الله المستعان
شكرا على الموضوع
تحياتي لكم
بين مقاطعة هـشـة وإمبريالية مهيمنة على الواقـع
.. هكذا انتهى بنا الأمر كشعب مع شركتي عمان تل وأريدو للإتصالات .. فقد أثبتت الأيام والسنين أنهما من أسوأ شركات الاتصالات في الخدمات التي تقدمانها للجمهور .. عمان تل وأريدو أكبر حوتين إحتكاريين لسوق الاتصالات بسلطنة عمان ومع ضخامة هذا التعبير أو التشبيه الذي وضعته لهما فقد يعتقد القارىء من خارج هذه البلاد والذي لا يعرف شيئا عن الواقع أن هاتين الشركتين تقدمان للشعب وللمقيمين على أرض هذا الوطن الغالي خدمات جليلة وميزات كبيرة راقية جدا قل أن تتوفر حتى في الدول الكبرى المتقدمة وأن مستوى الجودة فيهما عاليا وفوق الممتازلدرجة أن الشعب مبسوط منهما وراض عنهما تمام الرضا وسعيد ومرتاح لكل ما تعرضانه وتقدمانه له من خدمات حتى بتنا نرى كل يوم خدمات جديدة مفرحة وتطويرات عديدة مبهجة وتسهيلات وميزات لا حد لها تعرض وتقدم من أجل جعل المواطن والمقيم حياتهما وتواصلهما مع عالمهماأكثر إمكانا وراحة ورضا وأكثر سهولة وسرعة وبأسعار مريحة جدا وبدون أية شكوى أو تذمر أو إستياء من شيء (( فالأمور طيبة )) بنغمة لهجتنا العمانية الدارجة والخارجة من بيئة نياتنا وطينة روحنا الاجتماعية المسالمة والتي تعودت (( أن تضع الحلو فوق والمر تحت )) دائما في جميع ظروفها حتى وإن كان المر يطغى بفيضه على الحلو في كثير من الأحوال لكن (( مشي الحال )) ..
لكننا حين نزيح الستار وندخل واقع التجربة العملية مع هاتين الشركتين سيصدمنا هذا الواقع وسنجد أن فردوس الاتصالات الأسطوري بعمان لا وجود له مطلقا وأن الحقيقة الماثلة والشاخصة بكل صدمتها هي أن الشعب يعاني ويعاني الأمرين من هاتين الشركتين الاحتكاريتين وهو في حقيقة أمره غير راض أبدا عن خدماتهما الرديئة جدا والتي تقدم مدفوعة الثمن من جيب وغفلة وحاجة وظروف الشعب نفسه ..
سنوات والشعب يصرخ ويشتكي ويعرض معاناته وبهدلته اليومية مع هاتين الشركتين صوتا وصورة وقراءة .. سنوات وهو ساكت أمام مص واستنزاف كل بيسة من جيبه الفقير مقابل خدمات زهيدة ظلت إلى الآن ضحكا على الذقون واستخفافا فاضحا ولا مباليا بعقول الناس .. حتى طفح كيل الصبر وفاض تنور الغضب الذي يغلي داخل النفوس لسنوات طويلة ، وبات الصبر على هذا الوضع المتعب أمرا لا يطاق ولابد من الوقوف في وجهه وقفة رجل واحد وصوت واحد فكانت مقاطعة هاتين الشركتين والتي انطلقت من عصر يوم 10 / 10 / 2016م وكانت هذه الخطوة بمثابة الشرارة الأولى التي أثبتت إرادة شعب قادر فعلا وقت الجد أن ينهض وأن يتحرك وأن يفعل شيئا ..
لكن دعونا نكون صريحين مع هذه المقاطعة التي حدثت ونلقي عليها بعض الضوء ..
ــــ فهل فعلا نحن جادون كل الجدية في هذه المقاطعة ؟؟
وإذا كان الجواب : نعم جادون وبحزم فيها وسنواصلها فالسؤال التالي الذي لابد أن ينشق من ذات الجواب نفسه : هل (( الكل )) وعلى نحو عملي وفعلي جاد في هذه المقاطعة ولديه ذلك النفس الطويل لمواصلتها حتى النهاية ؟؟
هنا أتصور أننا سنلتفت ناظرين إلى بعضنا بعضا بعيون من الحيرة والشك وقد تصدر من بعضنا همهمة (( ربما البعض نعم )) و (( ربما البعض لا )) .. ووسط بندول هذا التأرجح والتذبذب المريب أجدني أسأل نفسي وأسألكم جميعا : إذا فعلا نحن نريد لهذه المقاطعة أن تكون عند مستوى طموحنا المأمول في آثارها ونتائجها وما سيترتب عنها فهل أعددنا العدة اللازمة لتحقيق هذا الهدف أو الأهداف ؟؟
لا يمكن أن نجعل من هاتين الشركتين الابتزازيتين ترضخان فعليا لمطالبنا بعدد مهلهل وضعيف من المبادرين بالمقاطعة الفعلية .. ولنقدِّر الآن أن الذين بادروا بها فعلا عددهم وصل إلى عشرة آلاف أو عشرين ألف شخص من أصل مليونين أو مليونين ونصف من السكان مرتبطة فعلا وسائل إتصالاتهم وأنشطتهم بهاتين الشركتين المهيمنتين ــــ فهل عشرة آلاف شخص أو عشرين ألف شخص عددا كافيا فعلا للتأثير والضغط ؟؟ وبلغة الاقتصاد والمال هل فعلا قادرا أن يكبد هاتين الشركتين أكبر خسائر مادية مباشرة لهما ؟؟ مع الأخذ في الاعتبار أننا لا نقصد إيذاء أحد ولا تهمنا بالتأكيد خسائر أو أرباح الشركتين بقدر ما يهمنا كمطلب أساسي ملح أن تقدما لنا خدمات إتصالاتية أفضل وبجودة عالية جدا وتسهيلات مريحة غير مرهقة لكواهلنا وظروفنا ..
بهذا العدد الضئيل جدا جدا من المقاطعين لا يمكن أن يتحقق هذا الشيء على الأرض .. لا يمكن أن نجعل من هاتين الشركتين تصرخان وتتوسلان بالتوقف وسط رعب أرقام الخسائر المالية المتواصلة والماثلة أمامهما ما لم نـضـخ للمقاطعة أعدادا مضاعفة أخرى من المقاطعين .. إنك لكي تحدث زلزالا قويا ومدمرا بقوة ثمان درجات في البناء الاقتصادي لهاتين الشركتين فلابد عليك قبل كل شيء أن تُـجـيِّـش لهذه المهمة جيشا حقيقيا وفعليا من المقاطعين أقل عدد فيه مليون شخص أو مليون ونصف المليون شخص .. وهنا فقط وبهذا العدد الكبير قاطع ونفذ المقاطعة وأنت مبتسم ومطمئن وواثق من نتائجها الحاسمة والتي ستكون حتما لصالحك وستجبر الطرف الآخر أن يستسلم فورا لك ولشروطك دون قيد أو شرط ..
هي حرب إذن .. والحرب تحتاج إلى عدة وعتاد وإلى تنظيم دقيق لها وحرب المقاطعة مع هاتين الشركتين تحتاج إلى تجييش أكبر عدد ممكن من الجمهور المتحمس لخوض معركة فعلية مع حوتين يتناوبان على إلتهام أموالنا تحت ستار خدمات هزيلة لا تغني ولا تسمن من جوع ..
والدعم الثاني المطلوب لهذه المعركة والذي يعتبر جناحها الثاني الأهم هو الإعلام والدعاية المكثفة والمنظمة والأكثر فاعلية لها .. لابد لجميع فئات المجتمع حتى (( الشـيِّاب والأميين )) لابد أن نجعلهم مقتنعين وعن وعي حقيقي وواضح بأن هذه المقاطعة مطلب شعبي حيوي لا يخص فقط فئة معينة من الناس بل يخص الجميع والجميع يجب أن يشارك وأن يلبي بكل صدق وحماس لنداء المقاطعة وعن اقتناع حقيقي يترجم فعليا على ميدان الواقع .. أما أن ندخل المعركة بعدد ضئيل ورمزي وغير فاعل فنحن هنا نضيع الوقت لا أكثر ، بينما الشركتين تفطسان من الضحك علينا وعلى المسرحية التي نقوم بها ولسان حالهما يقول لنا بـتـحــدٍّ ســافـر :
ـــ قاطعوا كما شئتم وبالمسافة الزمنية التي تروق لكم .. وبنشوف من هيغلب : يا السيح يا الظبي (( على قولة المثل ))
فلا شركتيهما إهتزت قواعدها ولا اقتصادهما انهار والأمور فيهما تمضي طيبة ومن رخاء إلى رخاء .. إذ بعد الانتهاء من ساعات المقاطعة اليومية سيركض الجميع إلى فتح هواتفهم وأجهزتهم المتعلقة بالآتصالات والمربوطة بهاتين الشركتين وسيتهافت الشباب من الجنسين بالعشرات بل بالمئات في دقائق مضطرين لتعبئة بطاقاتهم بالرصيد ، ويظل الحال كما هو بلا أي جديد يجد على السطح فلا نحن حققنا أهدافنا الفعلية من هذه المقاطعة ولا الواقع تغير إلى الأفضل .. فقط مجرد فرقعة صوتية في الهواء ..
والشركتان من جانبهما ليستا غبيتان حتى تعلنا للجمهور في مؤتمر صحفي أنهما تكبدتا بالفعل خسائر فادحة من جراء هذه المقاطعة قدرها حتى الان كذا مليون ريال وأنهما بصدد وضع خطة جديدة أو برنامج تغيير جذري وشامل وجديد في سياساتهما وخدماتهما وهذه المرة تحت شعار (( رضاكم يهمنا )) أو أي لافتة دعاية تؤكد جدية هذا التغيير وأنهما وأنهما ... هما ليستا غبيتان حتى تقدمان هذه التصاريح الصحفية المجانية .. ولذلك نتائج هذه المقاطعة ستظل غامضة ومتكتم عليها أشد التكتم من جانب الشركتين وفي الجهة المقابلة من جانب الجمهور ستبقى هذه النتائج على السطح المرئي مجرد إشاعات متناقلة في وسائل التواصل بينما ملفات التقارير اليومية السرية لمؤشر الأرباح و الخسائر الفعلية والحقيقية في هاتين الشركتين على ضوء هذه المقاطعة ستظل بعيدة كل البعد عن متناول الجميع وليس في إمكان أحد الإطلاع عليها ..
الآن وليس غدا بات على الحكومة أن تدعم قطاع الاتصالات وبزخم أكبر من السابق وأن تفتح أبواب الاستثمارات فيه أمام الشركات الكبرى وبتسهيلات ضخمة .. ففي ظل هذا المناخ التنافسي بين أكثر من شركة حتما حتما ستتغير كل الموازين وسيجد المواطن والمقيم نفسيهما أمام ساحة كبيرة واسعة تعج بقائمة كبيرة من الخيارات المتاحة مع شركات الاتصالات وسيكون كل شخص حر في الوجهة التي يريد أن يستفيد من خدماتها والتي يجد فيها راحته واطمئنانه ولن يضطر ساعتها أن يذهب لا إلى سراب ( عمان تل ) ولا إلى وهم ( أريدو ) وقد يؤدي هذا الوضع الجديد إلى إفلاس فعلي حقيقي لهاتين الشركتين عندما تجدا أنفسهما أمام منافسين جدد عمالقة جدا ومخيفين ولهم جذور قوية في عالم الاتصالات وخبرة عميقة وفكر واسع يجعل من التطوير المستمر والجودة العالية وراحة ورضا الزبون على رأس أهم خططه وأهدافه ونهجه .
ويبقى الأمل كبيرا أيضا في هيئة تنظيم الاتصالات وشركات الاتصالات بأن تتدخل فورا وبحزم لإنهاء هذه المهزلة الحاصلة وأن توقف هاتين الشركتين عند حدهما ضمن الإطار القانوني الذي يسمح لشخصيتها الاعتبارية بهذه الخطوة .
وأخيرا أقول :
إن هذه المقاطعة هي بمثابة قرصة أولية لأذن هاتين الشركتين ورسالة حقيقية جادة من الشعب تؤكد أن الشعب وقت الجد سيكون قد الجد والجدية ولن (( تـقـس عليه )) لا عمان تل ولا أريدو .. فللصبر حدود .. للصبر حدود .. والله ينصر من يقاطع .
بقلمي / ســـعـيد مـصـبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
أنا الكثير كما الدموعأنا القليل كما الفرح
الله المستعان
شكرا على الموضوع
تحياتي لكم
رحمك الله يا قائد عمان أنت دائما في قلوبنا
تكاتف جميع الناس يوصل الى نتائج مرجوة طيبه .
شكرا اخي سعيد للموضوع .
يثبت
سلام للقلوب الصادقة
إن شاء الله تكون النتيجه مرضية .
اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا
للاسف البعض منا يفتقر الى ثقافة المقاطعة
من أقوال سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة: " ﻻ مستقبل في العالم إﻻ للإسلام السمح الوسط وإن طال الزمان وتمادى الطغيان" المصدر كتاب اﻹستبداد مظاهره ومواجهته.
*شر البلية ما يضحك*
جاء في ملخص اجتماع الفطيسي مع شركات الإتصالات أن هناك تحديات *وهي جغرافية السلطنة ذات الطبيعة الجبلية!!!*
هل هذا عذر مقنع ومن المجنون الذي يقتنع بهذا الكلام؟!
هل الجبال نزلت عليهم فجأة!!!
هل الجبال تتنقل معهم لتعيقهم!!!
هل الجبال تظهر أمامهم وتختفي ثم تظهر في مكان آخر!!!
أم أن الجبال موجوده منذ الأزل وهم يعرفون طبيعة وتضاريس البلد منذ بداية عمل شركاتهم أي *قبل عشرات السنين!!*
*ألم يكونوا على علم بأن خلف وفوق وبين هذه الجبال يوجد ناس بحاجه الى هذه الخدمات!!*
*نعم يعلمون كل هذا وهذا ما نص عليه المرسوم السلطاني الخاص بتشغيل خدمات الإتصالات ولكن شركات تتجاهل ذلك لأنها على علم بأنه لا يوجد من يحاسبها!!!*
هذا لأن الوعي الجماعي لدى الشعب يكاد يكون معدوما وأقرب إلى الصفر .. وأقصد بالوعي الجماعي الاقتناع التام بوجود مشكلة فعلية تضر بالجميع والايمان المطلق على ضرورة حلها من منطلق وحس وروح جماعية مصممة على إنهاء المشكلة وخلق بديل أفضل .. المقاطعة الحقيقية والفعالة لا تكفي بعدد محدود من الناس يغلقون هواتفهم وأجهزتهم ثلاث أو أربع أو خمس ساعات قابلة للخرق والكسر وإنما المقاطعة الجادة تتم بأكبر عدد ممكن من الناس وبأطول وقت ممكن أو التوجه جماعيا إلى الشركة الأخرى المنافسة .
كل الشكر والتقدير لك أخي الغالي / bluebird
أهلا بك