مرحبا بكم جميعا أعزائي الكرام
إليكم هذه الكلمات المتواضعة…
قرأت في صحيفة الزمان عن وحوش بشرية..
ليس لديها من الهم إلا أن تفترس لحوم البشر..
ولا تعرف في دواخلها إلا البراكين التي تغلي باستمرار..
ليس لشيء لكن لأنها ببساطة تحب أكل لحوم الناس..
وجوه تضع أقنعة من الشمع الفاخر الجميل الشكل والألوان..
وجوه لا ينقصك لتعرف حقيقتها إلا أن تضع القليل من حرارة الأيام عليها ..
ضع بالقرب منها بعضا من حرارة زلاتك وستعرفها فورا..
ضع عليها شيئا من كلام غيرك عنك بما لا تحبه
ستعرفها حتما ..
ليست البشرية إلا قطعة مزخرفة من الفخار توشك أن تقع لتنكسر ..
وسنرى جميع محتواها بمجرد أن تنكسر على أحداث السنون ..
ربما القليل منها فقط…
قرأت على صفحات الزمان أن الاعتراف بالفضل لصاحبه أمر نادر ..
والتعالي على من علمه صارت الجاهل فيه يفاخر ..
صارت أنجازاتنا وكتاباتنا ومشاعرنا تفسر بحسب أهوائهم هم..
ولا يمكننا الوصول إليها فقد أغتيلت ودفنت في مكان نجهله داخل صدورهم…
ولم يعد لنا منها إلا تلك الأحرف المهترئة اليابسة…
في نظرهم طبعا ..
قرأت في صفحات الحياة أن لا تجعل غيرك يتحكم في مصيرٍ وقدرٍ ستعيشه أنت وحدك..
في حين يرحل هو فيتركك تعاني حتى تموت..
واصنع لنفسك قدرا خاص بك واترك مسافة أمان حتى بينك وبين أقرب الناس إليك حتى لا تتأثر بأفكرهم…
إن لم تعجبك طبعا… .
عندها فقط تكون المسؤول عن سعادتك أو تعاستك ..
قرأت في صفحات الحياة أن تشويه صور الآخرين وكل ماله علاقة بهم ..
يعد ضعفا ممقوتا وإغراقا لقوارب كانت تأمل الوصول لهدف ما ربما نجهله نحن
قد يكون نبيلا أحيانا…
قرأت وتعلمت أن نقد الآخرين أمام الجميع لا يتعدى أن يكون استعراضا للعظلات ومفاخرة بالنفس وغروراً غارقاً في الضعف..
وأن تصويب الأخطاء والنصيحة في السر لها وقع وطعم آخر ..
كما أن للثناء أمام الجميع له وقع خاص وطعم آخر أيضا..
إحتراما للإنسان طبعا…
قرأت في صفحات الحياة أني لا أسير خلف كل غث وهزيل..
ولا أنقاد خلف النعرات التي تسمى بالحداثة إن وجدتها تعارض ديني وقيمي التي نشأت عليها..
فأفكار الآخرين سبقى لهم ..
وما عليّ سوى أن أمحصها وأعيد ترتيبها بحسب أولوياتها عندي وقربها من واقعي ..
علمتني الحياة أن لا أعمل بقانون السيئة تعم والخير يخص ..
فتعميم الشر على الجميع شر بحد ذاته..
وتعميم الخير أجدر أن يتبع ويسار عليه..
من باب حسن الظن طبعا…
تعلمت من الحياة أن أسرع الناس غضبا لا يعني بالضرورة كرهه لك..
فغضبه منك قد يكون دافعه حب خفي لك وإن لم يظهر عندك..
فأمواج البحر العاتية ورياحة العاصفة تخفي بداخلها كنوزاً ثمينة ..
مع فارق التصوير طبعا…
ختاما تعلمت أن الحياة لا يمكن النظر إليها من زاوية ضيقة واحدة..
وأن الحزن أو الفرح فيها قد يتبدد في ساعات قصيرة..
فاعتبر نفسك مسافرا تبحث عن الماء..
إما أن تصل إليه فتشربه ..
وإما أن تجده سرابا فتموت عطشا ..
مع فارق التشبيه طبعا ..
تحياتي لكم جميعا /
أبو فجر الناعبي