قصه : الطريق الى التعاسه

عنوان القصه : الطريق الى التعاسه
ما يحدث معك في حياتك مرهون بمن تصاحب ويعتمد على طريقة تفكيرك ... تماما مثل قوله تعالى : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ...) سورة النساء الآيه 79
هذا هو احد الأمور التي تعلمتها في هذه الحياة .. وسأشرح الأمر عبر قصة من نسج خيالي ولكنها تلامس الواقع ..
أسمي أحمد وعمري 26 سنة .. احب قراءة الكتب والعلم .. وخاصه العلم في أمور الدين والحياه . واصدقائي قله ..
واحب المراسلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ... وفي العادة ما اقوم به هو نصح الناس وكتابة ما اتعلمه في هذه الحياه . ولكن .. لماذا أصدقائي قله ؟
كلما جلست مع مجموعه من الشباب إما ان يتحدثوا بسطحيه او يقوموا بالسخرية من أحد الحاضرين او يتحدثون عن أصحاب المعاصي والتشهير بهم . وسأذكر قصة احد تلك المجموعات التي جلست معها ..
ذات مره وقبل صلاة الظهر جلس قرب المسجد اتناول كوبا من القهوة كالعادة وإذ بإبن صاحب المزرعةالمجاورة مع أصدقاءه قادمون للجلوس معي الأول اسمه راشد والثاني محمود والثالث اسمه علي وهو ابن صاحب المزرعة فجلسوا معي والقوا التحية ثم تكلم محمود وسألني ان كان لدي فتيات ام لا فأجبته بالنفي ومحمود هذا كان من الأوائل في المرحلة الإعدادية ولكنه تعرف الى رفقاء سيئون وتغيرت اخلاقه ومبادئه وصار لا يهتم بدراسته والآن يعمل سائق شاحنه.. وراشد الذي يهتم دائما بمظهره وبآراء الناس وعمره 30 سنه سألني إن كنت احفظ شيئا من القرآن رغم اني صليت به جماعه صلاة المغرب قبل يومين احسست من سؤاله انه لا يشغل عقله اي لا يفكر به ويصدق كل ما يسمعه فقط ثم اكتشفت انه لم يتزوج فلم يوفق في ايجاد شريكة حياته أما علي فهمه ان يظهر من حوله بأنهم اغبياء ويعتقد نفسه انه الأذكى من خلال أسألته وطلباته فقد طلب مني ان اشتم راشد وتجاهلته .. ثم استأذنت منهم وغادرت المكان لصلاة الظهر وبعد الصلاة عدت لمواقع التواصل الاجتماعي ..
في احد مواقع التواصل الاجتماعي التي كنت اتفاعل فيها احدى الفتيات اسمها أصيله وعمرها 27 سنة اعجبت بأسلوبي في كتابة المواضيع والنصائح التي اكتبها فتحدثت الي وقالت لي : انت مختلف عن الناس الذين قابلتهم حتى اخوتي وكتاباتك جعلتني اقدرك واحترمك ... ومن خلال بياناتها الشخصية عرفت انها تعيش في نفس المنطقة التي اعيش فيها .. وعندما سألتها عن ذلك عرفت انها اخت راشد الذي سبق وتحدثت عنه ... ومن يومها صارت تناقشني في المواضيع التي اكتبها .. واخبرتني ان راشد يحب الجهل ويعتقد ان العلم يسبب الجنون لصاحبه بدليل ان نيوتن مكتشف قانون الجاذبية كان مجنونا . وهذا يذكرني بمن يدعي العلم والمعرفة وهو يكره المطالعة والتعلم .
وكتبت ذات مرة عن العنصرية والطبقية المنتشرة في مجتمعنا فهي التي تشتت المجتمع وهي احد اسباب العنوسة فعلى الفتاه ان تنتظر شخصا من طبقتها كي يخطبها والعنصرية كما عرفت لا اساس لها في الدين الاسلامي كما ان الدين يحرمها ..
ثم تحدثت اصيله معي بهذا الشأن من خلال موقع التواصل وعرفت انها لم تتزوج حتى الآن لهذا السبب وهذا ما دفعها لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأمر نفسه ينطبق على اختها الكبرى التي تكبرها بعشر سنوات وهذا لان افراد اسرتها يخشون من كلام الناس لهذا يبتعدون عن مصاهرة الغير معروفين وعرفت ان اختها مطلقه لأنها تزوجت من اسره معروفه وزوجها تخلى عنها بدون سبب واضح
وسألتها ان كان راشد لم يتزوج لهذا السبب فأجابت بنعم وهو لا يثق بالفتاة المتعلمة التي ربما تعرف شبان كثر .
عندما اعود للتفكير بأمر راشد وأصدقائه افهم انهم اجتمعوا بسبب طريقة تفكيرهم المتشابهة ولهذا لم يوفقه الله في الحياه والأمر نفسه ينطبق على اصدقائه فطريقة تفكيرهم متشابهة وجميعهم لم يتزوجوا فلم .فلم يعرفوا السعادة في حياتهم هم وأسرهم لأنهم يعيشوا على كلام الناس فضعف ايمانهم اهلكهم والخوف من الله تعالى اولى من الخوف من كلام الناس

وانا والحمد لله تعلمت بالتأمل والقراءة وتعلمت الكثير من هذه الحياه وافدت الكثير من الناس .
تأليف : احمد الغيثي