أَعتذِر ، لكَ يَا قلبِي ..
قَد أسأتُ لكَ كثيرًا ، أتغفِرُ لي سذاجتي ؟
..
لَم يُؤذني أحدهُم يومًا ، لطالمَا كنتُ أنا مَن أؤذي نَفسِي ..
حِينَ اِعتليتُ المِنبرَ لأقولَ هذا ، أنكروهُ ..
لَقد أصرَّت ظنونُهم فِيَّ خيرًا ، وَ اللهُ وحدهُ يعلمُ خبايا نفسِي التي جَعلتني أقولُ هذا ..
و هُوَ وحدهُ العَالِمُ سُبحانهُ أنني لَم أُبالِغ و لا بمقدارِ شَعرة ..
وحدهُ العَالِمُ ، أنني أسأتُ لنفسي كَثيرًا ..
و أنَّ الآلامَ التي أصابتني ، مَا وجَّهَ سِهامها أحدٌ لقلبي ..
بَل كَانَ السَّهمُ سَهمِي و الهَدفُ صَدري !
يظلِمُ الإنسانُ نفسهُ كَثيرًا حِينَ يُوهِمُ نفسهُ أنَّهُ معذورٌ و أنَّهُ مظلوم ..
لا يُسعِفُ اِبنُ آدمَ شيءٌ بقدرِ ما يُسعِفهُ اعترافهُ بالخطيئة ..
أبدُو رائعةً جِدًا ، لكِنَّ الكَمالَ لله ..
لَم أقصِد يومًا خِداعَ أحدٍ ، ولا أُنكِرُ ما بيني و بينَ اللهِ ..
لَقد كانَ اللهُ رحيمًا جدًا بي ، كانَ عطُوفًا ..
بأنْ جَعلَ قلوبًا كهذه تُحيطني من كُلِّ جانب ..
إِخوةٌ كَالجَنَّة ، صُحبٌ أنقى مِنَ المَاء ..
مَعارِفٌ أرقّ من الوردِ ..
فَماذا يُحزنني بعدَ كُلِّ هذا ؟
أعودُ لأقولَ أنني ظَلمتُ نفسي كَثيرًا ..
و آنَ الأوانُ لقلبيَ أن ينتقمَ مِني عَلى جرائمي في حَقِّهِ ..
هَا أنَا ذا ، في سنِّ السّادسةِ و العِشرينَ ..
أقِفُ عَلى أطلالِ نفسِيَ القديمةِ ، أُودِّعها ..
لعلِّي أُحسِنُ من الآنَ فصاعدًا لقلبيَ الذي احتملَ مني الكَثير ..
..
2:13 صباحًا
9 تموز 2021