في ظل ما تعانيه المنطقة العربية من تحديات وأزمة حقيقة تعصف بها، زار رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة استمرت يومي الأحد والاثنين، ضمن جولة عربية وإقليمية ودولية، لإجراء مباحثات بين البلدين في عدد من المجالات، غير أن الزيارة ذاتها أثارت العديد من التساؤلات حول الدوافع الرئيسة لها في هذا التوقيت، ومدى إمكانية مساندة مصر للعراق في هذه الفترة التي تعاني فيها مصر هي الأخرى الإرهاب.
ويرى مراقبون أن زيارة البغدادي لمصر في هذا التوقيت تأتي من منطلق إدراك دول المنطقة كلها حجم الخطر الذي يطوق المنطقة العربية، والذي يتطلب من الجميع التوحد والتكاتف من أجل الخروج من هذه الأزمة الطاحنة، وإدراك البغدادي مدى العزلة العربية التي وقعت فيها بغداد بسبب سياسيات رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وانطلاقاً من هذا يحاول البغدادي أن يفتح سبلاً جديدة للتعاون الدولي، وبما لمصر من ثقل عربي وإقليمي ودولي، فكان لا بد للبغدادي أن تكون مصر إحدى محطاته المهمة في جولته الإقليمية بالمنطقة.
إعادة الإعمار
وعن مدى التعاون الذي قد يتم بين مصر والعراق على أرض الواقع، أعرب مساعد وزير الخارجية المصرية السفير عادل العدوي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن أبرز الملفات التي قد تشهد تعاوناً بين البلدين، هو ملف إعادة الإعمار والتنمية في العراق، والمباحثات في مجالات الطاقة والبترول.
وجاء ملف الإرهاب محوراً رئيساً للمباحثات خلال هذه الزيارة؛ نظراً إلى أنه إحدى المشكلات المشتركة التي تعانيها البلدان، إضافة إلى ما يمثله هذا الملف من تهديد دولي، وهو ما أكده البغدادي الذي صرَّح خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمعه برئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، بأن الفكر المتطرف والإرهاب اللذين يعانيهما الشعبان المصري والعراقي يتطلبان التعاون بين البلدين؛ من أجل مواجهة هذا الفكر.
وعلى الرغم من إعلان محلب عن خريطة طريق للتعاون بين البلدين، ووقوف مصر خلف العراق في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي، فإن مصر، بحسب تصريحات الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد، لن تتدخّل عسكرياً، مشيراً إلى أن الجيش المصري لن يحارب خارج أراضيه، مؤكداً أن مصر ستقف إلى جوار العراق من خلال دور سياسي تحاول من خلاله أن تسوي النزاعات الداخلية.
وفي السياق ذاته، يرى فؤاد، في تصريحات لـ«البيان»، أن العراق يعاني فرقة داخلية، وهو ما ستعمل مصر خلال الفترة المقبلة على إنهائه، من خلال قواها الناعمة التي يُمثلها الأزهر الذي يعمل بالتنسيق مع مرجعية النجف، باعتبارهما مؤسستين دينيتين وسطيتين، على إعادة الوحدة الوطنية على الأرض العراقية.
لقاء شيخ الأزهر
بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في القاهرة أمس، مع شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة، خاصة في العراق، وكيفية مواجهة الفكر المتطرف. وأطلع العبادي شيخ الأزهر على الأوضاع في العراق، وسبل تعزيز التعاون مع الأزهر لمواجهة الفكر المتطرف، ونشر سماحة الدين الإسلامي، والتصدي لمحاولات الفرقة بدعاوى مذهبية أو سياسية. من جانبه، أكد الطيب موقف الأزهر الداعم لوحدة أبناء الشعب العراقي، وتوحيد الجهود للتصدي للمنظمات الإرهابية.
رد مع اقتباس
