عندما كنت صغيرا إبن عشر سنين تقريبا .. كيف حصلت هذه الولادة ؟؟ ما هي تفاصيلها وملابساتها ؟؟ لست أدري .. لكني ممتن للقدر إذ إختارني لهذا الطريق والحمدلله
اخي سعيد ...
في ذاكرتنا اطياف تظهر ولا تغيب واخرى تلوح ولا تعود ..
حدثنا عن الوجه الذي كان بوصلتك نحو جزر الابداع ؟
+ لماذا هذا الفوج الذي تهادى الى عالم الثقافه والشعر بات لا يقدم لنا الكثير ؟
هل هناك شح في الافكار الابداعية ام هو الاعتماد على نتاجات الآخرين ؟
لماذا اصبحت الساحات الشعرية مليئة بالغث من الكلام ؟
إن جئت للحق يا أخي صدى عالم الانترنت في جانب من جوانبه وبعد الطفرة الهائلة في عالم التقنية ووسائل التواصل وظهور المواقع النتية المختلفة كل هذا أضر ضررا كبيرا وبالغا بدنيا الثقافة والابداع خاصة حقل الادب والشعر .. العوالم التي كانت ضيقة جدا وفي نطاقات محدودة ( الصحيفة والمجلة والـ tv ) والواقعة تحت مقص وهيمنة الرقيب والرقابة إنفتحت سمواتها وفضاءاتها المغلقة على دنيا شاسعة وعوالم لا حد لها وفضاءات كبيرة جدا ومخيفة جعلت من مسألة التواصل المعرفي مع الآخر أمرا ميسورا وهينا ورافق هذا الانفتاح إنفتاح آخر في حرية التعبير .. وهنا مربط القلق الثقافي الحالي مما يحصل أو ما نتج عن هذه الموجة التسونامية العاتية من آثار مدمرة .. الكل بين ليلة وضحاها وبشكل مجاني وبلا حسيب ولا رقيب يعلن عن نفسه وعما يكتب أنه شاعر وغصب عني وعنك هههههههه ويحاول جاهدا وبالقوة أن يفرض علينا واقعه لدرجة أنه يرفض تماما أي رد فعل مخالف لما يكتب .. هذه إنكشارية ثقافية لم يشهدها عالم الادب من قبل أبدا .. الكل يكتب أي كلام ويصدر عن نفسه ولنفسه فتوى أنه شاعر أو كاتب أو أديب أو روائي .. وينشر غثه على المواقع ويزاحم بما يكتب من رداءة كل نص جميل ومقنع للذائقة .. ثم جاءت الخاتمة المريعة لكل هذه الفوضى الحاصلة في الساحة .. إصدارات تنشر سنويا بالآلاف في الشعر وفي باقي ألوان الكتابة وتنزل السوق وتشترى بحكم المجاملات الشخصية و الدعاية المنمقة والترويج شرقا وغربا ويقهرك أن يرسل لك أحدهم إصداره مشفوعا بطلب وقح جدا وهو أن تكتب عنه في النت مقال أو دراسة أو قراءة نقدية تليق بإصداره حديث الساعة والجمهور .. حالات كثيرة من مثل هذا القبيل كثيرا ما كانت تطب علي ويتفاجأون أنني شخص لا يساوم بقلمه وموقفه ورأيه من أجل خاطر شخص يسعى لترويج زبالته .. هذه الظواهر مجتمعة أفضت في النهاية إلى ما يشبه النضوب الفكري .. قتلت هذه الفوضى روح الابداع الأصيل لدى الأديب ولذلك نحن قادمون على مرحلة مؤلمة يتوارى فيها أجمل فرسان الشعر والأدب في الوطن العربي وبعدهم حتما خسارتنا كبيرة جدا يصعب تعويضها إلا بمعجزة
+ هل ترى ان الشاعر مواطن عالمي .. لا يمكنه الا ان ينفعل لما يدور في العالم اجمع ؟
أعتقد الكاتبة القديرة الأستاذة هدوءالمطر سألت سؤالا مقاربا من هذا السؤال .. في تصوري أن الشاعر يلتقي بإنسانيته مع أخيه الانسان في جميع بقاع الأرض التي فيها أرواح نقية محبة للخير والسلام والإخاء وتتوق صدقا إلى التآخي الانساني على كوكب الأرض ونبذ الكره والحقد والعنصرية والتشدد الديني ونبرة ( أنا فوق الجميع ) .. .. هنا تبرز عالمية الشاعر وجمالية رسالته كشاعر وكإنسان محب للحياة ولكل شيء جميل في الوجود
+ نلاحظ انك مهموم بالقضايا القومية المختلفه تارة تأخذنا نحو فلسطين وتارة نحو سوريا الى العراق والى غيرها .. وكل هذه البقاع التي تحط مطايا شعرك في ثناياها تأن من الجراح وكثرة النزيف و الشتات .. هل لديك بصيص امل في ان تعود العروبة أبية شامخة كما درسنا انها كانت ذات يوم ؟
نعم يا أخي صدى .. لدي أمل كبير نحو فجر جديد أجمل سيبزغ بعد طول انتظار وغياب وشوق .. لسبب وجيه جدا بعضه من التاريخ والآخر من القرآن الكريم .. فالله أولا وأخيرا من بيده تصريف أمور البلاد والعباد ومشيئته تحت يديه ووفق إرادته وما كتبه في غيبه الرحيم اللطيف الخبير .. هناك آيات قرآنية كثيرة تحمل فيها بروق البشارة بغد أفضل وأكثر إشراقا وجمالا وعزة ومجدا .. وإذا كنا اليوم نمر بأصعب مرحلة في حياتنا كأمة حيث الضعف والتفرق والتنافر والتخاذل وروح الانهزامية في كل شيء .. كل هذه الجراح ستنتهي إن شاء الله ولن يبقى الحال على ما هو عليه هكذا وللأبد لأن الله جل وعلا يقول : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) اليوم ضعف وغدا قوة .. اليوم هزيمة وغدا نصر .. اليوم تفرق وتخاصم وغدا وحدة ومحبة .. أما التاريخ فكتاب مفتوح لمن أراد فعلا أن يتذكر ويأخذ من صفحات الماضي دروسا وعبرا .. لا شيء سيبقى على حاله ودول كبيرة عظمى سقطت وتلاشت أو عادت إلى ما كانت عليه سابقا دولا عادية .. التاريخ لا يرحم أحدا ولذلك لا يغرنك هذا الراهن المحبط الذي تعيشه أمتنا لأن الأيام دول وما يحدث الآن في المنطقة هو مخاض طويل تمر به الآن الأمة وهي في أحرج محطاتها التاريخية المعاصرة .. المستقبل للأمة إن شاء الله
نسأل الله العظيم ان يزيح الغمة و ترجع بلاد المسلمين الى ما كانت عليه من قوة وانفه