في أولى مواجهات ربع نهائي كأس العرب


كتب: فيصل السعيدي


خسر منتخبنا الوطني رهان العبور إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب المقامة منافساتها حاليا في العاصمة القطرية الدوحة وذلك حينما انقاد للهزيمة أمام نظيره المنتخب التونسي بهدفين لهدف في اللقاء الذي جرت أحداثه مساء اليوم على استاد المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة القطرية في أولى مباريات الدور ربع النهائي من البطولة.


وفرض المنطق نفسه على أحداث المواجهة الربع نهائية حيث شهدا تفوقا تونسيا خالصا وسيطرة شبه كلية توزعت على مدار شوطي اللقاء ويدين المنتخب التونسي بالفضل إلى نجميه سيف الدين الجزيري ويوسف المساكني اللذين تناوبا على إحراز الهدفين في الدقيقتين 16 و69 على التوالي، فيما أحرز هدف منتخبنا الوطني الوحيد أرشد العلوي في الدقيقة 65.


الشوط الأول


بدأت المباراة بضغط وسيطرة تونسية كلية بحثا عن قص شريط أولى أهداف مواجهات الدور الربع النهائي في البطولة في الوقت الذي انكمش فيه منتخبنا الوطني في صفوفه الخلفية مكتفيا بالتنظيم الدفاعي وتمشيط مناطقه الدفاعية درئا لأي خطورة هجومية تونسية لاسيما في ظل ممارسة لاعبي المنتخب التونسي للضغط العالي على حامل الكرة ومحاصرتهم للاعبي منتخبنا الوطني في منتصف ميدانهم.


ونجح منتخبنا الوطني في امتصاص حماسة المنتخب التونسي خلال الدقائق العشر الأولى رغم الضغط والاندفاع الهجومي الكبير الذي مارسه نجوم المنتخب التونسي ولكن استئساد وبسالة لاعبي منتخبنا تسيدا الموقف وحالا دون تتويج وترجمة الخطورة التونسية إلى واقع هدف أول مسجل حيث صمدت دفاعات منتخبنا في وجه زئير مهاجمي منتخب تونس وكانت بمثابة درع أمان وحائط صد بشري منيع تمكن من احتواء وإبطال مفعول الهجمات التونسية وحملاتها المتكررة على مرمى حارس منتخبنا الوطني إبراهيم المخيني.


وظل منتخبنا الوطني حذرا يناوش هجوميا على استحياء ووجل معولا على انطلاقات صلاح اليحيائي ومهاراته الفردية الفائقة أثناء شن الهجمات المرتدة السريعة التي اعتمدها برانكو كأسلوب ونظام لعب انتهجه في هذا الشوط سعيا منه لتأمين مناطقه الدفاعية ومحاولة احتواء وابل الضغط الهجومي التونسي العاصف.


وتوج المنتخب التونسي ثمار ضغطه الهجومي المتواصل بتدشينه باكورة أهداف المباراة بهدف أول حمل إمضاء مهاجمه القناص سيف الدين الجزيري بضربة رأس محكمة في الدقيقة 16 مانحا منتخب بلاده تقدما مستحقا مكرسا آلته الهجومية المجلجلة التي حصدت دفاعات منتخبنا وتمكنت من فك رموز شفرتها على الرغم من التقوقع والتكتل الدفاعي الحصين الذي تشبث به منتخبنا خلال فترة جس النبض بالذات.


ولم يحدث الهدف التونسي أي ردة فعل أو صحوة هجومية من جانب منتخبنا الوطني بل على النقيض تماما بقي منتخبنا الوطني يصد زلزال الهجوم التونسي في منتصف ملعبه ويستقبل الضغط التونسي المباشر من جميع مساحات الملعب سواء من العمق أو عبر الأطراف التي تحملت عبئا وضغطا أكبر في سبيل مجابهة ومكافحة المد والطوفان الهجومي التونسي المرعب.


وبحثت تونس عن تعزيز النتيجة وتأمين تقدمها في الشوط الأول بهدف ثان يريح أعصاب لاعبيها وجماهيرها قبل التوجه لحجرات تغيير الملابس في الوقت الذي حاول فيه منتخبنا الوطني انتشال وترميم صفوفه الخلفية، وبذل مساعي فعلية لترتيب أوراقه الهجومية وتنظيم صفوفه الميدانية ككل بيد أن الضغط التونسي المكثف لخبط وبعثر كل الأوراق مجبرا منتخبنا الوطني على التراجع وعدم المغامرة في الجوانب الهجومية لعلها تروض الاندفاع الهجومي التونسي المهيب.


وتجلى اعتماد المنتخب التونسي على منهجية واستراتيجية الضغط العالي على حامل الكرة مما أجبر لاعبي منتخبنا الوطني على ارتكاب العديد من الأخطاء سواء على صعيد التمركز أو التمرير وعجز لاعبو منتخبنا الوطني عن مجاراة الضغط الهجومي التونسي حيث ظلت نجاعة مهاجمي تونس حاضرة في الميدان وسط سيطرة واستحواذ كبيرين مكنهم من التحكم بأسلوب وإيقاع اللعب على مدار فترات الشوط الأول.


وكان المنتخب التونسي قاب قوسين أو أدنى من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 34 حينما تهيأت كرة عرضية أمام المتربص نعيم السليتي لم يتوان الأخير في إطلاق تسديدة مباشرة على مرمى منتخبنا ولكن لحسن الطالع اعتلت تسديدته الخشبات الثلاث مفوتا على منتخب بلاده فرصة إحراز هدف ثان كان لوهلة وشيكا للغاية.


توهان خطي وسط وهجوم منتخبنا الوطني وتباعد خطوطه الثلاثة بصفة عامة كانت سمة سائدة على أدائه وشكله الهجومي خلال مجريات ووقائع الشوط الأول الذي غاب فيه لاعبو منتخبنا الوطني عن تجسيد ملحمتهم الميدانية الكروية وسط تفكك دفاعي متجل وغياب التركيز الذهني.


وصوب نعيم السليتي كرة صاروخية من مسافة بعيدة المدى مرت بمحاذاة القائم الأيسر لمرمى حارس منتخبنا إبراهيم المخيني في الدقيقة 40.


وتبادل سيف الدين الجزيري الكرة مع يوسف المساكني كاد أن ينهيها الأخير بلسعة ولدغة قاتلة في شباك منتخبنا الوطني بحلول الدقيقة 42.


الهجمات الخجولة لمنتخبنا الوطني فرضت واقعها المرير وغلف حضورها على أداء الأحمر خلال الشوط الأول الذي كرس طابعا رتيبا وشاحبا عكس صورة قاتمة وباهتة للغاية طيلة أحداث وفترات الشوط.


وقدر حكم المواجهة الألماني دقيقتين كوقت محتسب بدل ضائع من عمر الشوط الأول مرتا بردا وسلاما على دفاعات منتخبنا المتقهقرة لينتهي الشوط على وقع التقدم التونسي بهدف نظيف.


الشوط الثاني


بدأ الشوط الثاني كسابقه بضغط وعنفوان هجومي تونسي مبكر قابله ارتباك دفاعي واضح من جانب منتخبنا الوطني وفي الأثناء سنحت فرصة تعديل النتيجة لصلاح اليحيائي صوب على إثرها كرة مباشرة على المرمى التونسي لم يجد الحارس معز حسن صعوبة تذكر في ترويضها مطلع الدقيقة 47.


ورد المنتخب التونسي مباشرة بتصويبه قوية من خارج المنطقة صوبها اللاعب محمد دراجر في الدقيقة 48 بيد أن كرته مرت بجوار القائم الأيسر لمرمى الحارس إبراهيم المخيني.


وعادت تونس لتمارس ضغطها الهجومي المعتاد بكل بقوة على مرمى منتخبنا مكرسة رحلة البحث عن الهدف الثاني الذي بقي يحوم في الأفق في ظل سيطرة واستحواذ مباشرين انتهجها المنتخب التونسي واضعا منتخبنا الوطني تحت نيران مرمى الضغط.


وتهيأت ركلة حرة مباشرة لتونس في الدقيقة 55 لم يجد إبراهيم المخيني بدا في السيطرة عليها مرتميا على كرته بنجاح.


وأجرى برانكو تبديلين دفعة واحدة بحلول الدقيقة 57 حيث زج بورقة عصام الصبحي بديلا لخالد الهاجري ورمى بورقة معتز صالح عوضا عن المنذر العلوي في سعي دؤوب ومحاولة حثيثة لتعديل الأوتار ومحاولة العودة في نتيجة اللقاء ولكن هجوم المنتخب التونسي كان ضاربا وموغلا في عمق دفاعات منتخبنا الوطني التي ظلت تحت مرمى الضغط الهجومي المباشر.


وسدد يوسف المساكني من مسافة بعيدة المدى في الدقيقة 60 ولكن لحسن الطالع نأت تسديدته خارج الخشبات الثلاث ولكن الآلة الهجومية التونسية لم تكل ولم تمل وطفقت تحاصر دفاع منتخبنا الوطني بوابل من الضغط المتصاعد والحملات الهجومية المكثفة.


وحصل مهاجم المنتخب التونسي سيف الدين الجزيري على فرصة تعزيز النتيجة في الدقيقة 62 حينما صوب كرة قوية على حافة منطقة الجزاء ارتطمت في جسد مدافع منتخبنا الوطني جمعه الحبسي وتحولت إلى ضربة ركنية ذهبت أدراج الرياح.


وعكس مجريات اللعب تماما نجح منتخبنا الوطني في تعديل النتيجة عن طريق أرشد العلوي بتسديدة مباشرة من خارج المنطقة استقرت في سقف الشباك التونسية لمرمى الحارس حسن معز في الدقيقة 65.


وما لبث أن استعادت تونس التقدم في نتيجة اللقاء عندما نجح نجمها يوسف المساكني في تسجيل هدف تونسي ثان في الدقيقة 69 بضربة رأس متقنة مستغلا كرة عرضية نموذجية أرسلها له زميله المتألق نعيم السليتي.


وذهبت محاولة البديل التونسي سعد بقير سدى حينما نفذ ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 78 أرسلها سهلة في أحضان حارس منتخبنا إبراهيم المخيني.


ورمى برانكو بورقة محسن الغساني بديلا لأحمد الكعبي في الدقيقة 85 لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لعل الوقت يسعفه لتعديل النتيجة.


واحتسب حكم اللقاء الألماني 5 دقائق وقتا محتسبا بدل ضائع لم تشهد جديدا على صعيد النتيجة ليحسم المنتخب التونسي تأهله بهدفين لهدف ويقصى منتخبنا الوطني من ربع نهائي كأس العرب.