+ نلاحظ انك مهموم بالقضايا القومية المختلفه تارة تأخذنا نحو فلسطين وتارة نحو سوريا الى العراق والى غيرها .. وكل هذه البقاع التي تحط مطايا شعرك في ثناياها تأن من الجراح وكثرة النزيف و الشتات .. هل لديك بصيص امل في ان تعود العروبة أبية شامخة كما درسنا انها كانت ذات يوم ؟
سلام للقلوب الصادقة
نعم يا أخي صدى .. لدي أمل كبير نحو فجر جديد أجمل سيبزغ بعد طول انتظار وغياب وشوق .. لسبب وجيه جدا بعضه من التاريخ والآخر من القرآن الكريم .. فالله أولا وأخيرا من بيده تصريف أمور البلاد والعباد ومشيئته تحت يديه ووفق إرادته وما كتبه في غيبه الرحيم اللطيف الخبير .. هناك آيات قرآنية كثيرة تحمل فيها بروق البشارة بغد أفضل وأكثر إشراقا وجمالا وعزة ومجدا .. وإذا كنا اليوم نمر بأصعب مرحلة في حياتنا كأمة حيث الضعف والتفرق والتنافر والتخاذل وروح الانهزامية في كل شيء .. كل هذه الجراح ستنتهي إن شاء الله ولن يبقى الحال على ما هو عليه هكذا وللأبد لأن الله جل وعلا يقول : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) اليوم ضعف وغدا قوة .. اليوم هزيمة وغدا نصر .. اليوم تفرق وتخاصم وغدا وحدة ومحبة .. أما التاريخ فكتاب مفتوح لمن أراد فعلا أن يتذكر ويأخذ من صفحات الماضي دروسا وعبرا .. لا شيء سيبقى على حاله ودول كبيرة عظمى سقطت وتلاشت أو عادت إلى ما كانت عليه سابقا دولا عادية .. التاريخ لا يرحم أحدا ولذلك لا يغرنك هذا الراهن المحبط الذي تعيشه أمتنا لأن الأيام دول وما يحدث الآن في المنطقة هو مخاض طويل تمر به الآن الأمة وهي في أحرج محطاتها التاريخية المعاصرة .. المستقبل للأمة إن شاء اللهالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت
أنا الكثير كما الدموعأنا القليل كما الفرح
+ متى تجد الشعر عصيا ؟
ومتى يخرج مارد الشعر من قمقمه اكثر .. عند الحزن ام في لحظات الحب ؟
سلام للقلوب الصادقة
ـــ الشعر أشبه تماما بحالة الطقس أو الجو .. الشعر ليس آلة مشروبات متى ما ضغطت على الزر خرج لك ما طلبت من عصير ، وهو لا يمشي أبدا حسب برنامج ( ما يطلبه المستمعون ) .. إنما هو حالة خاصة تقع في النطاق الشعوري الحر للشاعر .. ومن الصعب ربط الشعر بحبل أهواء الغير وحسب رغباتهم وطلباتهم ومزاجاتهم .. السليك بن السلكة ذلك الشاعر العربي الجاهلي الصعلوك بعدما أسرته قبيلة سلامان طلبت منه أن يقول شعرا وهو في عز ألمه وقيوده وقد دنت منيته على يديهم فرفض أن يقول بيتا واحدا وقال أروع شعر فاضت به قريحته النازفة عند موته .. هناك تفجرت عاطفته تلقائيا وبدون طلب أو ضغط من أحد .. هذا هو الشعر الحقيقي .. المتفجر من داخلك هكذا في لحظة شعرية مباغتة وبدون سابق إنذار !!
عني شخصيا يظل شيطان الشعر أحيانا غائبا عني لفترة طويلة ولذلك أجد نفسي لا أستطيع قول شيء أو أن الأمر عصيا علي وإن حاولت فالمحاولة تأتي دائما بنص متعب ونغيص و مصاب بالشحوب والضعف والركاكة فلا أقتنع به مطلقا ولا أحس برضاي عنه لا نفسيا ولا فنيا ولا حتى جماليا فأمزقه .
ـــ تأتي اللحظة الشعرية من أشياء غير متوقعة بعضها بسيطا بعين الشخص العادي لكنها بعين وقلب ومشاعر الشاعر تكون ذات وقع قوي جدا في النفس .. وبعضها قويا جدا لدرجة لا يستطيع الشاعر أن يهرب منها ومن قبضتها الفجائية لتلابيب مشاعره وحواسه .. أعتقد أن العاطفتان معا ـــ الحب والحزن ـــ متقاربتان في الحدة والشدة والغزارة وإن كان الحزن سمة غالبة على حياة الشعراء بحكم الطبيعة النفسية الخاصة المركبة فيهم .
أنا الكثير كما الدموعأنا القليل كما الفرح
ضوابط المشاركة
