هلا فيك ملف المستقبل ..
قصه جدا رائعه وفيها دلالات عديده وبالفعل من الافضل ان نكون احرارا ونحن وسط الجبال والظروف الصعبه ولا نعيش الاسر بأوطاننا ..
الف شكر لجهدك وابداع قلمك وتفاعلك الجميل
طابت لياليك ..
( نص يستحق التثبيت والنجوم الخمس)
ظل (أدهم) يستمع لصوت تلك الطائره الخفيف الذي يقترب من مكان المخيم الذي يقبع فيه مع معظم سكان حيه لأكثر من ثلاث سنوات حتى الأن
إنها طائرة المعونات التي تأتي كل شهر لترمي لهم بعض المواد الغذائيه البسيطه من الجو وذلك لعدم توفر مدرج هبوط لها في وسط تلك
البقعه بين الجبال التي يكسوها الثلج .
بدأ أطفال الحي يركضون بإتجاه مكان سقوط تلك الصناديق الخشبيه المعتاد كان الوضع فوضويا كالعاده والغلبه فيه للحصول على الغذاء للأقوى ولمن يسبق أولا.
تابع (أدهم) حركة الأطفال بعينيه تاره وتاره لتلك الطائره القادمه وهو ينتظر سقوط الصناديق كالعاده ولكن تلك الطائره بدت مختلفه هذه المره وبدأت
في الإقتراب من المخيم في سرعه حتى الأطفال توقفوا في أماكنهم وهم ينظرون لها وهواء شفراتها القويه يكاد يقتلعهم من الأرض .
غطى (أدهم) عينيه بيديه هو الاخر من غبار الثلج الذي أثارته محركات الطائره التي إستقرت أخيرا بوسط المخيم تقريبا وأنتظر الجميع معرفة سبب
وجودها وما تحمله لهم فهذه المره الأولى التي يأتي أحد ما بطائره لرؤيتهم منذ نزوحهم لتلك البقعه بين الجبال هربا من الحرب في بلادهم.
أخيرا إنفتح باب الطائره وهبط منها على الفور عدد من الجنود المدججين بالسلاح وإنتشروا بشكل مدروس على ما يبدو ليشكلوا حلقه محكمه حول الطائره
التي يبدو أنها تحمل زائرا مهما للمخيم .
إقترب (أدهم) من الجنود وتبعه بعض رجال المخيم ونسائه الذين يتطلعون للخروج مما هم فيه من عذاب وشقاء وحرمان من أبسط مقومات الحياه في
ذلك المخيم البائس.
توقف الجميع مع هبوط ذلك ذلك الرجل صاحب الشعر الأشقر وبدأ أنه من الأثرياء وهو يرتدي معطف من الفراء الثقيل الباهض الثمن وذلك الحذاء الطويل من الجلد
الذي يدل على ما يتمتع صاحبه من الثراء وفساد الذوق في نفس الوقت.
تطلع بالمقابل ذلك الأشقر في وجوه الجميع وكأنه يبحث عن أحد ما في وسطهم وتوقفت عيناه عندما وقعت على (أدهم) وظهرت شبه ابتسامه على وجهه وهي يشير
له بيده
" تقدم يا (أدهم) "
قالها بعربيه ركيكه ولكنها مفهومه ووصلت عبارته ل (أدهم) الذي تقدم منه وهو يحاول أن يتعرف على ذلك الرجل الذي أتى خصيصا لرؤيته على ما يبدو فأشار له
بالدخول لداخل الطائره فتبعه (أدهم) بدون نقاش والفضول ياسره لمعرفة ما يريده منه .
جلس ذلك الأشقرعلى أحد مقاعد الطائره وأمره بالجلوس على أحد مقاعدها في مواجهته وظل يتطلع في عينيه قبل أن يقول له : "كيف هي الأوضاع هنا يا (أدهم) " ؟
أجابه (أدهم) على الفور : "هي صعبه جدا أيها السيد فهذا الجو البارد يجعل الحياه هنا مستحيله فنحن لا نجد ما نغطي به أجسادنا من البرد حتى ".
تناول ذلك الأشقر زجاجة شراب ووضع أحد الأكواب أمام (أدهم) وهو يستمع إليه في إهتمام قبل أن يجيبه : "نحن هنا لننقذكم مما أنتم فيه يا (أدهم) ".
بدت لك العباره غير مفهومه ل (أدهم) كيف سيتم أنقاذهم ومن هو هذا الرجل وما دوره هو في عملية الإنقاذ تلك.
ناوله الأشقر كأسه وهو يقول له وكانه عرف ما يدور في ذهنه من أسأله : "نحن مسؤولون عن إعادة كل النازحين من تلك الحرب الى ديارهم وبما أنك أحد
المعروفين لدى هذه المجموعه ولدينا أيضا فقد كنت قائدا معروفا في الجيش قبل أن تتعرضوا للهزيمه نريد أن تقنعهم بالعوده وتضمن لهم الأمان وبأن الحرب قد
توقفت في منطقتهم وأصبح الوضع أمنا".
شعر(أدهم) بغصه في حلقه مع ذكر ذلك الأشقر للهزيمه التي تعرضوا لها مما جعله يقول : "وما الذي يجلعني أصدق كلامك يا رجل؟؟"
إبتسم الأشقر في خبث وأجابه وهو يتراجع في مقعده : "وهل لديكم خيار أخر!! "
فكر(أدهم) في قليلا ونظر من زجاج نافذة الطائره لإمتداد الثلوج خارجها...فعلا لا يوجد خيار أخر فمنذ ثلاث سنوات لم يزرهم أي أحد هنا من أي جهة حكوميه أو
خاصه تركوا ليموتوا وسط الجبال وأنشغل الجميع بتلك الحرب البغيظه ..وهو بخبرته العسكريه يعرف أنهم لن يصمدوا كثيرا في ذلك الوضع البائس.
هبط (أدهم) من تلك الطائره وأبتعد عنها والجميع ينظر إليه في ترقب وما أن إبتعد حتى عاد الجنود إليها في سرعه وبمجرد غلق بابها خلفهم إرتفعت في قوه لتطير
وتغيب وسط الجبال في لحظات تاركه أولئك النازحين في حيره مما حمله إليهم ذلك الأشقر ولماذا طلب (أدهم) وما دار بينهم بداخل الطائره.
"ماذا اراد ذلك الرجل منك يا (أدهم) ؟
إلتفت (أدهم) لذلك الرجل الذي تابع سؤاله : "هل هناك من أخبار عن الوطن؟"
تظر إليه (أدهم) ولف بنظره في تلك الوجوه التي تعلقت نظراتها بإجابته على ما يبدو فالكل في لهفه لمعرفة ما دار بداخل الطائره من حوار.
"سنعود للوطن "
ظل الجميع صامتا بعد عبارة (أدهم) تلك.. وظلت أعينهم متعلقه به وكأنهم لم يسمعوها ....
"هذا الرجل يريدنا أن نعود للوطن...يقول أن الحرب قد إنتهت في منطقتنا وأنتقلت لمكان أخر في الشمال ولا داعي لوجودنا هنا "
تبادل الجميع النظرات وكأنهم غير مصدقين لما يسمعوه من (أدهم) قبل أن تقول إحدى النساء : "وهل يضمن لنا سلامتنا وسلامة أطفالنا احد ما عند عودتنا ؟؟"
كان (أدهم) يتوقع ذلك السؤال من أحدهم فسبب تواجدهم في ذلك المخيم هو البحث عن الأمان فقط وسلامة أطفالهم فأجابها : "نعم...أنا أضمن لكم سلامتكم فلا أعتقد
أن ذلك الرجل قطع تلك المسافه وهو لا يعرف ماذا يقول وهو يمثل تلك الدوله العظمى التي هي مسؤوله عن سلامة الاجئين جميعا من الحروب".
بدا أن الجميع مستعد لمغادرة ذلك المكان ولو لم يكن مقتنعا بالسبب وبكلام (أدهم) ف بعد ثلاث سنوات والحال يزداد سوءا لم يرغب أحد منهم في البقاء مع وجود أمل
في العوده للوطن.
إقترب الجميع من الحدود وهم متفائلون لما سيحدث في الأيام القادمه وكل واحد منهم يحلم بالعوده لمنزله ورؤية ما حل به بعد تلك الحرب التي شنها العدو عليهم في
حين غره ... لم يشعروا بالتعب من المشي لمدة أربعة أيام متواصله لا يكادون يرتاحون فيها إلا قليلا ...لقد عرفوا أياما أصعب منها بكثير وظروفا قاسيه هلك بسببها
الكثير منهم ولكن في هذه المره كل الظروف تهون في مقابل العوده للديار.
قطع صوت أفكارهم تلك صوتا طالما عرفوه في فترة الحرب...إنه صوت محركات المجنزرات الحربيه وحاملات الجنود العسكريه التي ظهرت فجأه لتقطع عليهم الطريق
في نفس الوقت الذي توقفت فيه جيب عسكريه أمامهم وهبط على الفور منها رجل بملابس عسكريه عرفوه على الفور من ملامحه وشعره الأشقر المميز إنه ذلك الرجل
الذي أتى في تلك الطائره لزيارتهم ومن طلب منهم العوده.
" توقفوا....هيا فليتوقف الجميع...وإلا ستعرضون حياتكم للخطر "
كانت لهجته لهم أمره فتوقف الجميع ولا تزال نظرات القلق والذعر تبدو على وجوههم
لم يستطع (أدهم) أن يظل صامتا مع هذا الموقف والتصرف الغريب فوجه سؤاله لذلك العسكري مباشره : " لم يكن هذا الإتفاق ...نحن لا نزال خارج أرض الوطن"
" ثم كيف أصبحت عسكريا فجأه ؟؟ "
نظر إليه ذلك الأشقر وهو يخلع قبعته العسكريه ويقترب منه وهو يقول له في تحدي :" لم يكن علي أن أخبرك بشي ..يكفي ما طلبته منك"
ثم واصل بنفس تلك اللهجه الركيكه المستفزه " ستبقون هنا ...لن تتقدموا خطوه للأمام...فجنودي يتحصنون في منطقتكم ومنازلكم "
دهش (أدهم) لسماع تلك المعلومات الخطيره التي قالها ذلك العسكري الأشقر الشعر وأنتقلت دهشته لجميع اللاجئين من حوله ف لابد أن في الموضوع خدعه ما
جلعت(أدهم) يساله مره أخرى في عصبيه : "لماذا طلبت منا العوده إن كان رجالك لا يزالون في منطقتنا والحرب لا تزال قائمه ؟"
أقترب منه ذلك الجنرال أكثر وبدت ملامحه تنم عن خبث ومكر واضح وهو يجيبه " ستكونون دروعا بشريه ضد هجمات مقاومتكم الغبيه "
وتطلع إلى عيني (أدهم) وهو يضيف " ثم إنكم كنتم ستموتون في كل الأحوال وسط تلك الجبال والثلوج "
كان تأثير كلامه كتأثير قنبله أنفجرت وبشكل مفاجئ وسط الموجودين لتبدد كل أحلامهم بالعوده للديار.
صرخ ذلك العسكري في جنوده بشكل قوي " هيا رجال ..إزرعوا الألغام حولهم حتى لا يتمكنوا من الف..........
لم يكمل جملته مع قبضة (أدهم) التي هوت على فكه في قوه وبشكل سريع دار حوله ليحيط عنقه بذراعيه وهو يصرخ في اللاجئين
"هيا أهربوا...أنجوا بحياتكم ..عودوا للجبال "
كان ما قام به (أدهم) في تلك اللحظه بالفعل غير متوقع حتى لذلك الجنرال ولا لجنوده... فقط أولئك اللاجئون هم من تحركوا مباشره.. يبدو أن الحرب
قد أكسبتهم سرعة التصرف السريع فما أن سمعوا صراخ (أدهم) لهم بالهرب حتى أنطلقوا سريعا وبشكل عشوائي نحوا التلال القريبه وخلفهم إنطلقت رصاصات
الجنود تلاحقهم بشكل مخيف فواصل (أدهم) ضغطه على عنق الجنرال وهو يأمره بلهجه مخيفه :" هيا أأمر رجالك بالتوقف عن إطلاق النار ..هيا وإلا كسرت عنقك
أيها الجبان "
كان الجنرال يعلم من قوة ضغط يديه على عنقه أنه جاد في كلامه وكان يعلم أنه رجل عسكري أيضا بارز ويمتلك مهارات خاصه فما كان منه إلا التلويح بيديه وبصوت
مبحوح أمر رجال بالتوقف عن أطلاق النار... كان لأول مره يشعر بالخوف و بإقتراب الموت منه هكذا... لم يتوقع تلك الحركه المفاجأه من(أدهم) .
إبتعد اللاجئين وأختفوا تماما عن الأنظار وعيني (أدهم) تتابعهم فلم ينتبه ليد الجنرال وهي تمتد لأسفل حذائه الطويل العنق ليخرج منه مسدس صغير الحجم ألصقه في
فخذه وضغط على زنداده دون تردد ...شعر (أدهم) بخيط النار يخترق فخذه وينفذ من الجانب الاخر فتهاوت قبضته للحظات حول عنق الجنرال الذي إستغل الوضع
سريعا فسحب عنقه ونفسه من بين ذراعي (أدهم) وأبتعد في سرعه وهو يصرخ في جنوده " أطلقوا النار عليه ..هيااا...لا ترحموه أبدا "
رفع الجنود مدافعهم الرشاشه في وجه (أدهم) الذي ظل واقفا رغم تلك الإصابه في فخذه وهو ينظر إليهم في تحدي واضح ك نمر جريح كانوا يتوقعون منه السقوط
وطلب الرحمه من قائدهم إلا أنه ظل شامخا بقامته وبداخله شعور بالنصر مع رؤيته أن اللاجئين قد هربوا جميعا بدون الظفر بأحد منهم.
توقف اللاجئين للحظات عن الركض بين الجبال مع سماعهم لدوي الرصاصات الذي أنطلقت فجأه وتوقف فتبادلوا نظرات حزينه فيما بينهم كانوا يعلمون من الضحيه
والهدف الذي أقتنصته تلك الرصاصات.
فتابعوا الركض بإصرار أكبر هذه المره وكأنهم لقد عرفوا ما أراده لهم (أدهم) وضحى بحياته من أجله ..
"فالحياه أحرارا بين الجبال أفضل من العيش أسيرا بداخل الوطن ".
![]()
اللــــــــــــــــــه ... الــــوطــــن ... وأمـــــــي
المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات
هلا فيك ملف المستقبل ..
قصه جدا رائعه وفيها دلالات عديده وبالفعل من الافضل ان نكون احرارا ونحن وسط الجبال والظروف الصعبه ولا نعيش الاسر بأوطاننا ..
الف شكر لجهدك وابداع قلمك وتفاعلك الجميل
طابت لياليك ..
( نص يستحق التثبيت والنجوم الخمس)
نحن ..
لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..أفعالهم ..
هي من تتولى ذلك..!
صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف
شكرا لكما إخواني الكرام.
شكرا أستاذي رايق البال على التثبيت
والتنجيم.
أتمنى أن تكون قصة تستحق القراءة.
اللــــــــــــــــــه ... الــــوطــــن ... وأمـــــــي
ملف المستقبل
قصة في غااااااااااية الروووعة
نسال الله السلامة والامن والاستقرار
قلمٌ من الطراز الذهبي
سلمت الانامل المبدعة
إلهي لاتُعذبني فإني
مقرٌ بالذي قد كان مني
ومالي حيلةٌ إلا رجائي
وعفوك إن عفوتَ وحُسن ظني
وكم من زلةٍ لي في الخطايا
وأنت علي ذو فضلٍ ومنِ
إذا فكرتُ في ندمي عليها
عضضتُ أناملي وقرعتُ سني
يظن الناسُ بي خيراً وإني
لشرُ الناسِ إن لم تعفُ عني
أجنُ بزهرةِ الدُنيا جنوناً
وأقطعُ طولَ عُمري بالتمني
اللــــــــــــــــــه ... الــــوطــــن ... وأمـــــــي
صبااااح ورد أريج
يا حي الله ملف مستقبل
منور أخي الكريم
الله الله الله...ما هذااااا!!!
قلم مميز جدااا..
وأسلوب الكتابه جداا رائع
تأثرت بالقصة.!واحزنتني النهاية
ملف مستقبل أحيك جداا ع هذا القلم المميز
وحقيقة بالفعل تستحق النجوم الخمس وتثبيت بكل جداااره ..
ألف تشكرات لك أيها الكاتب المميز
سنستنى منك قصة أخرى
تمنياتنا لك كل التوفيق والنجاح
اللــــــــــــــــــه ... الــــوطــــن ... وأمـــــــي
إبداااع ما شاء الله
قصة رائعة جدا جدا
سلمت أناملك ودمت مبدعا وإلى الأمام دائما..
ربي يعطيك العافية..
جنتــي جنتك الفــردوس
اهلا فيك اخوي بينا اسعدنا تواجدك
سلمت يمناك اخويانتقاء جميل وتواجد اجمل
دمت في حفظ الرحمن ورعايته
- اللهم اغفر لى و لوالدى,
و لأصحاب الحقوق على,
و لمن لهم فضل على ,
و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.