أصدائهم في داري تراودني ، عالقةٌ هيَ في ذهني
ضحكاتهم في ذاكرتي معلنةً أنيابَ حُزني ها قد جاءَ
وقتها لِتنحني بِسنها على قلبي ..
صورهم مُتناثرة هُنا و هُناك / على السرير
و على الزوايا باسمةً لِعيني ..
اشياءهم ، أغراضهم تُمزقني و تُفتتُ اشلائي
كالرِمال تناثُراً مع الرياح تذروها ..
أطيافهُم ما برحت لا تُغادرني
بينَ أنحاء المنزل لا زالَ وجودهم يُغني بِالأوهام !
يكادُ أن يطيرَ عقلي جنوناً و كأنهم بِالأمسِ هُنا
و اليومَ عندَ نهوض غُرة الصُبحِ ، بحثتُ عنهُم
و لم أجدهُم ..
رحلوا / غادروا / هاجروني أحبابَ قلبي ذهاباً
بِلا إياباً .. إلى حيثُ لا عودةَ لهُم لِمنزلُهم
المُلطخ بِدماء أوردتي المُتقطعة مِن بعدهم ..
لحظةٌ يا دُنيا ..
لا زلتُ طفلة ..
لا زلتُ زهرةً
أذبلتني الأيام !
أقفُ على دهاليزَ منزلي و قد حظيتُ بِالبُكاء
حظيتُ بِدمعِ الفُقد الموحِش / دمعُ الرحيل /
دمعُ الوحدة الدفينة ..
هُنا أنا كَعادتي ماكثةً قُربَ نافذتي / أرسلُ
نظراتي لِلسماء ، فَعسى أن تراني أرواحهُم ..
تراني و أنا أنحتُ مِن ماء شمعتي اسماءهُم
على الجُدران ، و لكنني !
لا أتمنى أن يرى أحدهُم دموعي الكالِحة
حتى لا يحزنوا و أنا بِهم أنهضتُ الأماني
بِأن يكونوا في هناء .. في سعادة ..
و لكنني أيضاً اريدهُم أن يعلموا بأنني أشربُ
مِن شرابَ الحنين كُل حين كُل ثانيةً كأساً !
تُمغصني ذاكرةُ تِلكَ الحادِثة و تُرهقني تفاصيلها
التي لا يكادُ أن تُتلفها الأيامُ فَأنساها !
و رحتُ أتمنى أن أستقي مِن دواءَ النسيان
حتى لا اتوجع .. و تبقى بينَ أحضان ألبوم الذكريات
فقط تفاصيلهُم / صورهُم / تعابيرهُم ..
سَألتني صديقتي ، ما قد جرى في تلكَ الحادثة و كيف !
و لكنني مكثتُ صامتة / دونَ جدوى في الرد ..
اكتفيتُ أن أحادثها في خيالي ..
أفكيفَ أحكي لكِ
عن تفاصيلَ وجعي .. كيفَ أحكي لكِ عن يومٍ
ذاتَ ظلمةٍ قاتمة رُغمَ شروق الشمسُ المُضيئة !
كيفَ عساني أحدثكِ عن اصواتهُم التي تتعالى
بِالصُراخ و ضجيجُ صدماتُ الموقف !
و موسيقى سياراتُ الاسعاف يلتقطها مسمعي
من يميناً و شمالاً ..
أتقبلي إن قلتُ أنني تمنيتُ رحيلي قبلهُم و لكن قدرَ
اللهُ و ما شاءَ فعل !
عانقتني صديقتي .. نثرت همساتها .. سَقتني حُبها لي
فَزدتُ في بُكائي ، فَرُبما لم يتبقى لي سواها .. !
.
.
زهرة الأحلام
26/1/2015