الشبحيمشي وحيدا في جادة الطريق الضيقة ..في جنباته تتناثر مقاهي ومطاعم صغيرة .. ازعجته اصوات المركبات المارة.. تختلط باصوات بعض الباعة الذين يفترشون الطريق .. شعر بقليل من الجوع ..وقف أماممطعم معروف بوجباته الساخنه الشهية ..رغم انه مزدحما بالزبائن ..الا انه ارتأى الدخول .. رأى طاولة خالية فجلس وحيدا .. مطلة على الشارع ..تعلوها مراياعريضة...تأملتلك المرايا بفضول .. عكست وجوه جائعة ..مبتسمة ..كأنه لمح وجه ليس بغريب عليه ..لعله احد الرفاق...ولكن يبدو على وجهه الشحوب ..بسبب كبر السن .. وربما مريض .. يشبهه قليلا ..لتقارب السن بينهما .. كسر تأملاته صوت النادل .. اختار بثقة وجبة من على صفحة قائمة الطعام .. أستعادالنادل القائمة ثم غادر..مسك هاتفه كغيرة من زبائن المطعم ..تصفح رسائل اعتاد قراءتها .. حتى وصول النادل وبيده الطعام .. طلب منه ايضا فنجان قهوة .. عاد لتأمل صاحبه في تلك المرايا .. كأنه يبادله النظر ايضا في المرايا .. وقليل من الابتسام ..ثم تناول طعامه..احتسى فنجان قهوته .. هم بالخروج من المطعم ...بعد ان دفع قيمة فاتورة الطعام..استدار نحو الباب ..هم بالخروج ..الا انه لم يشاهد صاحبه في الواقع..أين أختفى؟ .. وعاد الكرة للمرايا ..شاهده في المرايا موجودا..راوده شك ان من كان يشاهده في المرايا هو شبح ما .. حينها غادر المطعم ..لمح ذات الرجل يقف خلف زجاج المطعم من الداخل ...واصل السير في طريقه .. يحدث نفسه فيما يشاهده ..هل يعقل انه يتخيل .. ركب سيارة تاكسي ..وجلس في كرسي بجوار السائق ..نزق حينما شاهد في المرايا ذات الشخص في الكرسي الخلفي ..وكأنه يتبعه ويراقبه في تحركاته...شعر بدرجة الحرارة تتصاعد في جسمه ..فكر في الامر مليا ..لدى وصوله قرب منزله ارتجل من التاكسي ..وسرق نظرة للكرسي الخلفي فضولا ..الا انه تفاجيء عدم وجود أحد .. دخل منزله..كان مظلما.. وقف أمام المرايا يتخيل المشهد .. نظر للمرايا فلمح ذات الشخص واقفا أمامه .. تفاجأ وشعر بشيئا من الرعب والخوف .. كاد يسقط ..أعاد الكرة في النظر للمرايا .. ليجد ان من يشاهده هو ذاته .. يا للهول سأل نفسه ؟ .. كيف لم أتعرف على نفسي؟ .. بقلمي/ ناصر الضامري