أخي الكريم /
من يُمعن النظر في تلكم الكلمة يجد العديد ممن ذهبوا لترجمتها ، فالبعض يقتضبها ، والآخر يفصلّها ، والآخر يسخر منها ،
والآخر يطاردها ، ومنهم من يكتفي أن يجعلها من جملة الأمنيات من غير أن يسعى لنيلها !
أما عن الذين جعلوا النجاح الرافد والوسيلة الذي به يحققون لأنفسهم المال والشهرة ، فأولئك الذي اختزلوها ،
وأطروها بإطارها الضيق الذي سرعان ما يُدركون جهل ظنهم ، عندما يفيقون على وقع الصدمة ، إذا ما خفَتَ بريق نجوميتهم ،
فيأفلون من سماء الوجود !
فالكثير من الناس :
أضاعوا قاموس الحقيقة الذي منه يترجمون معنى النجاح الحقيقي ، فلنا أن ننظر للذين اغتروا ( بنجاحهم ) _ بين هلالين _
حين سلّطوا على أنفسهم الأضواء ، ماذا جنوه من ذلك ؟! فلم يسوقوا لأنفسهم تلكم السعادة ! قد نرَ تلك الابتسامة العريضة ،
غير أنها مسلوبة السعادة من الداخل ! فالنجاح لن يكون نجاحا مالم تأتي معه السعادة ،
ولا يعني ذلك بأن الناجح لا يعتريه الحزن ، ولا يعرف الخوف طريقا إليه !
فهناك من يظن أن النجاح هو الوصول للهدف المنشود !
والحقيقة أن النجاح لا يكون نجاحا مالم يختمره الفشل ، لأن المُحاول للنهوض ومواصلة السير
حتى الوصول للهدف هو عين ذاته النجاح في أصله .
" فالسائرون كثير ، غير أن الواصلون قليل " .
هي قاعدة ... آمنتُ بها :
" من أخلص عمله لله ، وسار في طريق الوصول لمرضاة الله ،
وجعل كلّ عمله لله ، وفقه الله ، وبلّغه غاية النجاح " .
دمتم بخير ...