ضاربةٌ أنتِ
في جذورِ تاريخي
يا سبلةَ المنتهى
كسنديانةٍ شماء
عليها ما عليها
ولها ما لها
تصولين وتجولين
كما تشائين
كمثل كريات الدم الحمراء
ترسمين قوس النصر
عندما اتوغل في غاباتِ أقسامك
الوارفةِ الظلال
تستيقظ سنبلة
وعندما أحدّق في سحرك الحلال
تتدلى بوصلة
ويغني سرب فراشات
لا شيء فيك يبلى
وبالدهشةِ حبلى
لستِ فضاءَِ عالمٍ إفتراضي
ولستِ محضَ أراضِ
بل كائن حي
يستنشق خيطَ الهواء
السماوات من دون همسك
رمادية ومجازات مبعثرة
في صقيع المنافي
مرت سنةٌ
بحلوها ومرها
بسوداويتها وقتامتها
بكوفيد المتوحش
الذي لا يعرف الشفقة
وأنتِ أنتِ
تنفضين الرماد كالعنقاء
كحدائق بابل المعلقة
نستحضر نبوخذنصر
يا سلوة الخاطر
وسدرة المعنى
لطالما كنتِ فكرة أخرى
لا تتكرر
حتى لو بدلّت الدنيا جلدتها كالحرباء
نغرورق شوقا اليكِ
حدّ الإمتلاء
المدى في غيابك يغدو هباء
أيتها الملاذ الأخير
حين تقشعر الأرض وتحترق
من فرط البرد القارص
حتى وان هاجرت النوارس
او اندست السناجب
في بياتها الشتوي