عفواً
فأنتِ لستِ من هذا المكان
لستِ من هذا العالم
لستِ من هذا الكَوكَب
مسْكَنك القُبور
أو بيتٍ مهجور
أُنَاسكِ أشباح
وجيرانكِ جنٌ
نهاركِ بلا شمس ظلامٌ حالِكْ
وليلُكِ لا نجُومَ فيه ولا قمر
أشجارُكِ مجرد أغصان
وعشبُكِ نارً حمراء
في أنْهارَكِ جماجِمُ تَطْفو
وفي بِحاركِ أسماك قِرشٍ تسبح
حيواناتُكِ الألِيفةُ
كِلابٌ مسْعوره
وذَئابٌ جائِعه
وأفاعي ضخمه
مُوسِيقَاكِ أصْواتُ رعبٍ صاخِبه
وتَرْقُصين مع الوحُوش
طَعامُكِ بقايا الصُقُور
ماءُكُ دِمَاء الأبرياء
صِفاتُكِ
غَدْرٌ
خِيانه
كَذِبٌ
وزور
ملابِسك مُتَقَطِةٌ بالِيه
تتحممينَ في بِرَكْ الوحل
لا تَمْلِكين قلباً
ولا تَشْعُرين بالشَّفقةِ لِأحد
لا تتأثرين أبداً
ولم تَبْكي عيْنَاكِ قط
عفواً
أنْتي لسْتِ بِبشر
أنْتي لستِ سوى مُجرَّد ساحِرةٍ شَمْطاء
عفواً
لأنني سأتوقَّف عند هذا الحد
وسأتْرُكُ الباقي لغيري يكْتشِفه