كتب: عاصم الشيدي -
كشفت إحصائية صادرة عن مركز إدارة الحالات الطارئة بوزارة الصحة أن أغلب أجنحة الترقيد الخاصة بمرضى «كوفيد 19» في مستشفيات السلطنة تجاوزت نسبة الإشغال فيها الطاقة الاستيعابية، بل إن مستشفيي صحار ونزوى قد وصلت نسبة الإشغال فيهما إلى 157% بعد فتح أسرة جديدة تلبية للزيادة المطردة في عدد الحالات المحتاجة إلى التنويم. وبلغت نسبة الإشغال في مستشفيات السلطنة الحكومية مجتمعة 102% والخاصة في محافظة مسقط 104% وخارج محافظة مسقط 100%. وبلغ عدد المنومين في أجنحة العناية المركزة حتى صباح أمس 355 مريضا 302 منهم على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وفي الوقت الذي خلا فيه مستشفى خصب بمحافظة مسندم من أي مريض منوم في العناية المركزة بلغت نسبة الإشغال في مستشفى السلطان قابوس بصلالة 57% وهي أقل نسبة إشغال على مستوى مستشفيات السلطنة بعد مستشفى خصب.
ووصف الدكتور نبيل اللواتي مدير المستشفى الميداني المشهد في المستشفى بأنه أشبه «بساحة حرب» مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى رفعت أمس إلى 131 سريرا وجميعها مشغولة. وقال اللواتي: إن منظر سيارات الإسعاف أمام المستشفى الذي يستقبل مرضاه من جميع محافظات السلطنة يبعث على الخوف.
وقال الدكتور نبيل في حوار مع «عمان» عبر الهاتف: كنا نرى الحالات الحرجة في الأسبوع الثاني من الإصابة الآن تدخل الحالات في وضع حرج منذ الأسبوع الأول ما يدل على شراسة الفيروس وشدته.
وأكد مدير المستشفى الميداني أن أكثر الأعراض التي تم رصدها على الحالات هي ضيق في التنفس ونقص في الأوكسجين، في ما يصل البعض إلى المستشفى ولديهم فشل صريح في وظائف التنفس حيث يحتاجون إلى دعم سريع لوظائف التنفس. وأشار اللواتي إلى أن أسرة الاعتماد العالي الموجودة حاليا في المستشفى الميداني 25 سريرا لكن العمل يجري لرفعها إلى 37 سريرا خلال الأيام القادمة.
وحول الفئة العمرية الأكثر حضورا للمستشفى الميداني قال الدكتور نبيل: هم من الفئة العمرية الأقل من 55 سنة، كما لاحظنا أن أغلبهم ينتمون إلى عوائل حيث يحضر الأب والأم وبعض الأبناء وأحيانا بعض الأخوة ما يدل على أن الانتشار مجتمعيا وبشكل كبير جدا. واختتم حديثه بالقول: الوضع مخيف جدا.
من جانبها قالت الدكتور فريال بنت علي اللواتية استشاري أول أمراض معدية بالمستشفى السلطاني: إن الوضع الوبائي في السلطنة أصبح حرجا جدا خاصة في أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة وعموم أجنحة «كوفيد» في مستشفيات السلطنة.
وأضافت: إن المستشفيات زادت طاقتها الاستيعابية لكن على حساب الخدمات غير الأساسية مشيرة إلى أن استمرار الأمر في التفاقم قد يؤثر على الخدمات الأساسية.
وأضافت الدكتورة فريال: إن العناية المركزة بالمستشفى السلطاني وصلت إلى طاقتها الاستيعابية الكاملة بعد إشغال 60 سريرا مخصصة لعناية كوفيد إلا أن المستشفى يعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية تلبية للضغط الكبير.
لكنها لفتت النظر إلى أن زيادة الطاقة الاستيعابية لا يعني زيادة سرير جديد في الأجنحة لكنها تعني زيادة طاقم طبي متكامل، وإضافة سرير واحد تعني الحاجة إلى 4 ممرضات إضافة إلى الأطباء.
وأشارت الدكتورة فريال إلى أن عدد الحالات التي احتاجت إلى التنويم في المستشفيات خلال 24 ساعة قبل صباح أمس السبت 121 ما رفع عدد المنومين في المؤسسات الصحية جراء هذا المرض إلى 1144 حالة منها 355 حالة في العناية المركزة.
ورغم الوضع الحرج جدا الذي تعيشه المستشفيات إلا أن الدكتورة أكدت أن الطواقم الطبية ما زالت صامدة رغم كل الضغط النفسي والجسدي.
رد مع اقتباس
