بعد إنتهائي من تحضير وجبة الغداء صعدت لابنتي هناء التي لم تكن على بعضها طيلة اليوم ، كانت قلقة ، جثة هامدة ممدة على سريرها ، نظرها متمركز على السقف وعيناها لا تخلو من الدموع ! > أنظر إليها وقلبي يحترق ، صغيرتي لم أعتد على رؤيتها هكذا ، فالبسمة كانت رفيقتها بالرغم من وفاة والدها وتحطم قلبها إلا أنها ما زالت تبتسم وهي من شجعتني على الزواج ، دائماً ما تقول : أمي ما زلت ِ صغيرة و لو تزوجتي لن تنسيني ، صحيح يا أمي ؟ ، كانت الأفكار تحوم على رأسي إلا أن نظرت إلي وقالت : ما بك ِ يا أمي ، لم أجب بل بادرت بالسؤال لها : ما بك ِ أنتي يا هناء ؟ ، نظرت إليّ وعيناها مغمورة بالدموع وهي تقول : بطني يؤلمني كثيراً ، لم أتمكن من الإجابة فور ما رأيتها مضت بسرعة إلى الحمام و هي تستفرغ بصعوبة ، وأنا من خلفها ، أمسك جسمها النحيف كي لا تسقط ، قبلتها على جبينها وأنا فرحة بعدما شاهدتها مستلقية على سريرها ، فقد تأكدت بأن ابنتي الآن أصبحت زهرة حالها كحال بقية الفتيات بعمرها ، سخنت لها ماءاً دافئاً كي أضعه على بطنها الذي أعلم حجم الألم به وإن ابنتي هناء تمر بفترة عصيبة بسبب التغيرات الجسمانية والنفسية أيضاً .

من جانب هناء ...]

التي أزاحت ما وضعته أمها على بطنها ، وهي ترجف بقوة وهرعت لدورة المياه لتستفرغ ثانية وهي متشبثة بالباب وتخرج بصعوبة فقد كانت تتقيأ ومعدتها خالية ، وذلك يؤلمها كثيراً ، وما يؤلمها أكثر خوفها من زوج والدتها الذي حاول التقرب منها أكثر من مرة إلا أن نجح اليوم أثناء غياب الأم ، كانت هناء تشعر بالخوف الممزوج بالقرف من نفسها وحالها وهي تذكر وجهه الوحشي وصراخها الذي لم يسمعه أحد ! ، بكت بشدة وهي تعض على شفتها ندماً لعدم إخبارها والدتها بما حصل لتأخذ حقها من ذلك الوحش ذو الشارب الكثيف ، كلما تجبرها أمها على النزول وتناول وجبة الغداء مع الجميع كانت ترجف خائفة من تكرار ذات المشهد !

تلك البريئة لا تعلم ما تفعل وهي بهذا السن الصغير !

^
^

شاركوني النقاش في :

القضية الواقعية [ التحرش بالأطفال والفتيات ] ، ومدى خطورته النفسية على حياة الفتاة وحجم الرعب الذي سيتسبب عليها حاضراً ومستقبلاً ، والحل الأمثل لتخطيها هذه المشكلة فهناك نُسخ عدة من هناء ، من تعرضت لتحرش وهي صغيرة من عمها أو ابنه أو خالها أو ابنه أو أياً من محارمها أو حتى جيرانها أو أيا يكن > غالباً برائتها لا تعي خطورة ذلك وما إن تكبر تستعيد ذاكرتها ما حصل وتبدأ تربط بالأحداث شيئاً فشيئاً إلا أن تدرك !



خالص إحترامي للجميع
بقلمي روانـــــووو