ندرك أن الاختلاف في الرأي أمر وارد، فكل مسألة أو موضوع خلاف ينظر له من زوايا مختلفة وبالتالي يكون هناك أكثر من رأي، وهذا طبيعي جداً، نتيجة للفروقات الفكرية والتعليمية واختلاف درجة الذكاء بين الناس، ولقد أثبتت التجارب الكثيرة أن تطابق وجهات النظر يعد أمراً صعباً، ولذلك علينا التسليم بأن الاختلاف في الرأي أمر وارد وحتمي ولا مناص منه.
إن الاعتراف بحتمية الاختلاف في الرأي والتسليم به، يُفترض أن يجعلنا نحترم الرأي المخالف، ولأن سألت أي شخص سواءاً كان كاتباً أو غير ذلك عن مدى احترامه لرأي وشخص من يخالفه الرأي، لقال لك أنه يحترم المخالفين وآرائهم، ولكن للأسف الشديد يبقى هذا الاحترام مجرد احترام لفظي ينقصه التطبيق العملي على أرض الواقع، ولقد وجدت من خلال تجربتي البسيطة أن المخالفين قسمين، قسم ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة تماماً، والقسم الآخر يختلف معك لمجرد الاختلاف فقط، وربما لغرضٍ في نفسه.
إن الاختلاف في الرأي ليس هو المشكلة التي أود طرحها، فالاختلاف عادة يفتح آفاق رحبة للحوار المتزن والفكر المتدفق ويفتح أبواباً للنقاش الحضاري الجاد، لكن مشكلتنا هي تحول الاختلاف إلى خلاف شخصي بين أصحاب وجهات النظر المختلفة، مما يفضي إلى العداوة والبغضاء، وينشغل الكل بالانتصار للأنا بدلاً من الانتصار للفكر، وهنا تكون خسارتنا الحقيقية، لأن الفكر الملتصق بالأنا لا يمكن إلا أن يصنع الأنا نفسها، بينما صناعة الفكر الذي يصنع المجد والرقي والحضارة لن يصنعه إلا أولئك الرجال الذين تنكروا للأنا، وجعلوا من الاختلاف في وجهات النظر نقطة انطلاق تقودهم إلى آفاق المعرفة والابتكار.
ولذلك فأنا أعتبر الاختلاف في الرأي ثقافة، أستطيع أن أطلق عليها ( ثقافة الاختلاف )، فمن يعرف كيف يبني علاقة ود مع مخالفيه، والاستفادة من أرائهم المخالفه واستثمارها، في توجيه فكره وتهذيبه وتصويبه، كان أكثر تطوراً، وأسرع ارتقاءاً لقمم الفكر الشاهقة من مخالفيه، بينما الذين تفرغوا للخلافات سيراوحون محلهم دون أن يتقدموا قيد أنملة.
ولأن الكثير من الكتاب لا يعرفون كيفية استثمار الآراء المخالفة، ولإيمانهم بأن الاختلاف في الرأي سيصل حتماً إلى حد الخلاف الشخصي فإنهم غالباً ما يذيلون مقالاتهم بالعبارة الأشهر في العالم العربي وهي عبارة ( الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ) بينما الحقيقة هي أن هذا الاختلاف الذي وصل حد الخلاف هو ما أفسد جميع قضايانا وليس قضية الود فقط، ولست أدري من اخترع هذه العبارة التي يعترف قائلها بأن الاختلاف في الرأي يفسد المودة مع المخالفين، وكأني بقائلها وقد خشي على علاقات وده مع من يخالفهم أو يخالفونه الرأي، فأراد إحراجهم بتلك العبارة التي أعتبرها استجداء رضا المخالفين.
وقبل أن اختم مقالتي هذه سأطرح سؤالاً لابد منه.. هل تعتقدون أننا نملك ( ثقافة الاختلاف )؟
منقول
اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا
من وجهة نظري
ثقافة الاختلاف لا يحددها امر ماء وانما هي ثقافة يتعلمها الانسان من الحياةاليومية ويكتسبها سوى كان ثقافة اجابية او سلبية لان بعض الاشخاص يكتسب ثقافةالاصرار على الخطاء وعدم الاقتناع بما يفكر به الاخرين ويتصور بأنه هو على صوابممها حاولت اقناعة والبعض الاخر يكتسب ثقافة اجابية ويتمتع بأسلوب وثقافة تتدرجمعها لأبعد الحدود
Road to the unknown missing
alasi
وجهة نظر رائعةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة almner
كل الشكر لك
اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا
السلام عليكم
الإختلاف هو مبدأ جعله الله تعالى في الكون.
عندما يكون إختلاف في رأي معين فيعني ان هناك أفكار مختلفة ، أعمار مختلفة وأيضا نفسيات مختلفة
مقولة ( اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) إذا اختلاف وجهات النظر امر ايجابي وليس سلبي لما يتبعه من الاستفاده من وجهات نظر الغير
شكرا لك
وفقك الله
وعليكم السلام
تسلمي للمرور والمداخلة صوت الحمام
اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا
ثقافه الاختلاف امر محمود جدا بس حسب ما اجزم الكثير لا يملك هذه الثقافة نتيجه التعصب والنحياز فلكل يحاول بطريقه او ما اثبات صحه ما طرح بس لو نتامل في طرف الاخر وندرس وجهت نظره ونحاول نستخلص الايجابيات منا لبنينا لانفسنا عقل يتكاتف بقرارات الاخرين وهذا يذكرني بصوره العقل والايادي الي عرضه في المسابقه--
اتوقع نحتاج توعيه اكثر بثقافه الاختلاف في المنتديات والمجالس والندوات والمحاضرات فعقول تصنع وتراى مالا يرااه عقل واحد
كل الشكر نقاء لطرح
.
.
ثقافة الاختلاف تتولد بها سلبيات و إيجابيات ..
فمن سلبياتها ::
ـ أن بعض الأشخاص متمسكين برأيهم و يعتقدون أنه الصح و رأي الآخرين خاطئ
مما يؤدي إلى حدوث خلاف عدواني و حقد بين طرفي الخلاف !
ايجابياتها ::
ـ تفتح المجال للحوار أكثر
ـ قد يستفيد طرفي الخلاف من بعضهم من خلال الأفكار و النقاط
التي سيذكروها في خلافهم
فيجب التحلي بذوق في الكلام اثناء الخلاف و تواجد الاحترام
و لكن القليل جدا من يحمل " اتكيت الاختلاف "
طرح جميل .. شكرا لك نقاء
صديقتي ..
أنقى الأزهار في بُستانِ الصداقة .. ( حُلم ) ♥!
♥♥
" قُل لن يُصيبنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا "
يا الله ..
راحةً تملئُ قلبي ، و قلوبَ أحبتي ..
و قلبَ كُلُ مَن يعيش في الجانبِ المُظلمِ مِنَ الحياة !
نعم نملك ثقافة الاختلاف.
فثقافة الاختلاف تنمومع كل فرد في المجتمع فهي تحتاج الى من ينميها ويرويها سواء في الاسرة او المدرسة
او المحيط الاجتماعي الذي ينتمي اليه كل فرد فنحن بحاجة الى تعليم ابنائنا ان الاختلاف في الرأي لا يفسدة من الود قضية
فتختلف الأجيال في الثقافة والفهم، ليكمل كل جيل ما بدأه سابقه إذن فالاختلاف سنة كونية منذ خلق الله عزوجل الارض ومن عليها
من سلبيات الاختلاف في بعض الاحيان يؤدي الى قطع العلاقات الاجتماعية اما من ايجابياته ان كل شخص منا له حرية أبداء الرأي
وبالتالي فهي تفتح مدارك الحوار بشكل اوسع مع الاطراف .
طرح رائع ومفيد شكرا لك.
الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك يااااارب.
تختلـــف الآراء بيــــن البشــــر باختـــلاف ثقافتهـــم وعقلياتهــــــــم ونظـــرتهـــم للأمــــــور ..
ولكــــن مهمــــــــــا كـــان الاختـــلاف فلابـــــــــــد مـــن الـــذوق والرقــــي فـــــــي النقــــاش
واحتــــرام آراء الغيـــــــــــــر مهمـــا كـــانت غيــر مقنعـــــة ..
طـــرح جميــــــــــــل عــزيزتـــي نقـــــاااء
ودي وتقــــــــــــــديري لك
مـــازلــت حيــــاًّ
وأؤمـــن بأنـــــــي سأجـــد الطـــريــق يومـــا مــــــا ..
إلــى ذاتـــــي .. إلـــى حلمـــي .. إلـــى ما أريـــــــــــــد ..
ضوابط المشاركة
رد مع اقتباس