(2)
أعود إليك كلما مزقتني الحياة , كلما اجتمع المطر في سمائي القاحلة ,,
لأدعوك إلى مأتمي الحزين ..
كاتبة ألفت قصة موتك ببرود و عادت لتمحو النص الذي كتبته بدموع تسيل !
كتابي لم يكتمل بعد و أنت في موجزه البطل ,
أهرب هنا خوفا من الزهور حين تتفتح و الطيور حين تغرد ..
و حتما خوفا من ابتسامتك المكبوتة في الذاكرة .. ذاكرة لا تزال تحتفظ بشمع الرسائل المغلقة و بفتات ورق!!
ما بال حروفك تحدق بي ,
تثيرني حد الجنون !!!
صوت طبولها يدق في قلبي ليحل مكان نبضي البطيء , تضحكني بهستيرية , و تبكيني حتى مساء آخر !!
...متعبة
فذاكرتي تستعيدك اليوم بعد أن استسلمت للواقع ..
بعد أن ابتعدت عن رماد الذكريات , بعد أن نفضت الغبار عن حياتي قبل امتلاكك قلبي بصك حب و أوراق حلمية ..
الليل حالك السواد , و يا أسفاه على نهار أصبح كذلك..
يا أسفاه على قلب فتاتك المرهق ..
أقصى أمانيها بردة تجمعها معك أسفل سقف آمن ملؤه الحب
أقصى مناها سعادة منقوعة في البساطة ليس إلا .
و دفئك بعد غياب ..
تحكيها رعشة قلبي في البرد القارس ..
أهتدي للظل كي أخلو إليك , و أسرد أحلامي على مسمعك بصوت جهير
كي أرى تفاصيل وجهك بصفاء , و أسمع نبض قلبك
أحن إليك كما يحن المغترب إلى الوطن ..
و أهتف أن الولاء لك
حين همست لي (أرفض خسارتك)
صدى كلماتك يتردد في دنياي كلها و لا يزال بعنفوانه و قوته تلك
أقسم لك أن أحبك
بل و أحبك جدا , ,
بريق عيناي , صوتي الذي تعشقه
ليست سوى رماد ذكريات , و حنين آخر يذكرني بك
فضفضاتي عابرة , و حروفي جرح كبريائي لأعترف بأنك تسكن كل خلية بي
قسوتك و عطفك يرضيان ضعفي , و يجعلانك ذلك المنتظر ..
سيدي الحزن يحصدنا جميعا كما يحصد الزرع فهو لا يبقي ولا يذر !
أعدت النظر كرتين حين اشتعلت حرب العقل و القلب
لن نعود لمعركة حب خاسرة , لا نريد سفك المزيد من الدماء
فقط لننثر ورودنا الحمراء تلك في دروبهم
و لنبتسم بقناعة , ليرقد حبنا بسلام بين قبور الشهداء ..
أراك هناك
حيث ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على بال بشر
حيث توجد العدالة الإلهية !!