صباح الخير ...
عرض للطباعة
صباح الخير ...
ما أجمل اللحظات الاولى لبزوغ النور...
برغم زخات الكسل الا أن الحياة جبلت على النشاط
صباحكم دفء يتسلل فيغزوا الوجود؛
قد :
يبالغ الواحد منا في أحيان كثيرة على احترام أشخاص
لم نرهم إلا مرة واحدة ، ومنها نصدر أحكاما ونختمها بختم
حسن الظن ...
فما :
نبرح غير برهة من الزمن حتى تتكشف لهنا حقيقة حال
ذلك الشخص من خلال معاشرتتنا له ...
وما :
يكون منا إلا حجب تلكم الثقة التي منحناها إياها
حتى إشعار آخر .
فائدة :
ليس عيبا أن نثق بالآخرين ولكن بالقدر الذي يجنبنا سوء الظن ...
ولكن العيب أن نضع ثقة عمياء في أشخاص نجهل حقيقة أمرهم ...
حتى نصل بذلك حد الغلو الذي يؤدي بنا إلى مجانبة الصواب .
وذاك الصخب حين يسود الضباب الأجواء
يؤرق الفكر حينا...
يآمرحبـآ يآللي بقلبي مگآنھَہّ
آللي يغيب ودآخل آلقلب موجـود
آللي تفز عروق قلبي عشآنھَہّ
ومآ تبعده عني ميآدين و حدوُد
صباح الخير ...
عجبت :
ممن تكالبت عليه الشدائد ...
وأحاطت به الرزايا ...
وبعدها :
يخلد إلى النوم وكأن
أمرا لم يكن !.
تفكرت :
كثيرا في أمره ذاك ...
فعلمت :
أن من كان ذاك شأنه ...
فهو مع الله في اتصال ...
ففوض مولاه ما أهمه .
كثيرا :
ما أبتسم وأنا غارق
في شرود ...
فأنا :
في حالتي تلك قد انتقلت
إلى مكانٍ آخر ... فالتقيت
حبيبة الروح .
كم :
من يسير في الحياة يرجو
فطاماً من الأسى والحزن ...
فتمضي :
الحياة وهو يتقلب في حجر
ذلك الحزن !.
السعادة :
أن تكون أنت أصلها وفرعها ...
وأنت صانعها وجالبها ...
ومن :
غير ذلك ستكتوي من لظى
التعاسة ... وستصطلي بنارها .
نحتاج :
الكثير من التجاهل للكثير
من الزلات التي تردنا من
أقرب الناس لنا ...
حفاظاً :
على بقاء الصحبة ...
والخوف من فقدانها ...
جاعلين :
من الأيام لها الدور الأمثل
لتضمد جراح ما نزف بالأمس ...
ومحتفظين :
بتلكم المواقف في ملفات
الحياة ... لتكون لنا دروساً
وتجارب .
وصباح يملئ ملامحه التسائل... وفي ذاك المزاح بحر واسع...
هناك :
الكثير ممن يسأل من الجنسين عن حكم " الحب "
كونه المتسلل لقلوب العباد على غير قصد وتربص منهم ،
وتلك تجلياته في واقعنا حين نجد البياض الأعظم يرزحون تحت
وطأة_ الحب _.
وجوابه :
علينا أولاً تفكيك المصطلحات كي لا نكون
رهينة للتخبط لنضع بذلك الأمور في نصابها .
تلك :
المشاعر المتأججة التي تعصف في قلب وفكر
ممن يعتبرون مصابهم ما هو غير مسٌ من " الحب "
وهم حياله بلا حول ولا قوة لهم ، لهذا وجب عليهم تحمل عواقبها وعقباتها .
اليوم :
مع ورود الغبش والضبابية في كشف حقيقة ما يُسمى
" حب " لكون الشوائب به مُحيطة ، ولأنه تشابكت في ذراته الزيف
الذي يُنافي الحقيقة .
لم :
يبقى من " الحب " غير اسمه في ظل الرغبات المسعورة
في حصره ليكون نزوات ينتظر صاحبها ساعة الوقيعة!!!
ومن :
قال بأن الحب في الإسلام مُحرم
وممنوع ؟!
والإسلام :
قائم عليه ويعيش من رئته ويتنفس
نقاء شذاه .
غير:
أنه وضع له ضوابط كي يجنب من تلفحه
عبير شذاه من زنازين الحسرة إذا ما انكشف اللثام
عن حقيقة من تشدق به وترنم عذب ألحانه وهام
بشدواه .
المدّعون :
كُثر والصادقون لا يتجاوزون الأصبع، والناجون
من خيباته زرافات تُسمع آهاتهم كل آذان !
ولنا :
في رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ أعظم مثال
في الحب والوفاء حين ترجمه عذباً حلو المذاق .
أما اليوم :
بتنا نراه مُتكلف مُستورد ، مُستهلك منزوع
من روح الوفاء!
والشاهد :
على قولنا ما نراه في وسائل التواصل ،
وفي الطرقات وفي الخلوات والجلوات .
تبدلت :
تلك العواطف السامية وصارت تناغي النزهة ، والرغبة ،
والشهوة ، لتتجاوز العرف والعادات بل تقتحم حومة الدين
ليبقى الشقاء نهاية المطاف !
في شراك الحب :
منه وسيلة الضياع ومدخل الشيطان حين يُزين له " الشيطان " أمره ،
وإن كان الدافع والنية صادقة فمصير الاتصال والتواصل أن ينتج عنه الويلات
بعد أن يمر _ المسمى بالحب _ على قنواته الأربع :
- الاستحسان .
-الاعجاب .
- التعلق .
- العشق والهيام .
لتكون النتيجة :
البقاء تحت رحمة " المحبوب "
ذاك !!!
لينشغل :
القلب والفكر في هوى المحبوب يناجي النجوم
مُنتظرا بزوغ المأمول .
يبني / تبني
الحلم على شفا سراب يحتمل النقيض ،
مُغامرين بقلوبهم ، مُلقين أرواحهم
في غياهب المجهول !
أسباب :
الوقوع في براثن المجهول من قبل الشباب ،
والدخول في رهانات قد تُكلفهم حياتهم واستقرارها
ومن جملتها :
- الجهل بالدين .
- قلة الحياء من الله سبحانه وتعالى .
- غياب القدوة الصالحة عن الشباب .
- الصحبة الفاسدة .
- الفراغ القاتل .
- غياب المربي وترك مسؤولياته .
- تلك المثيرات من ( مسلسلات ، وأفلام ) تثير الغرائز وتدعو المتلقي
على البحث عن ترجمة ما شاهده ليعيش لحظة تفاصيله وهو يخوض غمار التجربة
وقد اسقط من حسابه _ ساعة النزوة _ أنه قد تُرديه في مهالك الردى !.
هذا السؤال :
هل بعد هذا الغزل وهذا العشق يمكن ان يتحول الى
(تهديد وأبتزاز ) ؟
جوابه من :
عمق هذا السؤال يتكشف ذاك المقال الذي سقته
ليضع الحقيقة جلية نقية لا يعتريها الغبش ولا
تخضع للخداع .
إذ :
كيف لمن سحب ساعاته وأيامه وهو يُغدق _ المحبوب _
أصناف الغزل ، ويبني له دولة كل ما فيها من حجر ، ومدر ،
وشجر، وبشر لها سكن ، وظل ، وخدم ، يُشهر بورقة التهديد
والابتزاز ليهدم الوعود الحسان التي نقلت وتنقلت بقلب مستمعها
الوسنان الولهان _ متجاوزا جاذبية الزمان والمكان _ ربوع حياة الفردوس
والنعيم المقيم الذي لا بها نصب ، ولا تعب ، ولا هم ، ولا نصب !
الجواب :
جزماً ويقيناً لا يمكن لمن أحب أن يكون المبتز والمتوعد المهدد لمن أحب ،
بل يفعل ذاك من مات قلبه وانسلخ من أصله كونه انسان ، كاشفاً الحقيقة
التي أخفاها بخبث القول والفعال التي منها وبها نصب الشباك ليوقع
قلباً مات صبابة وعشقاً أحبه حتى النُخاع !
بل :
من كان ذاك حاله فهو مصنفة فصيلته _ طباعه _ بفصيلة الحيوان
_ مع تحفظي من ذلك الوصف كي لا أظلم ذلك الحيوان _ ،
فمثل حاله وحالته هو ربيب الخيانة ، وملتصق برداء الخسة
والدناءة .
ومن :
هنا كان الحذر الذي يُطلقه الكثير ممن في قلوبهم
المحبة لبني جنسهم أن يحذر من يسير في درب المسمى
_ الحب _ العابر اللقيط الذي لا يخضع للقوانين والضوابط المستمدة
من الدين ، ومن القيم والعادات العظيمة التي تحفظ كرامة الآدميين ،
كي لا يعيش حياة الجحيم ويتمنى الموت مما يُلاقيه في كل وقت وحين .
لو :
كان الواحد ممن يتحرشون بالفتيات بدعوى ( الحب )
يُسقط ذلك الفعل ليقيسه مع محارمة وكيف تكون ردة الفعل ؟!!!
للأسف :
الكثير يجر كلام المشفق على الأعراض والسمعة بأنه مُنغلق الفكر ومتخلف ،
بل ناقم وحاسد ! من غير أن ينظر الدافع من ذاك الدافع لتلكم النصيحة .
وللأسف مكررة :
الكثير يعلمون علم اليقين بأن الطريق الذي يسلكونه محفوفة بالمخاطر،
ويتلفعها الغموض الذي لا يُجليه غير واقع الأمور ، ومع هذا وذاك يسير
إلى حتفه المحتوم !.
ومع هذا :
يُخالجنا اليقين بأن هناك من أزاح عن عينيه الغشاوة التي
جلبتها المشاعر المفعمة ، وذلك الظمأ الذي أصاب القلب المكلوم .
التوقيع .
عن ذاك الزمان :
كنا نسكن في تلكم القرية التي ضمتنا
وجمعتنا مع كل أفرادها حين كان الأثر
في اشاعة الألفة والمودة بيننا ،
يطوف الجميع :
يتعاهدون بعضهم يزورون القادم من وعثاء الطريق
ويزورون ذاك المريض ، يتقاسمون الزاد ، ويتعازمون
في اكرام الضيف إذا ما عليهم حلّ ،
تلفهم السكينة وتغشاهم الرحمة ،
والقلب من المحبة يفيض ..
تسير :
الأيام على نهج قويم ،
ويسير :
الأبناء على ما كان عليها الآباء
على ذات الطريق .
إلى أن جاء هذا الزمان :
ليخرج الخلف عن ذاك النهج ويحدث ذاك الشرخ ،
ليتفرق المجتمع ، وتُخطف السعادة من قلب الجميع !
ليتبدل :
الحال ليكون الحال المريض الضرير !
حين اشتغل الناس بأنفسهم وما عاد لهم ضمير
_ لا أعمم _
قد :
اشتغلوا بأنفسهم لا يأبهون بغيرهم !
فانقطعت زيارتهم لبعضهم !
وتباعدت من ذاك قلوبهم ليكون الجفاف
بعد الارتواء ، والانفصال بعد الوصال !
كُنت :
مع أحد الرموز في البلد الذي له هيبته لما
ناله من الناس من محبة واحترام
كُنا :
نتفكر في ذاك الموضوع نفتح معاً الجروح !
ونتساءل كيف كنا وكيف أصبحنا ؟!
وكيف السبيل للرجوع لذاك الماضي الجميل ؟!
أما :
لنا عودة لذاك العهد القريب لتلتحم القلوب
وتتعانق النفوس بالقرب من بعضنا
نجلس معاً
نناقش معاً
جلسنا :
نبحث عن الحلول التي تُعيد لنا
المفقود .
والمصيبة :
حين تكون النتيجة ممن شاطرته البوح
وقد أبديت له امتعاضك عن الحال
المُزري الذي تعيش واقعه
ليكون :
التخثير منه ليثني عزيمتك !!
وكأنه يقول بلسان الحال والمقال :
" قف عندك فما عاد هنالك أمل !! فالحال جِدُّ خطير "
من غير أن يطرق باب المحاولة فلعله بذلك
يُعيد الأمل لقلب كسير !!
ذاك الموضوع :
هو المؤرق لمن جفاه النوم وقد ذاق من الفراق لتلك المرابع
وتلك المواضع التي كانت شاهداً لضحكاتنا وتنهداتنا ،
لمشاغباتنا ولتسامحنا .
لهذا :
كان وجوب الوقوف على
أعتاب هذا الموضوع :
الذي تغير :
هو ذاك السبب وتلك العلة التي وضعت اصبعك
عليها ، على أن القلوب شابها دخن الأنا الذي اصطلى
به الكثير لتكون الانانية مكان الإثار والحسد مكان الغبطة !
قد تكون :
هنالك بعض الأعذار التي لا ترقى _ مع هذا في أصلها_ أن تكون سبباً
لذاك التحول والتبدل ، والخروج عن المألوف الذي علمنا حاله !
من هنا :
كان لزوم البحث عن المخرج
من هذا الحال
عن تلكم القلوب :
ما تبدل حالها وتغيرت فطرتها إلا بدخول
الغريب من المشاغل التي لا ينفك منها انسان ناطق
عاقل ، والفارق بين هذا وذاك حين يكون الأول واصل
والآخر انسان قاطع !
هو ذاك :
التكيف مع المستجد في هذه الحياة ، قد تلهينا المشاغل
والجري خلف المطالب التي يحتاجها كل مخلوق ،
من هنا :
كان التعاطي وتقديم الأولى مع عدم التغافل عن الذي
يضمن لنا بقاء امشاج التواصل مع من يقاسموننا المكان
ممن لهم حق الجيرة وحق الانتماء .
عن البغضاء والحزازات :
هي تلك الآفات والامراض التي تفتك بجسد المجتمع
ليسود قانون الغاب وتكّرس منظومة الانتقام والاستئصال !
وما يكون :
نتاج ذلك وسببه غير البعد عن الدين وعن كل معاني الانسانية التي
تحث على الترابط وتقبل الآخر وتذكر الأصل والمنبت بأننا في هذه الحياة
كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا .
عندما :
تختل المعاني وتتيه في غياهب الغفلة ، نبتعد عن
المحامد وتلك السامية من الأخلاق العالية ،
لننزل :
إلى دركات المعاني المقيتة
الرخيصة !!!
عن ذاك المخرج :
به تنزل السكينة وتعم الراحة ، وتتجاذب القلوب
حين تكون على بعضها تحن ، وتنأى بنفسها عن الأثرة
والأنا القاصمة لكل المحبة والمودة وكل ما له قيمة .
عن الزمان وأهله :
فتلك القلوب باتت تشكو الضيق ،
وتُعمر بالحقد الدفين !
أصبحنا :
نرى الجانب المظلم من حياة الناس
وإن كنا نراه من طرفٍ خفي حين حُجب
وغُّلف بغلاف النفاق والمجاملات !
وليتنا :
أبدينا ما تحشرج في الصدور حين نالنا
ممن يخالطوننا شرر المثالب والقصور .
دوماً :
نكتم ما يلتاع منه الفؤاد من سلوك
ذميم ممن نشاركهم لحظات حياتنا !
والعذر :
لعلهم لا يرضون !
ولعلهم يتذمرون !
ولعلهم عنا يبتعدون !
تلك المصارحة :
تأتي بالتي هي أحسن ،
وبالطريقة التي لا تجرح الشعور .
عن تلك الغربة :
هو واقع الحال حين تعيش مع الناس
جسداً بلا عقل ولا روح !!
عن ذاك الازدياد :
هي الحقيقة الجاثمة على صدر الواقع
حين نرى البعد عن منهج الله ، ونسيان
الله ،والجري خلف الشهوات والاهواء !!
فكم :
اتساءل عن حال الكثير منا حين جعلنا
العبادات من :
صلاة
و
صوم
و
زكاة
و
حج
و
باقي العبادات
منفصلة :
عن المعاملات ليكون السلوك
يتقاطع مع ما أمر به الله تعالى أن يكون
التلازم بين العبادات والمعاملات لكونه الأثر
الذي ينعكس على حال ذلك الإنسان .
من هنا :
وجب التنبه والرجوع لما من شأنه
يُعيد اللحمة ،وذاك الإرتباط بين أفراد
المجتمع ، لتعود الأخوة والمحبة للحياة .
عن ذاك السباق :
هو ذاك التدافع والتزاحم والتكالب على رخيص المتاع
الذي يسعى الانسان أن يحمله ليكون عليه منه وزراً
يُدان به يوم الحساب !
يغفل :
عن أن الحياة تحتاج لشركاء يحملون معه نصبها
، ويوسونه حين غضبها ، ويكفكفون دمعه حين قسوتها ،
تصفية القلوب :
ما أعظمها من كلمة يهتز لها كل ذرة
من ذرات من يعقل معناها ويعرف منتهاها !
فيها :
تُطهر القلوب من أدران وأدناس كل مكروه ،
ومن كل أمراض تكالبت عليها
حتى تُنتزع كل شائبة من الخير عنها تحول .
وليتنا :
نغوص في أعماقنا ، ونحاسب بذلك أنفسنا ،
ونعرف موضع أقدامنا ، ونكتشف به عيوبنا وأخطاءنا ،
ولو :
كان هذا شأننا وتعاهدنا عليه طيلة حياتنا
لما تعاظمت الحزازات وتنافرت قلوب ،
واحتدمت العداوات لتكون هي الحاضر الموجود
في حياة الناس وقد هجروا الكتاب المنطوق
الذي يحثهم على الخير وعلى الخلاص من كل مأثوم
، ومن كل موقد وموغل للصدور .
علاقتنا مع الله :
ليتنا نموت ونحيا ولا يكون همنا غير القرب من الله ،
والعيش على أعتاب وأكناف رضوان الله ،
ليتنا :
نُراقب الله في سكناتنا وحركاتنا ،
في نومنا ويقظتنا ،
في قولنا وفعلنا ،
" لنكون بذلك نعيش حياتنا ونحن نتفس السكينة
، وننام على فراش الهناء والطمأنينة " .
تلك الذكريات :
قد تحمل بين طياتها
معالم الفرح وقد يخالطها
الحزن تارة أخرى ،
هي الحياة :
التي تقبل المتغاير والمتباين من الأحداث فبذاك
خلقت ومزجت ليكون التمحيص والابتلاء ومنه
يكون الاقصاء وذاك الاصطفاء ،
فقد نال :
وافر العطاء من تجاوز عتبة الشقاء وذاك البلاء الذي
أوسع القلب والفكر ألماً لا يطاق ، فواسى ألمه بدواء الصبر ،
وضمد الجراح بدواء اليقين بأن القادم أجمل وأن القادم
خير مساق .
ونال :
الشقاء من غاص في اتون البلاء ليقف صريعاً على واقع الحال
من غير أن يُحرك ساكناً قد ينتشله من ذاك الفضاء الذي يخنق
نَفّسه ويُقيد حركته ليكون هو والحزن واليأس على وفاق .
عن فخامة الماضي :
تكون الفخامة في تلكم القيم التي بها تحفظ الذمم ،
ويكون بين الناس وذاك الترابط والتواصي الذي
يستقونه من معين ما جاء به النهج الرباني
الذي ما تمسك به قوم إلا ورفع الله قدرهم ،
وأعلى شأنهم .
وليتنا :
اتّبعنا نهج القرآن ، وما جاء على لسان سيد الأنام
المصطفى العدنان _ عليه الصلاة والسلام _ لكنا بذلك نعيش
في أمن وأمان لا تناكفنا منغصات الحزازات ، ولا تبدد وتشتت
شملنا وجمعنا الخلافات .
بين الماضي والمستقبل :
ذاك الحاضر الذي نعيش لحظته حين نجد ذاك التنافر
بين الروح والجسد ، وبين العقل والقلب ،
وبين الفعل والقول !
حين :
يكون الانشغال بتوافه الأمور ، والاهتمام بالقشور ،
واللب والجوهر مهمول وعن الاهتمام مهجور .
هي وقفة :
نحتاج منها لملمة المبعثر من الأمور
نحاول به ترميم المحطم ،لتكون الانطلاقة قوية
وقد رصدنا التجربة وتعلمنا من الواقع الدرس
الذي نقف عنده كي لا نعود وندور من جديد
في المفرغ من حلقته .
عن الابناء واتّباع أثر الاباء :
ما أجمل ذاك حين تكون المحافظة على جميل الخصال ،
حين يتشبث الابناء بذاك الموروث الذي يقيهم من شر
التبعثر والذوبان في مكونات الذي يباينونهم ،
ويخالفونهم العادات وتلك القيم السامقات ،
وقّل :
من يكون بذاك الثبات على المبادئ والمثل العليا ، بعدما
توافدت عليهم هجين العادات التي تفد إليهم من يختلفون عنهم
ديناً وعرفاً ونهجاً ولا يلتقون معه في أي نقاط اشتراك !
هو :
الإغترار بما لدى الغير بعدما نشفت ينابيع قلوبهم
من كل ذي قيمة قد تحفظ لهم كرامتهم ومكوناتهم
التي تكشف معدنهم وانتماءهم .
عن الاوقات المرهونة :
ما نشكو منه :
حين نظن بأن الواقع أقوى منا ، وأن الصعب
هو الاساس ، والممكن يُعد من بنيات الخيال !
وبذلك :
نفقد روح المحاولة وأننا بالامكان
احداث الفجوة التي منها نُغير الحال .
ما نحتاجه :
هو بث الثقافة لنوقظ في قلوب الناس
تلك الصحوة التي تبعثهم من ذاك السبات ،
ليعيدوا من ذاك الحساب ، ويرجعوا لجادة الصواب .
عن القريب وتغير الحال :
لا نختلف في ذلك لأنها الحقيقة الجاثمة
على صدر واقع الحال ،غير أننا وكما قلنا
نحتاج للسعي لتغييره نبدأ أول خطوة ثم
تتلوها وافر الخطوات فقط علينا أن نتسلح بسلاح اليقين
بأننا نستطيع التغير والتغيير ، لأن الناس مهما تباعدت قلوبها
وشابها ران التغيير تبقى السجية قابعة تحت الرماد تحتاج من ينفخ
في الرماد لتتوقد من جديد وتعود لها الحياة .
عن تلكم المصطلحات :
ك" الاقارب عقارب "
تبقى صادرة ممن في قلوبهم ذاك المرض
فانعكس على قولهم وفعلهم محاولين
ضعضعة المعاني والقيم الشامخة
ونزعها من قلوب معتنقيها
والمؤمنين بها ،
من ذلك :
لا نقف كثيراً عندها كونها خارجة
من مريض متهالك منهزم نفسياً
واجتماعياً !
وما علينا حيال ذلك :
غير ترسيخ المعاني الجميلة الحميدة
في قلوب ونفوس الشبية .
عن ذاك التأمل :
هو ذاك المحمود الذي ينال به صاحبه المثوبة والحبور
فبه نُرسخ الإيمان في القلوب ، ونشعل فتيل الهمم الخامدة ،
ونستنهض به العزائم الكابية .
نسبح به :
في الملكوت نُقّيم به الأمور ، ونكشف المستور عن حالنا
عن قدمنا أين تأخذنا أتأخذنا بحو معلوم أو مجهول ؟؟!!
فهنيئاً :
" لمن جعل التأمل هو ديدن حال فبه ينعم بالهناء
وبه يعرف خبايا القلوب والأمور ، ومسك الختام " .
كتاب الله :
بات مهجوراً تلاوة ،
وحفظاً ، وعملاً !!!
نمر ونتلو آيات :
النهي
الأمر
التحذير
الوعيد
الحرام
الزجر
قصص نهاية الظالمين
مصير المُصرين على الذنب العظيم
عن المكابرين الصادين عن الحق المبين
عن الذين يصمون آذانهم عن سماع الواعظين
عن المغترين بأعمالهم الظانين أنهم يحسنون صنعا
وهم شر خلق الله أجمعين !!!!
الذين :
اشتغلوا بعيوب غيرهم
وتناسوا عيوبهم !!
يلزون بكل قبيحة غيرهم !!
ويُزّكون عنها أنفسهم !!
وهم الأولى بالذم من غيرهم !!
هو ذاك :
التعامي
والتمادي
والمكابرة
التي تُصم وتُعمي
عن ادراك الحق مجاهرة !!
عن ذاك الابداء لما في الصدور :
ذاك الواجب على كل واحد منا
وهو الحق الذي علينا اتجاه غيرنا ،
أن نبدي لهم النصح ، ونتعاهدهم
في كل أمر .
يقيناً :
أن يكون هنالك من يتقبل وهناك من يتبرم
ويصرف قلبه وعقله عن سماع
ما الله أنزل !!
" تعالياً وغروراً "
بعدما استوطن قلبه الطيش ،
وران على قلبه ما تأخر من ذنبه
وما تقدم !!
يحتاج الأمر :
إلى البادرة منا أن نفتح عقولنا وقلوبنا
لمن يأتينا ويبدي لنا النصيحة ونعلم أنه لولا
خوفه وحبه لنا لما جاء إلينا وبالخير تقدم .
عن تلكم الغصة في ذلك المنصوح :
يبقى المرء هو طبيب نفسه فهو أعلم بها من غيره ،
حينها :
يفتش عن مكامن العيوب ، لماذا لا يقبل النصيحة
وفد أقر ضمناً أنه على خطأ وقد أخطئ بذاك طريقه ،
نحن :
من بيدنا ترويض أنفسنا !
ولكن متى ؟!
حين التخلص من " الأنا " وتلك الهالة من القداسة
التي تُحيط بنا ، والتي بها نُبعد الخير الذي يُساق
لنا حين تكون الهداية هي الثمن لذاك التسليم
والإقرار بأننا على عكس الطريق نسير .
عن سراب التغير :
بطبيعتي لا أحب لغة التشاؤم !
قد :
أتذمر
أتبرم
أغضب
أشتكي
و
و
و
ولكن :
كل ذاك لن يصل لقلبي !
لكوني أؤمن بأن التغير
هو سنة الحياة ،
وسيأتي وسينالنا سناه .
متى ؟!
وكيف ؟!
لا أعلم بالتحديد !
غير :
أنه قادم بلا شك فأنا
بذلك على يقين .
وإلى :
" ذلك الوقت لا يمكننا أن نتسمر مكاننا
بل علينا أن نكون نحن طلائعه نمهد له الطريق
لينعم به الجميع " .
معرفة الله :
من غاص في ذاك البحر من المعرفة بالله
_ وقل الغائصون _ كلما تبددت العقبات ،
وتجاوز النزعات والوشوشات التي يفتعلها الشيطان
ومن عاونه من إنس وجان .
ما نُعانيه :
هو ذاك التمادي في البعد عن الله وذاك الغرور
وتلك التزكية للنفس حين نُغلق أبصارنا ،
ونصم آذاننا عن الحق إذا ما علينا حل !
عن المحتوى التكويني :
بلا شك أن الانسان تلفه من كل جانب
تلك النواحي التي تُكّون شخصيته ومنها :
النواحي الجسمية .
النواحي العقلية .
النواحي المزاجية .
النواحي الخُلُقِية .
ومع هذا :
قد نرى ذاك الانعتاق والتحرر
من جاذبية تلك النواحي حين تكون منا الارادة
في ذلك التغيير .
ولعل بعضنا :
يركن للاستسلام من الوهلة الأولى !
بعد أن تصفعه كف العادة والسجية التي
اعتاد عليها وسار عليها وعاش على واقعها !
ذاك الكلام :
الذي سقتموه عن صعوبة الرجوع
للماضي والعيش على واقعه الجميل ،
ومع هذا :
ذكرتم في ذات الوقت أن هناك ممن عاش ذاك الزمان
يعيش في زماننا وقد تأقلم مع الوضع ، وهذا ما نحتاجه
بأن نستحضر الروح التي كانت حاضرة في أجساد تلك الأمة التي
منها من قضى نحبه ، ومنه من ينتظر .
ما نقصده :
أن نوطد النفوس والقلوب على احتواء الآخر ،
على استيعاب الآخر ، على الاهتمام بالآخر ،
لنكون نسيجاً واحداً متكاملاً لا تمزقه أو تؤثر عليه
عوامل التعرية الزمانية والمكانية .
فكلما :
" جعلنا الألفة والمحبة والرحمة وحب الخير للآخر ،
هي الدافع والباعث والمحرك لدينا كلما اقتربنا
من تحقيق ذاك الترابط ، وذاك الانسجام ليكون " .
عن ذاك الشوق والحنين :
هو الدم الذي يجري في الشريان والذي بانقطاعه يكون الفناء ،
والرجوع للماضي هو ضرب من الأماني يُحال بلوغ مناه ،
وتأبى الساعة أن تُعيد دورتها فلا مجال للرجوع للوراء ،
فما فات مات ، وتبقى الذكريات عبير المناغاة التي
يترنم بها حادي الأشواق .
عن التواصل بوسائل التواصل :
في هذه الحال إن كان التواصل على هذه الصورة
فنقول لله الحمد والشكر وإن تباعدت الأجساد تبقى
الأرواح ومعها الألسن والأفكار تُترجم ذاك التلاحم
بذاك التواصل .
أما العزاء :
على تلكم القطيعة التي استأصلت الأجساد ،
والأروح ، وكل جارحة قد تمد يد التواصل لتلامس
قلوب وأروح من لهم حق علينا .
بالرغم :
من توفر وسائل التواصل نعجز عن الوصول
لذوي الأرحام وما السبب في ذلك غير التقاعس
والتواكل !
العلة والسبب :
لعلها تكون معروفة الملامح !
ولكن :
يبقى التسويف ، وذاك الإهمال
هو من يقودنا نحو الشتات !
ومن :
قلب ذاك الظلام الحالك من هذا الحال
القاتم ،
يبقى :
هناك مغالبات ومبادرات من البعض ليلمل الشتات
ويصل المبتورات من علاقات باتت على جُرف هار
يوشك أن ينهار فيه من عاش الضياع
وتلك العزلة التي تُخرجه عن حقيقة معنى الحياة !!
تلك المبادرة :
تفطن لها من يُحرك في قلبه حب اللقاء وحب
الاخاء ، وصلة الرحم وقود كل ذاك .
فجمع :
من رأى منهم المبادرة والذين ينتظرون منه الصافرة
ليبدأ السباق نحو الخيرات ونحو الوفاق .
فكانت بداية الخطوات :
فتحوا برنامج التواصل
فخلقوا مجموعة يكون فيها اللقاء
رسائل التهاني ، ورسائل الصباح والمساء ،
ونقل :
الأخبار من هنا وهناك .
حتى :
توثقت العلاقة وتجذرت المحبة .
لينتقلوا :
لمرحلة متقدمة فكانت الدعوة للخروج في رحلة
فكان الاتفاق ، وخرجوا وكان منها العناق والاشتياق
والدعوة لرحلة أخرى تمنى الجميع أن يكونوا
بها الالتحاق .
بعدها :
كانت الزيارات بين العائلات
وقد بثوا بين النساء من أخوات وزوجات
ضرورة التواصل بينهن فكان السعي
لخلق مجموعة " واتساب "
فأصابهن الخير كما أصاب الرجال .
فالأمر :
ليس بالمانع المستحيل
لعل فيه صعوبه كي نكون منصفين
ولكن بالمحاولة واخلاص النية
سيكون من الله التوفيق .
قاعدة في الحياة :
" نحن من نُغير ما حولنا بعدما
نُغير ما في دواخلنا " .
كعزاء لايعُرف صاحبه "
كيف :
لا أغار عليكِ ؟!
وقد :
قاسمتكِ روحي وانفاسي .
كغيمة رمادية تلك المنغصات ووخزات الكدر الموجعه تتراكم حتى تثقل ارواحنا
ثم تهطل رحمة خالقنا فتغسل
ارواحنا لتعود خفيفه منشرحه
الحمدلله على كل حال
مسآء السّلآم ؛
لكلّ المُبتسمين في وجه الحيآه
لكل المبحرين بأمل متجدد
لكل الوجوه اللطيفه في وجه كل العابرين
شكرا لتلك القلوب الطيبه
التي تحب بنقاء
وتدعو بخير
وتشكر بلطف
شكرا لهم فهم نسمات بارده
في حياتنا
لنا من جمال الصباح قسمة ....
لاتقبل الا على اثنين ....
صباحكم تقسيم حنيّن
صباح الخير ...
عن تلكم الأحلام :
حين ارتسمت في صفحة فكري ، واستقرت
في سويداء روحي رويتها من ماء العزيمة
، وغذيتها بزاد الطمأنينة التي لا تعرف طعم
الهزيمة ،
تيقنت :
بأن الطريق طويل وأن هناك من قطّاع الطريق
الكم الكبير ، وبأن الطريق قد فرشت بالشوك
الكثير .
تجاوزت :
حدود المهول ، وخّلفت الويلات للحسود
لتكون له حسرة يتجرعها كل حين .
يعاودني :
ذاك الحسود في كل مرة بوجه جديد
وقد حرّض علي صغار العقول
وقد أغراهم بي بعدما رصد
له العيش الرغيد !!
واجهتهم :
بعدما اعلنوا النفير. فقد كان شعارهم
هذا اليوم يوم النصر المبين وقد فاز
من استعلى وهذا هو ايوم المجيد !
أبديت لهم :
وجه التسامح ، فكان به اغراءهم ليتمادوا
في طغيانهم ويمارسوا معي
الشر الدفين !
وأنا :
أسير على خطى الواثق
بالنصر والتمكين .
فلم :
أكن يوماً ألتفت للورا ، ولم أكن أستمع
لمعازف التخثير والتحبيط ،
فقد :
جعلت هدفي كالعقيدة في ديني الشّك في
الوصول له ما هو غير الشرك العظيم !
يممت :
بوجهي نحو قبلة النجاح وفي يقيني
أني بالغه بلا شكٍ مُريب .
فقد كان شعاري :
إما الوصول لغايتي وإما الموت من دونه ،
وأنا في طريقي لتحقيقه والفوز به فذاك
كان يقيني بانتظام .
عن المثبطين :
قد جعلت منهم وقود بذلي ، وانعاش
همتي ، ومرآة سعيي ، فبهم أقّيم وضعي ،
وبهم أراجع النهج القويم .
سَلِمَ قلبي :
حين جعلت من خصمي معنى الحياة ،
لأني عددتهم طعمها ،ولولاهم ما استنهضنا في ذواتنا
مكامن الاباء ، فلم يكن للحياة طعم بفقدان من كان
ذاك حالهم حين يتحرشون بتلكم الأحلام ،
وهم :
يدكون عزمنا بمقامع التحبيط ،
مُمنين أنفسهم أنهم سيغتالون أحلامنا
ليدفنوها في مقابر الهالكين !
بحمدالله :
" بلغنا هامة المجد وبدأنا نسير لهامة أخرى
بعدما خلقنا لنا هدفاً آخر ،وقد تّزودنا بزاد الخبرة
بعدما فاض رصيد التجارب لنسير في الحياة وقد
تشّبعنا باليقين بأن الأصل النجاح وأن الفشل ما هو
غير الشاذ من القاعدة وذاك هو الحق المبين " .
في هذه الحياة :
نسير على وهادها سير المنقاد إلى المقدر له
مع تزودنا بزاد الخيار ليكون لنا الاختيار ، نُخالط
الناس نمتزج بهم ليكون الذوبان في الذوات لنكون
معهم بالأجساد وبالأرواح نتصل .
تمر :
الساعات والأيام ولربما الأعوام ، وتحتدم
بين حناياها العلاقة ليكون الحب والاندماج .
يستمر الحال :
على ذلك المنوال وقد يتخللها الصفاء
ويعكر الصفاء داعي الخلاف
وسرعان ما نخرج من عنقه إما
بطيب الفؤاد أو ببعض الجراح
التي تثعب دماً وتستدعي منا تضميدها .
عن ذات الرحيل :
قد يكون تارة باختيار ، وتارة أخرى يأتي بالإكراه ،
عندما تسود الدنيا في وجه أحدهم ، ويستنفذ كل البدائل
وهو يحاول لملمة المتبعثر وذاك الشتات .
فمن كان رحيلة باختيار:
يبقى أنينه لا ينقطع وهو ينوح باضطراب
واقع الحال .
أما من كان رحيله باكراه :
فحق له أن يرحل بصمت بعدما انقطعت من يديه كل الاسباب
التي تحفظ له ذاك البقاء ، يذهب بعيداً وهو يحمل جميل الذكرى
التي قضاها مع من قاسمهم الحياة .
عن تجربتي مع ذاك الرحيل :
فقد تجرعت مر غصته وشربت علقم كأسه
بعدما تبخر الحلم بعدما تعاهدنا سقي غرسه ،
وتواعدنا أن نقطف يانع ثمره ، سحبنا معاً
ساعات الأيام قضيناها ونحن نرسم الأحلام ،
ندافع عنها كُلما تسلل إليها من يُحاول سلبها
أو وأدها ، تقاسمنا معاً الحزن والفرح ،
وذاك البكاء والضحك ، نواسي بعضنا عن المصاب
ونبارك لأنفسنا إذا ما تقدمنا والحظ قد أبلج سناه .
وما بعد ذاك :
غير سماع قد أزف الرحيل وبأن الوقت قد حان
فانصبوا خيام النحيب !
توادعنا :
وتلك الغصة تخنق فينا الوتين ، نرمق ملامح بعضنا وكأننا
نُخزنها لتكون لنا ذكرى نسبر بها لجج السنين ،
حتى :
انقطع حبل الوصال ليكوينا الحنين ،
ونبكي حالنا مُحاولين التسليم بأنه القدر الذي
يفرض بسلطانها عكس ما نريد .
ختاماً :
" يبقى الرحيل فَرضٌ قد فُرض
علينا وما علينا غير التسليم " .
عن تلكم الثقافة :
التي يراها البعض أنها الكل المركب الذي يحوي المعرفة
والعقائد والقيم والعادات والتي تندرج في ذاك المكتسب من الفرد
في ذاك المجتمع ،
ومنهم من يرى :
على أنه التنظيم الي يكشف عن مظاهر الافعال والمشاعر
يُعبر عنها الفرد عن الطريق اللغة والرمز .
والعديد :
من التأويلات التي يتشعب منها معنى الثقافة
حتى البعض جعلها الكائن المستقل
عن الجماعة والأفراد !
والذي يسلو الفؤاد له أنه :
أنه السلوك ونمط التفكير وذاك التكامل والتعارف
والتوافق الذي تعارف عليه أفراد المجتمع ليكون لهم الهوية
التي بها يُعرفون ويميزون عن باقي الخلق .
فلكل أمة :
ذاك الحامض النووي الذي لا يُشابهه
أي حامض ، فاستفردت وانفردت به عن من سواها
وعلى هذا وجب التنبه لهذا ،
لأن :
من بتجاوزها ويتعداها يكون فيه الاشكال لكونه تسّور
على المتعارف عليه لتكون ردة الفعل الرفض
والعناد .
لتبقى الثقافة :
هي ثمرة التفاعل بين الأفراد ، فلا يوجد على وجه الأرض
مجتمع لا يحمل أي ثقافة ،
من أجمل التعريفات للثقافة لمحمد عفيفي :
” كل ما صنعه الإنسان فى بيئته خلال تاريخه الطويل فى مجتمع معين وتشمل
اللغة ، والعادات ، والقيم وآداب السلوك العام والأدوات والمعرفة والمستويات الاجتماعية
والأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والقضائية .
فهى تمثل التعبير الأصلي عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم
عن نظرة هذه الأمة إلى الكون " .
تلك المتغيرات :
التي تطرأ في المجتمع وعلى سبيل المثال لا الحصر في الملبس
والمأكل وقد تكون انطلاقته في المدن والأماكن المنفتحة
فيما نُسميها اليوم العواصم ، حين يستقبلها من يعيش
في الريف وفي المجتمعات المنغلقة يراها بداية التحول
إلى حياة جديدة قد تُهدد بقاء المتوارث ،
وما هي :
إلا فترة فيعتاد عليها أولئك المتوجسون
لتكون المسألة مسألة بث الوعي ونشر الجديد
لتكون لهم عادة وكأنها كانت ملازمة لهم
ولكن من حيث لا يشعرون .
ما يقع في الكثير :
من المتحمسين في تغيير المجتمع وكأنهم
يُريدون التغير بمجرد ضغطة زر من
" الريموت كونترول " !
وهذا :
ضرب من المستحيل أن يأتي
من يقلب ويغير ما اعتادوا عليه
في غمضة عين !!!
وللأسف الشديد :
حين يأتي من يريد استئصال ما تعارف عليه المجتمع كالقيم
والعادات والتقاليد متجاهلاً أنها " قدسية " ولا يمكن المساس
بها !
ومع هذا :
اليوم باتت تلك القيم والمبادئ والعادات مهددة بالانقراض
ليبقى بني الانسان مكون " مادي " لا يُلقي للإنسانية
أي بال ، أناني النزعة ، غارق في أناه .
فمن العادات والتقاليد :
ما توطد للناس علاقاتهم وتجعلهم
مزيج متجانس .
البعض :
ينسف ايجابية تلكم العادات والتقاليد
وذاك الأصل الغائر بجذوره عمق الوجود ،
ليجعل :
من بعض التصرفات وتلك الأفعال
التي يقوم بعضهم بها والتي تُعبر عن الجهل
الذي يلفظه ويرفضه العقل السوي .
فاليوم بفضل الله :
نجد ذاك النضج الفكري والوعي الفتي ،
حين بدت تلك الاصلاحات وتلك العمليات التصحيحية ،
لتحجيم وتنشيف منابع الجهل لدى بعض أفراد المجتمع ،
ببث :
الوعي بينهم ، وتعريفهم بأن بعض السلوكيات والطقوس
ما أنزل الله بها من سلطان والكثير ممن اعتنق تلك الفكرة وتبناه بل
وسعى على احياءها في كل مناسبة هجرها وحذر منها ،
وبهذا :
يكون المثقف قد احتوى أفراد المجتمع
بعد أن نزل في الميدان ليُشارك الناس
تلك الفرحة ، ويواسيهم في الأحزان .
لا أن :
يُشن عليهم حملات التسفيه والتحقير ،
ووصفهم بالتخلف والجهل القبيح !
وبأن :
العادات والتقاليد هي من أوقفت
عجلة التطور ، والتقدم ، والتحضر .
لأن :
المثقف لا يمكن أن ينال مبتغاه من غير أن ينزل في الميدان
ليكون جنباً بجنب مع العامة فلولا ذاك لن ينفع التنظير والتسويق
ولو قضى العمر كله فلن ينال غير العزلة والكره الدفين .
المصيبة :
تكمن حين يظن البعض أن الثقافة بشقها المادي
لا يمكن أن ترسخ في أذهان المجتمع من غير أن تُهّمش
وتُقزم تلك المعاني المعنوية !
لتكون :
العادات والتقاليد ، وتلك العقائد هي الحائل
للوصول لمعنى الحضارة والتمدن والتحضر .
ومن تمعن :
في النهضة الاسلامية لوجدها وقد امتدت :
إلى القرن الثاني عشر ، ليكون القرن الثالث عشر
إلى الخامس عشر مرحلة الموازنة ، لتكون القرون التي
تليها مرحلة الانحسار والتجمد .
ومن هنا يبزغ ذاك السؤال الكبير :
هل كانت تلك القيم ، والعادات ، والتقاليد ، والمبادئ
حائلاً لبلوغ تلك المرتبة من التقدم العلمي والمعرفي
طول تلك القرون كما يُروج به بعض المحبطين
المنهزمين ؟؟!!
في ظل هذا التهافت الكبير :
فلا مناص من خوض غمار الجديد ، وما نحتاجه هو المحافظة على الهوية
هويتنا الاسلامية ، وما نحمله من قيم ومبادئ من تمسك بها وبثها بين الانام
لقام الخير وعم كل مكان كي لا نذوب في ذوات الآخرين الذين نتباين معهم
ونتقاطع لوجود تلكم الاختلافات في الفكر والثقافة والدين .
ولا يعني ذلك أن نتقوقع وننعزل عن الآخرين !!
وإنما :
" نسعى لنكون بتلكم القيم مستمسكين " .
أنا مع :
المسير في ركب التقدم الحضاري
والأخذ بالجديد لكون الأمر يتطلب ذلك ،
وإن كنا نأمل :
أن تكون لدينا تلك الامكانات وأن تكون لنا مؤسساتنا
ودور البحوث وتلك المؤسسات البحثية ،
لنحافظ :
بذاك على هويتنا وتكون لنا استقلاليتنا
نأخذ من الآخرين الجديد لنكيفه وفق نظرتنا
ليكون خالصاً لمن أراد النهل منه .
ختاماً :
أريد أن أوضح نقطة والتي تتمثل في ذلك الاعتقاد
لدى البعض بأن الصراع في الرؤية الاسلامية
هو صراع بين الكفر والايمان ! بل هو بين الحق والباطل
والفرق بينهما شاسع جداً .
لنضرب بذلك مثالاً :
لو كان الجار المسلم الملتزم على باطل
وذاك الكافر الملحد المخالف على حق ،
وجب :
حينها أن يكون الوقوف مع الحق
بصرف النظر عن الذي يحمله ذاك
صاحب الحق .
تلك هي الرؤية الاسلامية :
التي تنطلق من قاعدة العدل والمساواة في القانون
لا كما يتصور البعض بأنه بني على الاستئصال
والاقصاء ومحاربة المخالف !
فعلى المثقف المسلم :
" أن يكون داعية للم الشمل وبث الوعي وتأصيل
المبادئ والحث عليها لأنه المسؤول عن استقرار
المجتمع " .
المصيبة :
تقع عندما تذهب الفتاة
بقدمها نحو حتفها !!
و المصيبة :
حين تغمض عينها ، وتصم أذنه ،
وتخالف ما يهمس في قلبها وفكرها
إذا ما ظهرت لها تلك المؤشرات التي تقول :
أن هذا الشاب يتلاعب ويضحك عليها !
فيجب على الفتاة :
أن تُحصّن نفسها وتؤمنها بحيث
لا تنجرف للقاءات ومهاتفات لتتجذر
تلك العاطفة وتبقى رهينة في يد
ذاك المتلاعب بها .
فهنالك علامات للشاب المخادع ومنها :
_ تجده يتهرب عند الحديث عن الخطوة القادمة
ليكون الارتباط والزواج .
_ يهرب من الحديث في التفاصيل ،
وعن هويته وعائلته. و إذا أجاب
_ في أفضل الأحوال _ تكون الإجابة مختصرة
وبعدها مباشرة يفتح موضوعاً آخر .
_ يُكثر من مدح ذاته ، وذكر بطولاته ،
ويكثر من الكلام الشاعري والعاطفي .
_ المماطلة في تحديد الوقت الذي يأتي
ليتقدم لتلك الفتاة ليتم الزواج .
_ في كل مرة يختلق الأعذار عن تلك العقبات
التي تحول بينه وبين التقدم للفتاة .
من الرائع أن نثق بأنفسنا... وندرك اننا مختلفون... لكن لننتبه كي لا تدوس خطواتنا نفوس العابرين،
ومع هذا :
على الفتاة أن تحفظ سمعتها
وكرامتها ، وعفتها ، وشرفها ،
وأن لا تُغامر في الدخول
في صفقات خاسرة ،
ورهانات رعناء فاقرة .
وأكرر قولي :
الفتاة هي من تجني ثمار ما تزرع ! فتلك العاطفة التي أودعها الله فيها
وضع لها ضوابط ، وسوّرها بأوامر ونواهي منها وبالعمل بها تعيش
عزيزة النفس لا يعكر صفاء حالها غير مخالفتها لها .
هناك حاجة تغيب عنا :
حين لا ننتبه حين نقول :
تلك العاطفة فطرة بمعنى نسوق العذر لفعل الخطأ ! وبذلك نغفل أننا لو تمعنا
في المسألة لجعلنا الظلم في أن يحاسب الله على تلكم العاطفة
إذا ما وقع الخطأ .
أعلم يقيناً :
أنه عن غير قصد ، ولن يخطر ببال البشر
ممن يراقبوا الله ، ولكن يبقى ذلك لسان الحال
للكثير من البشر .
في مجتمعنا :
الشاب مغفورة أخطاءه !
" فخطأ المرأة ذنب لا يُغتفر ،
وخطأ الرجل مسألة فيها نظر " !!
فبمجرد :
أن يتم زواج الرجل محي تأريخه الأسود
من ذاكرة المجتمع !
أما الفتاة :
سيرافقها الخطأ إلى أن يطويها الممات !!
وحتى وهي في القبر يخرجوها منه،
ليخوضوا في عرضها !!!
" هذه هي عقلية المجتمع للأسف الشديد " !!!
في أمر الزواج عن طريق الحب :
نحن يحكمنا :
" شرع " والذي نستمده من رب العالمين
فعلينا التقيد والخضوع لذاك الأمر ،
فلم ينهانا الله تعالى عن أمر
إلا وكانت المصلحة علينا تعود !
وما يقوم به الكثير اليوم :
هو اللعب بالنار وتجاوز حدود الله ؛
أقولها " صريحة ومدوية " !
وما :
الذي يضمن للفتاة أن ذلك الشاب الذي تتواصل
معه أنه لا يلعب عليها ؟! ويتلاعب بعواطفها ؟!
ولو قلنا عن احتمالية :
وقوع ذلك وأنه من الذين يتلاعبون بتلك المشاعر
بنسبة " ضئيلة " أليس كافياً أن تتراجع إلى الخلف
خوفاً من سوء المآل ؟!
من ذكرتهم بقولك :
أنهم تزوجوا بعدما كانوا على علاقة حب ما قبل الزواج ،
أصدقك وأنا على يقين أنه حدث ويحدث ،
ولكن ....
في :
المقابل سأجر لكِ السواد الأعظم بأن تلكم الزيجات
راحت أدراج الشك والغيرة !
فأنا :
لا أحدثك بعاطفة ، أو أريد أن أنال من قناعتك !
فمن يحدثك وقف على قضايا عديدة كمثل ذاك .
من هنا :
علينا أن نكون في الحياة نتنفس الشرع
ونعمل بما جاء من الله لأنه هو طوق النجاة
الذي به نحفظ لأنفسنا كرامتنا وعزتنا .
ولنترك :
تلك المغامرات التي شرها أكثر من
خيرها .
فلسنا :
من الذين يحملون هوية :
" أنا مسلم " والقول يفضحه
ذاك السلوك !!