استؤنفت جلسات الحوار بين الأطراف الليبية المتنازعة في جنيف أمس، وسط توقعات بعدم حصول أي اختراق، في وقت أحكم الجيش حصاره على منطقة الليثي في مدينة بنغازي شرقي البلاد، وضيّق الخناق على جماعة أنصار الشريعة.
واستؤنفت في جنيف أمس محادثات سلام بين ممثلين عن فصائل ليبية مختلفة برعاية الأمم المتحدة. ويسعى الوسيط الدولي برناردينو ليون إلى تقريب وجهات النظر بين مندوبين عن البرلمان المعترف به دوليا وخصومهم من المؤتمر الوطني. وأشارت مصادر مقربة من الحوار أن التوقعات تسود بعدم حصول أي اختراق، مكررة ما قيل أول من أمس عن احتمال أن تكون المفاوضات طويلة ومعقدة.
ويتوقع أن يعلن أتباع جماعة «فجر ليبيا» الإرهابية قرارهم النهائي بالمشاركة في الحوار من عدمها بعد غدٍ الأحد.
وتجمع المحادثات مندوبين من الحكومة المعلنة من جانب واحد التي تسيطر على العاصمة طرابلس ومن حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المعترف بها دولياً وأيضاً من الفصائل المسلحة المتحالفة مع الإدارتين المتنافستين.
وقال الممثل الخاص لأمين عام الأمم المتحدة لليبيا برناردينو ليون الذي يترأس ايضاً بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف ان هذه المحادثات «ستكون طويلة ومعقدة». واضاف انه يتعين «التعويل على الابداع الليبي بالنظر الى ان كل ليبي لديه خطة» للخروج من الازمة. وهذه المحادثات هي الجولة الثانية، حيث عقدت مفاوضات اولى في مدينة غدامس الليبية في سبتمبر 2014. وتقع غدامس على بعد 600 كلم جنوب غرب طرابلس.
معارك بنغازي
على وقع ذلك، قال آمر غرفة العمليات المشتركة التابعة للجيش، حمد الفاخري، إن كتائب عدة تمركزت في مواقع مختلفة في منطقة الليثي، حتى طريق النهر لتضييق الخناق على المسلحين من «أنصار الشريعة» وطردهم من المنطقة.
وتسعى قوات الجيش منذ أشهر للسيطرة على بنغازي، التي يوجد فيها مسلحون من جماعات متشددة عدة، لكن منطقتي الليثي والصابري ظلتا مستعصيتين عليها حتى الآن.
في الأثناء، حذّرت وكالات الإغاثة الدولية من تدهور الخدمات العامة في ليبيا، مع تصاعد حدة المعارك بين الجيش والميليشيات وتراجع عائدات النفط. وقال رئيس وفد الصليب الأحمر إلى ليبيا، أنطوان غراند، إن هناك نقصاً في الوقود والطاقة والمياه وارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية، إلى جانب معاناة المستشفيات من نقص في الإمدادات الطبية ورحيل العمالة الأجنبية، بسبب الوضع الأمني.
محاولة اغتيال
نجا نائب رئيس المجلس المحلي بمدينة سرت الليبية، علي الأسود، من محاولة اغتيال تعرض لها من قبل مسلحين مجهولين بعد خروجه من مقر عمله متوجها إلى منزله.
وأوضح رئيس المجلس، عبد الفتاح السيوي، أن ثلاثة مسلحين ملثمين يستقلون سيارة اعترضوا نائبه علي الأسود بمنطقة الزعفران غرب سرت، الليلة قبل الماضية، وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص ولاذوا بالفرار، مؤكدا أن الأسود لم يصب بأي أذى.
رد مع اقتباس
