أهلا فيك نديم المآضي
كل الشكر لك ع مرورك
عرض للطباعة
الحلـــ 8 ـــقة http://www.al-mot.com/mot/images/smilies/ast001.gif
صمت الشيخ برهة وكأن في صمتة شئ مريب .. ثم قاطعتة بسؤال يدور بذهني : يا شيخ كيف عثرتم على الخاتم الذي طُمس منذ زمنً بعيد ؟ ومن كان ذلك الشاب والكيان الاسود ؟
نظر الشيخ الي نظرات هادئة وقال بتبسم : قصة عثور الخاتم قصة طويلة ولكن ما يجب عليك ان تعلمة ان أحد اقوى شبان قريتنا وفرسانها قد عثر علية .. وتفشى الخبر .. وسمع به قبيلة الجن الكافرة .. الذين يقطنون الجهة المقابلة لحدود قريتنا .. فتعقبوا اثرة بأعتى شياطنيهم فترصدوا له .. وحدث ما حدث ما رأيت من مشهد في تلك الليلة .. وظننا ان الخاتم وقع بأيديهم .. لكن الحمدالله لم يكن كذلك .. ولكن للأسف ظل الشاب اسيرً لديهم والذي يساومنا العدو بالمقايضة بينة وبين اطلاق عدد كبير من افرادهم في سجن القرية !! .. ثم صمت الشيخ !!
نظرات متبادلة بين كبار القبيلة و الشيخ في ذلك المجلس الكبير لم ادرك محواها .. جائني الجواب على شكل نداء من خارج المجلس : قد حان وقت صلاة الظهر !! .. قام الشيخ وكل من حضر المجلس وقال : هيا بنا للوضوء وصلاة الجماعة يا عباد الله !!
ما لم يخطر ببالي كيف تكون صلاة الجن !! هل يأدونها مثل ما يفعل البشر؟ ..نظر الشيخ الي وكأنة يقرأ حبال افكاري !! .. قم بنا معاً نصلي في جماعة فصلتنا لا تختلف عن صلاتكم في شئ .. وبأذن الله تعالى سوف نعد و نكمل الحديث !!
بعد اداء الصلاة " سكينة وطمئنان " توجهنا من جديد الى المجلس وكل واحد منا اخذ مقعدة السابق .. فقال الشيخ : تفضل يا ولدي .. كلنا اذانٌ صاغية .. فسئل ماشئت !! .. نظرت الية بفخر .. فلم يزدني احتراماً وتوقيراًً للشيخ اكثر مما حضيت بة من كرم و حفواة وتضييف في قريتة .. أحدث ذاتي وأتسائل هل يوجد امثالة من الانس في عالمنا ؟!!
وبحترام شديد وأعجاب اجبت : اجل ياشيخ !! من هي تلك الفتاة التي قادتني لقريتكم ؟ وكيف علِمتم ان الخاتم بحوزتي ؟
بدت ابتسامة لطيفة عجيبة وكأنها لوحة فنية دافئة من الشيخ ثم قال : تلك هي ابنتي الوحيدة وهي من اجمل الفتيات واشدهن قوة وذكاء !! .. كلمات الشيخ هزت زواي القلب بشتياق ونبضاتة تحن لرؤيتها .. وانا اتلفت يمنة ويسرة لعلي أرها من الحاضرين !!
تابع الشيخ حديثة بهدوء وكأنة يعلم ما سر انفعالي : ما ان عبرت يا بني قراب وادي قريتنا وأحد افراد القبيلة يحرسها من جهة الشارع المواجة لوادي الاعداء .. الا وقد احس بقوة الخاتم بحوزتك .. فرتد الحارس ليعُلمني ان الخاتم العظيم بحوزت شاب مسلم من بنو البشر .. فما كان الا ان ارسل ابنتي اقوى فرسان القبيلة مع بعض الجنود لتتعقبك وترجع الخاتم بسلام !!
أحدث نفسي : اذا تلك الفتاة كأنها الحور .. من سحرتني .. هي ابنت ملك الجن .. ابنت الشيخ !!
يتابع الشيخ حديثة : بعد مدة اتتني ابنتي الوحيدة وهي تحمل البشرى ان الخاتم في أمان .. لكن ..!! .. طلبت مني طلب .. وترجتني كل الرجى ان اقبلة .. ولأنها ابنتي الوحيدة ولا ارفض لها طلب .. وافقت مبدئياً على طلبها !! .. فما كان منها الا ان قالت : يا ابتي ان ذلك الشاب الذي كان الخاتم بحوزتة صاحب خلق ودين فقد انقذنا من ان يقع الخاتم بيد الاعداء فيَغيروا علينا .. وقد احضرتة لقريتنا تكريمً وتضيفً لة .. فأطلب منك ان تستضيفة بعالمنا وان تأمر اهالي القبيلة ان يتشكلوا بهيئة البشر وان لا يؤذوه ابدا !! .. فما كان مني الا ان ارضخ للأمر الواقع .. أمر وجودك في عالمنا و لطلب ابنتي .. ثم اعقبتها بسؤال : هل كان هذا سبب جلب الشاب هنا ؟ .. ابتسمت وأطرقت برأسها .. واحمر وجهها خجلا !!
انظر الى الشيخ بنبهار وفرحة .. واستولى على الفكر اكثر هو نهاية حديثة .. لكن !!.. هل يعقل ان ابنت ملك الجن معجبة بي وفعلت ما فعلت من اجلي ؟ وما سر تلك الاحاسيس الجميلة التي تجتذبني عندما تقع العين عليها وهي تبادلني تلك النظرات الوردية !! .. هل انا معجب بها وهي تشاطرني الشعور ؟ .. ام ان الاحداث المرعبة استوحشت القلب نظرة الحنان فما ان استقرت العين في جمالها اخذت تغرد بة هربً من الاحزان !! شعورٌ متناقضٌ هو في عالمً عجيب !!
هل سوف تكون هناك أحداث أخرى شيقة في عالم الجن ؟؟
تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
__________________
الحلـــ 9 ـــقة http://www.al-mot.com/mot/images/smilies/ast001.gif
سحابة سكون تهيمن سقف المجلس ونظرات اعينهم تنهال على كالمطر .. فلم ادرك ذلك الا بعد ان قام الشيخ بهيبة وكبرياء ونظر لجميع القاعدين وقال بنبرة صارمة : انصرفوا !! .. فما كان منهم ان اختفوا في طرفة عين .. ثم قعد و نظر الي و بصوت رؤف قال : هل تحبها ؟؟ .. قصف من الاسهم انهال على او كأن مطرقة هُش بها لساني !! .. ثم بصوت مرتعد وخافت أجبت : اجل احبها !! .. ابتسم الشيخ وتهللت وجنتية بالرضى وقال : هل يعني هذا انك سوف تتزوجها ؟؟
فرحة غامرة امتلكت كياني وتسللت الى ان تصل اللسان .. لكن !! وبصوت متردد : نعم اتزوجها !!! لحظات جميلة هي تلك .. لكن هل فعلاً احبها او هي تعشقني ؟ او لماذا ترجم لساني بزواجها .. وكيف اتزوجها !!
تنفس الشيخ بهدوء وقال : هل توافق على مهرها ؟؟ .. انا !! و بثقة يشوبها الخوف والتئني : لكن ما مهرها يا شيخ ؟ فأنا يتيم .. ولا املك الا القليل والحمدالله على ما تيسر من حال !! .. تقهقة الشيخ قليلاًً فقال : لا يا ولدي ليس هذا ما اعني .. ان العدو أسر ذلك الشاب الذي وصفتة مع الكيان الشيطاني في مكان يدعى
" كهف الهلاك .. أعلى جبل الظلام " .. فأن استطعت فكاك اسرة فذلك مهرها !!
نظر الشيخ الي وكأنة يعزز ثقتي بنفسي ثم قال : يا ولدي ان جبل الظلام وكهف الهلاك احيط بقوى شديدة من شياطين الجن .. يصعب علينا نحن الجن وتضعف قوانا القتال و الطيران حولة .. لكن انتم البشر لا ينطبق عليكم نظامنا .. ويسهل عليك فك اسرة بما تملك من الايمان و الثقة وعدم الخوف .. ولا تنسى يا ولدي ان ابنتي قد تقدم لها كثيراً من فرسان القرية ومن القرى المجاورة .. فأن زوجتك ايها هاكذا .. فلن يرضي هذا اغلبهم وقد اواجة بعض الاضطرابات بيني وبين سكان قريتي وبين قبائل القرى المجاورة !! لكن ان استطعت انت ان تفعل ما يصعب عليهم فعلة .. فسوف يكون مهراً ثمين .. يعجز عنة اغلبهم وافخر بة انا امام القبائل الاخرى ويكون حجة قوية لزواجك منها .. فلذلك طلبت مهرها فكاك الاسير !!
خواطر واحداث سريعة كالبرق تمر في شريط ذاكرتي !! .. الخاتم .. اهتزاز السيارة .. صديق جدي .. الفتاة .. عالم الجن !! .. وها انا يعرض على ان اتزوج ابنت ملك الجن ولا اعلم عنها الكثير !! .. لكن ما اثق فية ان وميض جمالها يجري في الدم لينبض القلب وكأن الحياة مربوطة بها .. فأن فارقتها توقف شريان الحياة .. لكن !! قد طلب الشيخ فك الاسير من كهف الهلاك مهراً لها !! .. فعصف بقلبي هاجس سريع .. هل اقوى على مهرها ؟ .. وماذا ينتظرني في جبل الظلام ؟ وكيف ببشراً ان يتزوج بجنية ؟
بينما كنت غارقاً في تفكيري .. تحدث الشيخ فقال : يا ولدي انت تعلم ان ابنتي قد تقدم لها كثيراً من فرساننا وفرسان القرى المجاورة .. وكانت ترفضهم !! .. و ما شدني لسؤال زواجك منها سر تعلق ابنتي بك .. وهي قد احضرتك هنا .. ونظراتها اليك وما كنت تبادلها الشعور من نظرات .. وانا لا اشك انها معجبة بك !! .. لكن قبل ان تقبل او ترفض المهر سوف اسئلها ان كانت ترضى بك زوجا ؟ .. فلتعذرني يا بني .. سوف اعود اليك بعد لحظات !!
اختفى الشيخ فجئة بضع دقائق معدودة .. انقضت دقيقة بعد دقيقة وأنا أحس بها ساعات ثقال .. شعور عميق يلفه الصمت وتصارع محتدم بين الفكر والعاطفة يلتهم ما تبقى من مخيلتي .. هل سوف تقبل بي زوجً ؟. ام هل استطيع على مهرها الذي يهز اركان شجاعتي ؟ وقت عصيب وهدوء غريب اسمع فية دقات القلب .. وفجئة !!! ظهر الشيخ جنبي في لمح البصر وهو يحمل اطنانً من البشرى ان قد وافقت !!
أصبح الخيال واسع وشريط الذاكرة سريع و النفس تتلاطم و الافكار تتبعثر واعاتب استعجالي .. كيف لي ان أحضر المهر !! ومن اين ؟ من جحيم الشياطين
" كهف الهلاك "
تعقدة الافكار في عقلي .. وقبل ان تتحرك شفتاي بكلمة .. قال الشيخ : انتم البشر تخشون الجن اليس كذلك ؟ .. بلى يا شيخ نحن نخاف من الجن !!..اذا يا ولدي ماذا لو اخبرتك ان الجن يخشون فيكم اموراً ويستغلون فيكم موضعا !! يا ولدي حافظ على صلاتك في وقتها تكن في حفظ الله .. واحفظ اية الكرسي تكون حجاب لك منهم .. واذكر الله كثيراً يهابك الجن .. ولا تنسى ان الجن يستغلون فيكم مداخلا !!.. فكن طهوراً لا يجد الجن مدخلا .. وأجتنب المعاصي فأنها تستهوي الشياطين .. يا ولدي ان الخوف مدخلا لهم فأن اخافوك فذكرالله واحفظة يحفظك !!
بعد ما زرع الشيخ في قلبي جبالً من الثقة و الشجاعة .. وفي وقت زمني قصير لا يسمح ببقائه طويلا لم استطع ان ارفض .. والاخص اني في عالم الجن .. عالم لا اعلم ما يخفي في طياتة .. ولم استطع ان ارفض مهر اجمل ما رأت عيناي في هذا الكون .. وانها ابنت ملك !!
هل سوف يستطيع على المهر ؟؟
تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
__________________
الحلـــ 10 ـــقة http://www.al-mot.com/mot/images/smilies/ast001.gif
يجب ان اثق في الله واستعين بة واتوكل علية واثََبت القلب .. فهز موقف الحال شجاعة سؤالي للشيخ : لكن اين يقع كهف الهلاك ؟ وكيف اصل الى جبل الظلام ؟ .. نظر الشيخ الي بثقة او انة كان يثق اني لن ارفض مهرها ثم قال : لا تخف يا ولدي ما ان تغمض عينيك سوف انقلك الى قرابة جبل الظلام ومن ثم تسلك طريقك صاعدً الى كهف الهلاك الذي بداخلة الاسير .. ما ان تفك اسرة وترجع بة اطراف جبل الظلام ويستعيد قوتة هناك حيث سوف تنتقل .. فلن يكون عسيراً ان ينقلك الفارس الاسير الى قريتنا مرة اخرى بأذن الله تعالى !!
لكن انصت واستمع .. وحفظ ما سوف اقولة لك جيداً وتذكرة : كل ما ترى من اشكال وتسمع من اصوات مرعبة لا تجعل لها سبيلاً لدخول الخوف بقلبك .. واذكر الله يحفظك .. ولا تنسى قبل ان تدخل الكهف ان تتلوا آية الكرسي ولا تفتر عن ذكر الله الى ان تصل موضع الاسير .. فأن وجدت الاسير مسجونً او مقيدا !! .. فحفظ هذة الكلمات جيداً .. احفظها جيداً يا ولدي :
" بعظمة رب العباد يا من تسيحون في كهف الهلاك عزافيرا عزافيرا عزافيرا بحق العزيز الجبار بحق سيدكم فكوا قيد الاقياد فكوا قيد الاقياد حتى إذا أحضرتم أحرقكم المولى "
كنت اردد الكلمات مرات عدة خلف الشيخ وكأن الذاكرة امتسحت من المخ سوى من طنين تلك الكلمات .. بعد ان تأكد الشيخ ان الكلمات اخذت طابعها بقلبي وان الزمن و الخوف لن يمحوها .. قال الشيخ بتأكيد وصرامة : تذكر يا ولدي ذكر الله وآية الكرسي وان لا تخف طرفة ذرة ولا تنسى الكلمات !!
نظر الشيخ الى بعد حديثة وكأنة ينتظر الجواب الاخير .. وكان يشوب قلبي نوعً من المزج بين الشجاعة و الخوف و التضحية او ربما كان سحر الفتاة المهيمن على التفكير هو الاقوى فهُزم صوت العقل والمنطق في اعماقي وبقيت اسيرالزمن .. فبادرتة بالموافقة وكأني أتمرد على شجاعتي !!
ثم تحدث الشيخ بعد ان شفى ردي بالموافقة والاستعداد صدرة فقال : اغمض عينيك سوف انقلك قرابة جبل الظلام !!
اذاً قد بدأت رحلتي الى عالم أخر من عالم الجن .. عالم شيطاني .. عالم مخيف مرعب .. لا اعلم ما يخفي في أرضة من صعاب !!
سرت قشعريرة باردة بجسدي وانا اغمض العينين وقد انتقلت الى بُعدً أخر .. بُعد مفزع .. مظلم .. مجهول !!.. ثم همسٌ يتخلل الاذن : توكل على الله يا بني فقد رأيت في القرية بعض اشكالنا الحقيقية فلا تخف!! .. فتحت عينيّ !! .. فأذا بمشهد غريب للغاية توسعت لهما بؤبؤة العينين .. حيث من المعروف ان لون الضباب ابيض !! لكن ما كان يخيم على المكان ليس ابيض .. ضباب اسود في وادي رمالة حمراء تعكس في العين سيطرة الشياطين .. ومن بعيد وفوق اعلى قمة جبل الظلام تتوسط سحابة ملتفة شديدة الظلام كأنها اعصار ينبثق من قمة الجبل ليهيمن المكان شعور اسود مرعب يزيد في النفس فجوة عميقة هي الخوف .. وهذا هو الغريب !!
خطوات بطيئة ممزوجة بالحذر بين تلك الصخور الوعرة في ذلك الوادي الاحمر الغريب وانا اذكر الله الى ان وطئت القدم طريق جبل الظلام الذي كلما اقتربت منة زاد الظلام كثافةً وضبابا .. حتى بدأت الرؤيا تصعب علي مشاهدت الطريق الا بضعة امتار .. يا ترى هل سوف تكون مهمتي صعبة ؟
وكأن الضباب يترجم ظنوني .. انها كذلك !! فبين المترين وأنا في الصعود .. هز صخور الجبل الحادة فرقعة كدوي الرعد رجت المكان وانبعث من بينها دخان ناري ثم بدأت الطريق بلانشقاق .. ويتوسط الشق خروج يدٍ طويلة ذات اصابع و مخالب مسننة .. حادة .. لتحمل ما يخفية اسفلها .. ثم أكتمل خروج ذلك الكائن الشيطاني .. شكلة مرعب جداً .. وجهه نصف جمجمه بشريه ضخمة والنصف الاخر مخلوق غريب .. وعيناه مكانهما تجويفان عظيمان .. أرى من مكانى أن الدود يأكل ما تبقى منهما بشراهه .. اغلب جسمة ممزق والباقي كأنة عظام بلا لحم .. شكلة مفزع وبشع خرج من باطن الارض .. وانا اقف مكاني وأنظر بنظرة ينتابها الذهول من المشهد وهو يتقدم نحوي بخطوات مملؤه بالكرة و العداوة .. وأنة سوف يمزقني و يقطعني ارباً اربا بلا رحمة !!
ماذا سوف يحدث بينة وبين الكائن الشيطاني ؟؟
تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
__________________
http://www.al-mot.com/mot/images/smilies/ast001.gif الحلـــ 11 ـــقة http://www.al-mot.com/mot/images/smilies/ast001.gif
لو كان شخص حي بذلك المكان ورأى ذلك الموقف المفزع لمات رعباً .. لكن لن اقف هاكذا .. سوف اتغلب على تيار الخوف الذي ينتشلني !! فسرت موجة هي الشجاعة المتدفقة من باطن القلب فتسلسلت ذاهبة الى العقل فنصعت هناك وانبثقت لتحل عقدة اللسان بكلمات روحانية قوية انصدع جبل الظلام لها .. كلمات صوتها عميق تنبعث من نفسً مطمئن تشكلت في تلاوة سورتي المعوذتين .. نعم انها كلمات الله والتوكل علية و الثقة بة !!
فبعد التلاوة المتواصلة توقف ذلك الكائن المرعب وكأنة يحتضر .. وبدأ جسمة بتلاشي .. وانطلقة صرخة شديدة منة هي الموت .. وكأن كلام الله عز وجل تُحول جسمة الى ذرات ثم تطايرت وانتثرت بين الضباب الاسود .. سبحان الله ولا اله الا الله .. كم كان الموقف عجيب ومفزع .. والرئة تسحب هواء الموقف بشدة ليعود الاستنشاق والتنفس لطبيعتة في ذلك المكان الشيطاني .. الحمد الله !!
تابعت الصعود في طريقً ضيق بعد ذلك المشهد المفزع وانا على ذكر الله أمضي و الصخور من حولي تتحرك والارض تهتز كأنها سوف تسقطني من فوق الجبل ومن بينة تصدر اصوات غريبة .. مرعبة .. مخيفة .. تخترق الاذن .. صريخ .. خوار .. طنين .. كأنك تسمع ألف شخص يعذب او الف حيوان يسلخ .. و اصوات اخرى شديدة تصم الآذان .. يكاد القلب يرتعب فزعاً من وقعها .. و تفتح ابواب الخوف على مصرعيهما .. لتسيطر عليك وتستحوذك .. ويحدث ما لا يحمد عقباه .. لكن لن استسلم ابدا ولن افتر عن ذكر الله وأنا اتقدم بحفظة !!
خطوات راسخة وحذرة وانا اشق الطريق في ذلك الجبل المظلم والعين تترقب يمنة ويسرة لعل شئً أخر مفزع .. مرعب .. يترصدني من قريب بعيون شريرة جهنمية .. فبعد عناء وصبر شديدين توقفت خلف صخرة كبيرة قرابة قمة جبل الظلام أخذ أنفاسي واستجمع قواي !!
بينما أنا كذلك و الظلام من حولي يتبدد وينقشع بعض الشئ .. أخذت استرق النظر بنصف عين على غرابة المكان وشماخة الجبل ومن أسفلي من بعيد عمق الوادي وأحمرار تربتة التي يكسوها ضباب أسود .. ومن هواء الجو الحار الذي يلفحني من كل جانب .. بعد تأملي للمشاهد شد بصري النظر أعلى الطريق .. فهناك وعلى مرمى البصر بدت ساحة مستوية .. وأرى بعدها فتحت كهف بين الصخور .. لا شك أنة كهف الهلاك !! .. اعلى الكهف حروف كبيرة منقوشة بها مربعات وخطوط منفصلة عن بعضها البعض .. لا اعلم معناها !! .. ومن داخل الكهف أضواء حمراء لا تدري أين منبعها ؟
وما بين الكهف حارسان من شياطين الجن .. لونهما أحمر .. لا أكد اميز وجهيهما.. لكن كأن أعينهما متوهجة كبيرة تأخد اغلب ملامح الوجة .. وأسنان طويلة تتدلى من فكيهما حتى تصل قرابة الارض .. اجسامهما طويلة صلبة و دخان اسود ينبعث منهما زادهما بشاعة وشرا !!
تصلبت في موقعي وقبضت أنفاسي وصل عرقي و العين تترقبهما بحذرشديد وكأنهم يستشعرون وجودي .. فبعد انتظار طويل و العين تسترق تحركات الحارسين .. اذا بهما يذهبان للداخل !! .. تقدمت بخطوات سريعة ثابتة رأسً الى مدخل الكهف .. وعند قرابتة تذكرت قول الشيخ : لا تنسى قبل ان تدخل الكهف ان تتلوا آية الكرسي !! .. قرأتها بخشوع شديد وتوكلت على الله .. ثم تحركة القدمان للداخل !!
كان كهفً عميق طويل .. لكن وانا في الطريق احس ان احدهم يتتبع خطواتي ويكاد يُطبق على شفتي ان تنطق بذكر الله .. لكن كنت اقاوم بشدة وانا اتقدم .. ففي أخر الكهف هناك كان كائن ما .. كائن مخيف يجلس على الأرض مكبل بالسلاسل من كِلا يديه .. والسلاسل نفسها منقوش عليها نقش غريب .. ربما كان مشابها للنقش للذي كان أعلى الكهف !!
لا بد انة الفارس الذي حدثني عنة الشيخ !! .. فوصف شكلة المخيف شئ صعب !! .. تقدمت الية .. وفجئة ظهر الحارسان في طرفة عين وهما يقفان جنبة كأنهما يحاولان أذيتي و منعي مما اقدمت علية !! .. كم كان شكلهما مرعب جداً .. ان الاسير لهو اجمل وصفاً بالنسبة للحارسين !!
مع استمراي المتواصل لذكر الله عز وجل امام الحارسين .. بدأ لساني يثقل ولا يقوى الكلام .. وأخذت الاطراف لا تستجب لاوامر الحركة .. وشعرت باني ارتفع عن الارض وقد فقدت الارض جاذبيتها او أن روحي خرجت تحلق من جسدي .. او انة اصابني مس شيطاني .. قوي .. حاد .. وهما يمرقاني بنظرات الغضب و الكراهية .. ويزمجران بصوت شديد الفزع .. ويتشكلان بأبغض الاشكال وابشعها رعبا .. لعلهم يجدون مدخلاً للخوف في النفس ثم يكون ما لا يحمد عقباة .. لكن !! كان بعض الخوف يستشري الاوصال !!
ماذا سوف يفعلة العفرتين بة ؟؟
تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
قصة رائعة ومشوقة ومخيفة في نفس الوقت
تسلمين وربي يعطيك العافية
ننتظر التكملة.
جميل جداً واصلي إستاذه دلوعه
في إنتظار باقي الأجزاء