https://mrkzgulfup.com/uploads/171156484124551.jpeg

قائمة المستخدمين المشار إليهم

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: " حكاية عقوق "

  1. #1
    كاتب خواطر في السبله العمانيه الصورة الرمزية مُهاجر
    تاريخ التسجيل
    Jan 2020
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    2,262
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    1

    " حكاية عقوق "


    لا تزال تلك الذكرى تتردد على شريط حياتي ، فكلما حاولت الفكاك منها طوّقتني ، وكأنه القدر الذي لا خلاص منه !
    ومع مرارة المشهد ... وفضاعة الموقف أجد فيه ذلك العدل الرباني ماثلا أمامي ، حين أجد ذلك الدَينُ
    يتجرعه من أذاق الآخر ذلك الظلم والضيم ، هو الكأس ذاته يتجرعه غصصا جزاء وفاقا ،
    وكم استحضر هذه المقولة :
    " كما تَدينُ تُدَانُ "



    ففي أيامنا الحاضرة أجد ذلك الشخص يشتكي من ابنه ، وما يُلاقيه من اهاناتٍ تقتل فيه كل كرامة ،
    وذلك الاستحقاق الذي وجب الأخذ به من ابنه ، حين يكون الواجب أن يجنيه منه من برِ الوالدين ، وتذكر المعروف الذي اسداه له ،
    مُنذ أن كان يرفل في ثوب الصغر ، إلى أن بلغ اشده ،


    ليجد في المُقابل عكس ذلك _ ذلك الأب المكلوم _ ذلك العقوق، والصدود، والجُحود !


    وكم جلست مع هذا الأب ورأيت وسمعت تلك المعاملة التي يلقاها من ابنه ، وهو يزجره ويُهينه ، ويتأفف منه ،
    والأب المقهور أجده يحبس دمعته ، ويتجرع غصة حسرته قسرا من غير أن يُبدي له سوء تصرفه !

    وعند ذهاب الابن يُشهدني على هذا الحال المزري الذي يعيش لحظاته ، ويُعقّب على قوله بأن ما سمعته وشهدته
    في اللحظة ما هو غير النزر القليل من ذاك العظيم من الفعال !


    وبينما هو يشتكي ويبكي أعود بعقارب الزمن للوراء لأجد تلك الصور التي لم تغِب عني قط ،
    يوم كنا جلوسا ووالد هذا المشتكي ساكتا ، بينما يتلقى ذلك الوابل من الصراخ ، والانتقاد ، والتحقيرمن هذا الابن !


    وكم بكيت طويلا _ وكم تمنيت لو استطيع نزع هذه الذكريات من عقلي _ حين تذكرت ذلك الموقف حين كان والد هذا الأب المشتكي من ابنه ، وهو في فراشه ، ولا يستطيع
    الحراك من شدة المرض _ لدرجة أنه كان يقضي حاجته في حفاض_ فكلما قضى حاجته ناله من ابنه الضرب
    والتعنيف !

    _ حينها كُنت أنا صغيرا _

    لأعود بعدها لأسمع من هذا الأب شكواه من فعل ابنه العاق !

    وأنا أكرر ساعتها _ في قلبي _ هذه الحقيقة :

    " كما تَدينُ تُدَانُ ".




    ملحوظة :
    هذه الحكاية التي كتبتها " حقيقية ، وقد عشت تفاصيلها بنفسي " .

    في مرحلة من عمرك ستعرف أن الإحترام أهم من الحب ، وأن التفاهم أهم من التناسب ،
    وأن الثقة أهم من الغيرة ، وأن الصبر أعظم دليل على التضحية ، وأن الإبتعاد عن المشاكل بالصمت والتغاضي
    لا يعني الضعف بل يعني أنك أكثر قدرة على الإستمتاع بحياتك.

    •   Alt 

       

  2. #2
    vip السبلة الصورة الرمزية جميلة الملامح
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    63,536
    Mentioned
    1081 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اخي مهاجر
    قصة جميلة ومعبرة جدا لمن يتهاون في حقوق الوالدين والبر بهما
    فعقوق الوالدين لها عقوبة في الدنيا والآخرة
    الله يعطيك العافية
    شكرا
    للذين يتركون بنا اشياء سعيدة تجعلنا نبتسم حين تبدو الحياة كئيبة

  3. #3
    إدارة السبلـة العُمانية
    مراقب عام سبلة الأحداث والقضايا الخليجية والعربية والعالمية وإداري السبلة السياسية والاقتصادية
    الصورة الرمزية ملك الوسامه
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    صحار
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    50,785
    Mentioned
    102 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصة معبرة كل الشكر والتقدير لك اخوي
    سلطنة عمان أمانه يجب ان نعي هذا الشئ ونضعه نصب أعيننا

  4. #4
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    للأسف كثيرا ما وقراءة عن عقول الوالدين وما مشاهدته بالوقتاسأل الله الهدايه لكل شاب وفتاه
    جميل ماكتب اخي الكريم
    دمت في حفظ الرحمن

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  5. #5
    شاعر بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    ♡ جمهورية الحب ♡
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    8,574
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    جزاء العمل من جنس العمل
    والديان الديان فحذار من انقلاب الزمن
    الله الله واتقوا الله يا اخوتي واخواتي في الوالدين ففي رضاهما وبرهما منجاة وفي إغضابهما وعقهما لعنة تحل وتظل تطارد العاق حتى آخر عمره
    منشور مؤثر وفيه من العبرة الكثير .
    كل إحترامي وودي لك أخي الكاتب مهاجر
    دمت بخير ورضا
    أنا الكثير كما الدموع
    أنا القليل كما الفرح

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م