الفساد الوطني..
يتساءل
الكثير عن الفاسد من هو وماهي الأدله على إصدار هذا النعت المقيت عليه..سأركز على النسخه العمانيه..ولا بأس أن أشير إلى بعض النماذج والقصص ومواقف الفساد..وهنا وجب التنويه أنه ليس بكل مسؤول فاسد..فقد تواجد وزراء ومسؤولين على قدر من الأمانه والنزاهه..في حين قد يكون المواطن العادي أكثر فسادا من المسؤول..الأمر لايعدو أن يكون مسألة ضمير وأخلاق وتربيه..أمر آخر لابد من الإشاره إليه..أن جزء كبير من الفساد تراوح من العام 70 إلى الألفيه..خاصة أن الوطن
كان يعاني من إستنزاف الحرب..وبداية التنميه وماصاحبها من سرعه وإنجاز..أستغل بعض عديمي الذمم هذه المراحل الصعبه..بتنفيذ مآربهم..إن فلتت من العقاب بالدنيا..فلا مناص من العقاب الرباني.
أولا..أنواع
ونماذج فاسدين
1/ من كان يبيع النفط والسلاح ويقبض رشوات من كل مكان
2/ الذي يسند مشاريع لشركاته أو شركات أصدقاءه أو تابعه لمن بينه وبينهم إتفاقيات داخليه
3/ من وزع الأراضي بالكيلو لمصالح شخصيه ومعارف
4/ الذي يطلب نصيب من الأموال العامه
5/ من ينشأ مصنعا ببلد خارجي
فور إسناد مشروع كبير لأهم مواده بعد الإتفاق مع الشركه المنفذه..أو يأخذ عموله من شركات خارجيه نظير أعمال
تقدمها للوطن.
6/ هناك المسؤول الذي كبرت ثروته من غسيل الأموال..وأدخلها متعاون معه لتبييضها بالسلطنه خاصة بالطائرات الخاصه..كان هذا رائجا بالتسعينات وبداية الألفيه.
7/ َالمسؤول أو الوزير الذي يحمل صفة تاجر.. وأعطيت له جميع الوكالات التجاريه..وأنشأ شركات تعمل بجميع القطاعات..وأستولى على كثير من المشاريع الكبرى دون وجه حق بحكم وظيفته الكبيره جدا
8/ من كان وراء الشركات الوهميه التي تنشأ ليلا ويصدر قرار الإنشاء بحصه تبلغ 51٪ حتى يحق لهم التحكم بهذه الشركات في كل عمان مستقبلا.. وبعد إسبوع تتداول بسوق مسقط..وبعد أيام تصل إلى 10 ريال وهي لاتزال بحسبة خسائر التأسيس وتقل قيمتها الفعليه عن القيمه الإسميه وهي ريال..ووقع بشرك هذا الإحتيال الكثير من العمانيين رجال ونساء..وضاعت معه جزء كبير من الفئه المتوسطه.
9/ هناك شركات خاصه أنشأت من قبل المتنفذين ولم تدرج بسوق المال..وأعطيت لها أعمال ذات ربحيه عاليه جدا..من ضمنها شركات الكهرباء التي تأخذ أرباحها الكبيره من الوطن والمواطن على السواء.
10/ بعض المتنفذين الذين قامو بكفالة شركات أجنبيه وأعطيت لها الأراضي وسخرت لها الإمكانيات وقللت من مصاريفها على حساب الوطن والمواطن..والمستفيد هو الفاسد بعينه.
11/ موجة مستفيدي مقاولات شركات النفط والأعمال الصغيره التي تنفذ وتبرم وتعطى مبالغ كبيره برعاية مسؤولين ومتنفذين.
12/ الذي لم يحسن تقديم المساعدات..كيف تصرف ولمن.. وهل وصلت للمستحق.. وإلا كان جزءا منها يوزع على الدائره المغلقه والأقارب ومن يتوسط له مسؤولين آخرين.
نماذج قليله
من قصص الفاسدين
1/ أحد المسؤولين طلع إجازه وأخبر من سيقوم بالمهمه من بعده أن يحل مشكله مشروع عالق..أتصل الأخير بمسؤول كبير هو الذي يعرقل هذا العمل..أخبره أن أمامي بعض الشيوخ..وهو الذي لم يكن..أخبره بأنهم يمتدحو الشركه الفلانيه وهو يعرف أنه كفيلها..قال له خلاص أعتبر العمل سيبدأ خلال أيام.
2/ دخل أحد المسؤولين بشراكه بمصنع بإحدى الدول يعني بأحد المواد الأكثر إستهلاكا في مشروعين حيويين يقدران بمليارات..جاء ذلك فور إرساء المناقصه على إحدى الشركات.. وأصبح التفاهم ثلاثي الجانب..
بين مسؤول الجهه المشرفه ومسؤول الجهه المستفيده والشركه المنفذه.
3/ دخل أحد الأشخاص على مكتب مسؤول فجأه ووجده يؤشر بأصابعه السبع لآخر أمامه
والقصد أنه يطلب سبعه ملايين..عرف الذي دخل بدون إذن بحكم معرفته للمرتشي أن إستخدام لغة الإشاره..كان ضمانا أن يكون بالمكتب أجهزة تسجيل سريه..
4/ أستبشر الجميع خيرا من إقامة ميناء ريسوت وأن عهدا جديدا مقبل على المحافظه.. ضاع الحلم..ولم تمضي أيام إلا وأختطت مساحة الأرض القياسيه لهذه الشركه..وللأسف أعطيت بعض المساحات لشركات أجنبيه بشراكة مسؤول مهم..وضاع معه حق المواطن الذي كان يأمل أن تستأجر هذه الشركات شقته أو منزله.
مما تقدم يظهر الفاسد على حقيقته لكن يبقى غيضا من فيض..والمحزن أنهم يمتلكوا نصف إقتصانا ونصف ثروتنا..ونصف آمالنا..ونصف أماني أبناءنا وأحفادنا..
وعلى الفسده أن يشاهدو القائمه وأن يختاروا وضعهم بما جادت به هذه الأرقام وإن كان منهم من لايكفيه رقما واحدا..
أما من توفى منهم..فهل يستطيع أبناءهم أن يفتدوا أهلهم بجزء من هذه الأموال..لا أظن ذلك..لذا هي رساله لمن لايزال على قيد الحياه منهم بأن ينظروا لمن توفى من على شاكلتهم..هل ذهبت معهم هذه الأموال..وماذا يفعل بها الورثه الآن من لهو وعبث..إلا قليل.
* عادل بن مبروك الرواس
رد مع اقتباس
