❣ *حمدا يريح صدرك*❣
🌱 محمد بن سعيد المسقري🌱
🌹 نفسك بطبيعتها تحب أن تعطى، وتمنح، وتجنح للتكاثر ، وتطمع في المزيد، لا تشبع وإن أؤتيت كنوز الأرض *" لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى لهما ثالثا "*.
🌹 القرآن الذي جاء للارتقاء بك، والسمو بنفسك؛ ضبط بوصلة هذا المسار، وهذب هذا الطموح، وروّض النفس الجموح، فألبسها ثوبا يقيها حر صحراء التكاثر، وسقاها كأسا يرويها من عطش الأطماع غير المنتهية .. حتى ترتاح..
*إنه ثوب القناعة* .. الكنز الذي لا يفنى .
🌹 والتربية على هذا الخلق العظيم، والعلاج الرائع لهذه
الإشكالية التي يعاني من لأوائها كثير من البشر، جاء بوسائل شتى في ديننا الحنيف، وعبر دستور الأمة الخالد ..
سنقف اليوم على إحدى هذه الوسائل القرآنية الرائعة ..
❣ *تأمل معي :*❣
ما هي أول آية في كتاب الله بعد البسملة الشريفة، والتي ترددها وجوبا في كل ركعة من ركعات صلاتك وعمود دينك؟
*" الحمد لله رب العالمين "*
🌹 أن يتصدر الكتاب العظيم بهذه العبارة، ويأمرك خالقك أن ترددها مرارا وتكرارا في يومك وليلتك، فيه حكمة جليلة، وتربية على أمر له أهميته العظمى في تزكية نفسك والرقي بها ..
❣ *كيف ذلك؟*❣
من المعلوم في علم النفس أن ترداد العبارات بصورة متكررة – خاصة مع حضور القلب – يرسخ في الفكر والعقل الباطن إيحاءات ( إيجابية أو سلبية) تجاه ذلك الأمر؛ فترديد عبارات النجاح يعين على السعي لوصوله، وترديد المخاوف يعززها، وترديد الأمور المقلقة بسلبية يقوي هواجسها، وهكذا ..
👈🏼 وكذا حين يلهمك الله أن تردد " الحمد لله" بهذه الصورة المتكررة خشوعا، وفي عبادة تتقرب بها إليه وجوبا؛ يجعلك تتأمل في النعم التي أمدك بها – وما أكثرها -، *وهذا يمنحك جرعات نفسية عائلة من عدة نواحٍ :*
🌻 التأمل في النعم والهبات والعطايا وتعدادها؛ *يجعل النفس تحس بها وبعظمتها ، وتحسن الانتفاع بها،* وهذا يورثها انشراحا ولذة نفسية جميلة، فتردد : الحمد لله.
🌻 كثرة الحمد لله تلفت النفس إلى المصدر العظيم لهذه النعم، وأن بيده خزائن السموات والأرض، وأن سعادتك لم يجعلها في يد مخلوق ضعيف مثلك، فتزداد ترديدا : الحمد لله,
🌻 عند أي بلاء أو محنة, أو كلما صور الشيطان للإنسان الضيق والنكد؛ *يتذكر ما يقابل ذلك من النعم الواسعة فيرتاح باله*، ويقول : الحمد لله.
🌻 حين تردد بقلبك: الحمد لله؛ *تنزاح منه كل هم وظلمة*؛ لأنك توقن أن الله الذي تحمده هو مسير الكون بأسره، فتصغر في عينك كل بلية ورزية، بل ترى فيها خيرا عظيما قد يخفى عليك, يخبئه لك عالم السر وأخفى, ومدبر حاضرك ومستقبلك بعناية، فيسعد قلبك بقول : الحمد لله.
🌻 إيراد صفة " رب العالمين" في هذا الموضع الذي أمرنا بتكراره كل يوم مرارا؛ لعل من دلالاته الخفية أنك تستشعر معه إحاطة الله بالعوالم كلها على اختلاف أصنافها وأنواعها، فتشعر أن الله قادر على أن يجلب لك أي نفع منها، وأن يدفع عنك أي ضر قد يأتيك منها بعناية عظيمة لا مثيل لها قط..
👈🏼 ومن هنا نجد الحمد لله يتكرر عشرات المرات في كتاب الله تعالى، تارة بتقريره بعد نعم، وتارة بالأمر به ، وتارة بحكايته عن الأنبياء والمؤمنين؛ *حتى يختلط مع سويداء قلب المؤمن، ويجري في عروق دمه*، فتتربى نفسه على الاعتراف بنعم الله، ويستشعر عظمتها، فيقنع بما آتاه الله منها، ويسعى لشكرها واغتنامها في طاعة الله، *ويسعى للحفاظ عليها وتنميتها* بما يحقق الخلافة في الأرض، ويمهد له السبيل للفوز يوم العرض، *وتترفع نفسه عن الحسد والحقد، والمقارنات مع الآخرين*، ومراقبة ما أنعم الله به عليهم، وتطمئن نفسه إلى وحدة المنعم فلا يرى رازقا غيره، ولا يخشى مانعا غيره، فتنمى في نفسه مع هذا كل معاني الطمأنينة والعزة ..
👈🏼 أنظر كيف يربيك القرآن ويرقّيك ..
❣ *فقل : الحمد لله رب العالمين*☺❣