاد الآسيوي بالتسويات المالية في موعد أقصاه الأول من سبتمبر المقبل وذلك حتى يتسنى للاتحاد العماني الرد على الاتحاد الآسيوي في الوقت المناسب لإتمام الإجراءات المناسبة لإصدار التراخيص.
من جانب آخر يعقد مجلس المديرين اليوم اجتماعا مهما برئاسة محسن المسروري رئيس المجلس وذلك لإقرار تراخيص الأندية بشكل نهائي بعد أن واجه الاتحاد العماني تحديات واسعة منذ إعلانه تطبيق الاحتراف في الدوري عام 2013 قبل أن يضطر تحت ضغط الأندية لإلغاء مسمى الاحتراف والاكتفاء بتطبيق معايير التطوير بصورة تدريجية موسم 2016.
وكان اتحاد الكرة قد تسلم من نظيره الآسيوي تحذيرات شديدة بتطبيق عقوبات على اتحاد الكرة في حالة عدم تطبيق نظام التراخيص للدوري المحلي وتشمل هذه العقوبات الاستبعاد من المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي وعدم حضور حلقات العمل وتراجع مركز وتصنيف المنتخب الوطني بين الاتحادات الآسيوية وعدم النظر في أي برامج تطويرية تخص الاتحاد من الناحية الفنية والإدارية ورفع الموضوع للجنة الانضباط الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة الفيفا للنظر في موضوع الاتحاد العماني لعدم تطبيقه نظام تراخيص الأندية.
وطالب اتحاد الكرة في تعميم أرسل لكل الأندية بأن تستوفي وتطبق جميع معايير لائحة تراخيص الأندية الخاصة بالاتحاد والحصول على ترخيص للمشاركة في الدوري للموسم القادم قبل نهاية شهر أبريل من العام المقبل، بحيث يكون صالحا لموسم رياضي واحد فقط، وينتهي بانتهاء المسابقة، والأندية التي لا تستوفي معايير تراخيص الأندية لن تتمكن من المشاركة في دوري عمانتل وتلعب بدوري الدرجة الأولى للموسم التالي.
وأكد اتحاد الكرة في تعميمه أن الأندية التي تلتزم بمعايير تراخيص الأندية سيكون الدعم المالي لها من عوائد التسويق، حيث ستحصل على نسبة 40% حسب النتائج والمراكز في الدوري و45% لتطبيق جميع معايير تراخيص الأندية و15% لتنظيم وتجهيز ملعب المباراة بحسب الاشتراطات.
وفي حال كان عدد الأندية التي التزمت بمعايير تراخيص الأندية 10 أندية يلعب دوري عمانتل بالأندية الـ10، ويتم التدرج في رفع عدد أندية الدرجة الأولى وفقًا للترتيب العام، وهي التي أبدت استعداداتها للحصول على ترخيص للمشاركة في دوري عمانتل.
الفيفا .. للعلم بالشيء
أخطر اتحاد الكرة نظيره الدولي بالتعديل الجديد الذي طرأ على النظام الأساسي بإلغاء المادة العاشرة الفقرة الثالثة من النظام الأساسي وتمت تسمية 44 ناديا بدون تحديد الدرجات .. وخلال 30 يوما من انعقاد الجمعية العمومية إذا لم يأت رد سلبي من الفيفا بالموافقة من عدمه فإن النظام الأساسي سيكون ساري المفعول ويبدأ العمل به في 23 سبتمبر المقبل.
هل تسقط العقوبات؟
فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عقوبة سابقة على نادي الخابورة بهبوطه للدرجة الأدنى وخصم 6 نقاط منه كما فرض اتحاد الكرة عقوبة على بوشر بهبوطه للدرجة الأدنى وغرامة مالية بسب عدم مشاركته في الموسم الماضي وينطبق الحال على الأندية الأخرى التي لم تشارك في المسابقات الموسم الماضي وفرضت عليها عقوبات مماثلة.
وفي حالة دمج الدرجتين الأولى والثانية حسب المقترح المقدم فإن مصير العقوبات المفــــــــروضة سيكون معلقا فـــــــي انتظار الرأي القانوني فــــي كيفية تطبيق العقوبات أو إســـقاطها.
كلاكيت .. ثالث مرة
في حالة الموافقة على إقامة دوري (تكوين) بمسماه الجديد فإن اتحاد الكرة ينتظر حدثا آخر مثيرا يتكرر لأول مرة حيث سيتم فتح باب تسليم رغبات المشاركة للأندية للمرة الثالثة هذا الموسم بعد أن منحت الأندية فترتين وهناك 11 ناديا أعلنت عدم رغبتها في المشاركة في مسابقات هذا الموسم وهي أندية جعلان والكامل والوافي والوحدة ومصيرة والاتفاق والحمراء وينقل ومدحاء ودبا وبخاء وخصب، وبما أن الدوري الجديد لن يكون مكلفا ويلعب بنظام المناطق فإن تأكيد مشاركة الأندية أصبح حتميا خاصة أن النصاب القانوني لشرط إقامة (تكوين) حتى الآن غير مكتمل.