https://www.gulfupp.com/do.php?img=92744

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 72

الموضوع: ( قرن الرحى )

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    ( قرن الرحى )

    ( حارة الرحى هي الحارة التي ولدت فيها .. واحداث القصة حقيقية عايشتها )

    ♢♡♢♡♢♡♢♡

    ها هي السماء ملبدة بالغيوم .. غيوم اشبه بحدبة جبل ابيض تحيط به الوان رمادية داكنة لها امتداد رأس كبير مفلطحة لا تلبث ان تراها متفرقة حتى تتلاصق لتكون بقعة واسعة تشي بهطول قريب .
    عند خروجنا من المسجد الصغير الوحيد وسط مزارع النخيل اجد كل المصلين يرفعون رؤوسهم نحو تلك الغيوم .. بعضهم مستبشر بنعمة آتية من السماء والبعض اﻵخر بدأ يتمتم بكلمات تنم عن بعض تذمر ويسأل الله الرحمة .


    المسجد الوارد في الاحداث

    قليلون أولئك الذين يسكنون في بيوت مبنية من الطين او الاسمنت فأغلب بيوت سكان حارة ( قرن الرحى) لا تعدو عن كونها ( عرشانا) او ما يحلو للبعض ات يسميه ( صنادق ) وهذه الصنادق مبنية من خشب ( البليوت) واسقفها في الغالب بصفائح (الشينكو) المعدنية .
    تذمرهم ليس ازدراءا بنعمة الله فالكل يحب هطول المطر ولكن لظروف سكناهم ومعاناتهم التي تستمر طيلة ايام المطر وما يعقبه من جريان السيول والاوحال التي تملأ المكان .. يشعرون بأن ظروفا غير اعتيادية ستمر عليهم لايام وايام .
    عدنا انا ووالدي وأخي الصغير الى بيتنا .. كانت أمي تعد لنا عشاءا خفيفا بعد ان انتهت من اعداد طعام الغداء .. لا غرابة في ذلك ففي مثل هذه الظروف تعودنا ان نستعد لأسوأ الاحتمالات .. فالمطر سيبلل الحطب الذي جمعه والدي ولن تستطيع امي تجهيز طعام العشاء فالمطبخ بلا سقف وكل ما في الامر فقد كان مبنيا من سعف نخيل متوسط الطول مشدود الى بعضه ببعض حبال من الالياف .
    الغيوم تتكاثف وتدريجيا تتحول الى اللون الرمادي الداكن .. بقعة الغيوم تتمدد الى كل الاتجاهات والرياح بدأت تهب .
    جمعت أمي ما تبقى من اخشاب وغطتها بغطاء بلاستيكي قديم كي تتمكن من استخدامه فيما بعد وطلبت منا ان يجمع كل واحد منا فراش نومه من على ( المنامة ) وندخله الى داخل الخيمة ..
    ابي كان يتأكد من كمية ( الكيروسين ) في الفنر وفي القنينة البلاستيكية تحسبا لأي ظرف .
    طلب من اخي ان يطفيء مولد الكهرباء الصغير وان يقوم بتغطيته ب(الطربال) كي لا يتأثر بقطرات المياه المنهمرة من السماء .
    جمعت اختي كل الملابس المنشورة على الحبل الممدود بين نخلتين وها هي أمي تتأكد من حماية البقرة وابنها المربوطين في عمود خشبي وسط الزريبة المبنية هي ايضا من سعف النخيل .
    بعيد العصر بقليل نسمع هزيم الرعد يدوي .. رفع والداي ايديهما نحو السماء في حركة تلقائية يدعوان الله ان يرحمنا برحمته .
    إلتفت إلي والدي مبتسما ابتسامة افهمها جيدا ليسألني : هل انت خائف ؟ اجبته نافيا ولكن في قرارة نفسي كنت اشعر بهلع .. هلعي ذاك ليس من صوت الرعد فحسب بل ﻷنني كنت اقرأ الرعب في عيون والداي وجدتي .
    تبسمت قليلا ثم سألت والدي : هل سيكون غزيرا كالعادة ؟
    طمأنني والدي بقوله وأدرك انه لا يرغب في تخويفي : ننتظر رحمة ونعمة من ربك .. ثق بالله يا بني .
    لحظات صمت ما لبثت طويلا حتى عكر صفوها صوت الرعد المدوي من جديد ..نظر والدي إلى أمي .. شعرت لحظتها ان قرارا ما سيتخذ في هذه اللحظات .. سترك يا رب .
    سألت أمي والدي : هل ..... ؟
    رد عليها وفي عينيه بعض انكسار : وهل أمامنا خيار آخر ؟
    اظهرت أمي امتعاضها وقالت بصوت خفيف وهي تجز على اسنانها : كم أكره هذا الحل ولكن ليس أمامنا سواه اﻵن .
    أعلم جيدا أن أمي لا تطرب كثيرا للمطر ككثيرين غيرها في ( قرن الرحى ) ليس كرها فيه - كما اسلفت - ولكن لما يسببه لنا من مصاعب نعيشها ﻻيام نضطر فيها الى ان نتخلى قليلا عن بعض كبرياءنا .
    المطر يمثل لنا بالرغم من حاجتنا الماسة اليه كثير من الفوضى الحياتية .. بلل ووحل وتساقط قطرات الماء من سقف منزلنا ومخاطر سقوط بعض الاشجار .
    الرياح بدأت تراقص اشجار النخيل السامقة حول بيتنا المتواضع القابع في وسطها .
    اتخيل دائما سقوط احداهن بعد ان يعييها الرقص فوق سقف منزلنا .
    لا زلت اتذكر مطر العام الفائت عندما تهاوت سبع نخلات حول منزل جارنا (مصبح) ولولا عناية الله الرحيم لكانت قضت على المنزل ومن فيه .
    منظر النخيل وهي جاثية حول بيته سببت رعب حقيقي لكل من يعيشون في ( قرن الرحى ) ومن يومها وعقدة سقوط النخيل ما انفكت تلازمني عند رؤية اية سحابة في السماء .
    ها هو الرذاذ بدا يتساقط ناعما .. بلل ملابسي قليلا وعندها طلب مني والدي ان ادخل العريش كي اتجنب بللا اكثر لملابسي .
    بدا والدي مرتبكا .. زادت قطرات الرذاذ حتى تحولت الى مطر وصوت الرعد يزداد قربا منا .
    أذن المؤذن لصلاة المغرب ولكن والدي قرر ان نصلي في البيت تحسبا لظروف السماء .. فلو ذهبنا للمسجد لا شك ان والدتي واختي وجدتي ستبقيان في هلع .
    لم نستطع ان نشغل مولد الكهرباء الصغير خوفا من أي ماس كهربائي فأشعلت امي ( الفنر ) المعلق في وسط سقف العريش .
    العريش اﻵن مملوء بكل اثاث البيت المتواضع وبعض اواني الطبخ وصغيرين من صغار الماعز .. لا يكاد يتسع لشيء آخر .
    كانت جدتي ام والدتي تجلس في ركن وتسبح وتذكر الله .. ثم سألت أمي : هل سنذهب الليلة ؟
    فتبسمت أمي في وجه والدتها العجوز ووضعت يدها على كتفها الايمن ثم قالت لها : اغلب الظن كذلك .. لا حل آخر افضل .
    اطرقت جدتي رأسها وسمعتها تتمتم بالحوقلة وهي شبه منزعجة ولكنها لا ترغب في ابداء انزعاجها فهي تعلم الحال جيدا .
    فتحت والدتي طنجرة العشاء وغرفت ما فيها من طعام في صحن معدني من النوع الرخيص ازرق اللون به اشكال زهور حمراء وصفراء صممت من غير عناية لرخصه .
    تجمعنا كلنا على المائدة الارضية وذكرنا اسم الله وتعشينا تحت ضوء الفنر .. بعض فراشات صغيرة بيضاء تحوم حول الفنر يجذبها ضوءه المتحرك .
    صوت الرعد يبدد لحظات الصمت التي تلف المكان .. وضوء البرق اللامع يحول الليل الى نهار .. تواصل لمعان البرق وها هو المطر بدأ يهطل بشكل اقوى عن ذي قبل .
    قال ابي بحزم : هيا ...
    مشى في درب ضيقة متعرجة تحفها من جانب مزرعة نخيل ومن جانب ساقية فلج وسرنا وراءه ولمعان ضوء البرق المتواصل يغنينا عن اشعال المصباح اليدوي الذي تحمله جدتي في يدها .
    بقيت والدتي لوحدها في البيت .. طرقنا باب جارنا عبدالله لنستأذنه في ان نبات (كعادتنا في مثل هذه الاجواء) في بيته خوفا من المطر . رحب بنا وأدخلنا الى غرفة طينية واسعة نوعا ما .. تنفصل عن باقي البيت .. مملوءة بالاواني الفخارية تلك التي تستخدم عادة لحفظ التمور .


    بيت جارنا الذين اوينا اليه وقت المطر

    ذهب والدي مسرعا كي يلحق على امي فهي في البيت بمفردها .
    كنا قلقين على أبي من المطر او ان تنزلق قدمه في الطين بسبب رطوبة الارض وقلقين على امي لمكوثها بمفردها في هذا الوضع .
    الغرفة مظلمة الا من ضوء خافت لفنر موجود على روزنة صغيره على احدى جدرانها .. دمعت عيناي .. رأفة بابي وأمي فهما يكرهان مجيئنا الى هنا ولكن للظروف احكام .. احكام تجبرنا في كل مرة ان نأت الى هذه الغرفة الكئيبة وكأننا مجرمون فارون من العدالة .
    الليل طويل والمطر لا يتوقف والرعد يكاد ان يزلزل المكان .
    اخي واختي متكوران الى جانب جدتي التي لم تفتأ تسبح وتدعو الله ملتصقان الى جسدها الضئيل وكأنهما يستمدان منها بعض قوة .
    لم يشعر احد منهم بما اصابني في تلك اللحظة .. زممت على شفتي كي لا يشعر احد بذاك الكم الهائل من الالم .. ألم من الصعوبة بمكان ان اتحمله .. شعرت بغثيان وارتعاش بجميع مفاصلي وتسارع في دقات قلبي الصغير ..
    تنبهت جدتي لصوت نشيجي الذي حاولت جاهدا ألا ابديه .. اقتربت مني ومسحت على شعري المبلل بماء المطر .. سألتني بصوت متهدج خفيض : هل لدغتك عقرب ؟ اجبتها بنعم .
    اشعلت مصباحها اليدوي وشقت قطعة من غطاء راسها الاسود وربطت به على عضدي كي لا يمرر السم الى تحت ابطي .. واخذت ترقيني ببعض آيات قرآنية لا تجيد تلاوتها جيدا وتقرأ ادعية وتنفث حيث موضع اللدغة .
    اﻷلم شديد واعجز عن وصفه وفوق ذلك كنت قلقا من ان تلدغ تلك العقرب جدتي العجوز التي تحاول ان تبقى صامدة امامنا او تلدغ اخي الصغير او اختي .
    استمر الالم لأكثر من ساعة كاملة حتى بدأ يهدا رويدا رويدا .
    السماء لا تزال ترعد ودويه كالرجفة تزلزل الارض والجدران .
    كنا نرقب ضوء البرق من بعض فتحات صغيرة اعلى جدار الغرفة هيأت لدخول الضوء والهواء .. لا اخفيكم ان ذلك الضوء كان يؤانسنا بعض الشيء في ظلمة تلك الغرفة الكئيبة .
    وضعت رأسي على حجر جدتي بعد سماعي لدوي صاعقة لا اخالها بعيدة عنا كثيرا ..
    مسحت جدتي على خدي وهي تقول : اذكر الله يا بني وسبح كثيرا عل الله يرحمنا وحاول ان تنام كما اخوتك .
    لم نسمع اذان الفجر في تلك الليلة فبطبيعة الحال ما كان من اليسر ان يخرج احدهم من بيته لشدة وغزارة المطر .
    سألت جدتي ان كان علينا ان نعود الى بيتنا اﻵن فقد خف انهمار المطر .. قالت لي : فلنصل قبلا صلاة الفجر .. خرجت لأستطلع الوضع خارج الغرفة وتوضأت بماء المطر الذي تخزن في بعض الاواني المصفوفة خارج الغرفة .. ربما وضعها جارنا عبدالله لغرض الوضوء .. ثم اخبرت جدتي بمكان الماء وايقظت اخي واختي وصلينا الفجر وقررنا العودة الى بيتنا .
    ها هو الغد قد اشرق .. وسماءه لا تزال ملبدة بالغيوم وبعض قطرات مطر ونسيم يهب علينا باردا ..
    كنت قلقا على جدتي وكيف ستتمكن من السير على هذه الارض الرطبة !!
    لا ادري .. ربما فهمت جدتي ما كنت افكر فيه فقالت لي : لا تخشى شيئا فانا ما زلت قوية .. ألا تراني يا ولد ؟ هل تظن ان جدتك عجوز ؟ ها انا ذي اسير بلا عكاز .. فضحكنا معا ..
    سرنا في نفس الدرب الضيقة المتعرجة التي اتينا منها .
    الساقية اﻵن تفيض بماء السيل والارض وحلة وليس من السهل السير عليها بدون تركيز الى مواطيء اقدامنا .
    وجدنا امي تبكي ببعض استعبار .. هرعنا اليها لنسألها : ماذا بك يا امي ؟ ماذا اصابك ؟ اين والدي ؟ ردت بألم لم نعهده من قبل : ابوكم بخير .
    اذن ماالذي حصل ؟ قالت : ماتت البقرة وابنها من غزارة المطر .. لم يستطيعا تحمل هطول المياه على جسديهما لفترة طويلة .
    نعلم مدى تعلق والدتي ببقرتها وعنايتها بها وبابنها ولذا ففقدانهما تعتبر فاجعة مؤلمة ولكن مع ذلك ندرك مدى ايمانها بقضاء الله وقدره .
    هدأت السماء وتوقفت الرياح وقطرات الماء لا تزال تقطر من سعف النخيل اللامعة واشجار الليمون و الجوافة كقطرات ندى مشكلة صورة جميلة كأحلى ما في ايام المطر .
    رائحة سعف النخيل المبللة تضوح في المكان عطرا باريسيا منعشا .
    استاذنت انا واخي لنتمشى قليلا في مزارع النخيل القريبة ولم يمانع والدي ولكنه طلب منا ان نتوخى الحذر .
    سرنا باتجاه ساقية الفلج الرئيسية فوجدنا اهل حارة ( قرن الرحى ) متجمعون بالقرب منها صغارا وكبارا يشاهدون منظر المياه المتدفقة بغزارة في تلك الساقية .. مياه ذات لون بني مغبر مستبشرين بموسم مخصب ..
    فجأة سمعنا اصوات طلقات بندقية بل بنادق تتكاثر وبعض صيحات متوالية آتية من بعيد لم افهمها جيدا .
    ماالذي حدث ؟ لماذا الطلقات والصيحات ؟ قال احدهم : على ما يبدو ان ( الفلج طاح ) !!!
    الفلج طاح ؟ ماذا يعني ؟
    قال : اي تهاوت بعض ( ثقاب ) الفلج من شدة المطر وهذا يعني ان الفلج سينقطع الى حين اصلاح ثقابه .. وهذه تعد مشكلة كبرى تحل بالبلد !!!
    الفلج هو اهم مصدر من مصادر المياه لدينا كما تعلم .عدنا الى البيت فسألت ابي : هل سمعت طلقات وصياح يا ابي ؟
    قال : نعم لقد ( طاح الفلج ) وعلينا ان نسرع في اصلاح ثقابه المتهاوية ولكن لا بد من ان ننتظر حتى يهدا الجو وتجف الارض .

    منظر عام لحارة قرن الرحى

    توقفت قليلا عن الكلام ودمعة تنحدر على خدي .. سألني ابني : مايبكيك يا والدي ؟
    قلت له : كانت حياتنا صعبة قاسية جدا ولكن بالرغم من ذلك كنا سعداء لا نحمل هموما كثيرة .
    كنت صغيرا في مثل سنك تقريبا .. كان ابواي حولي وجدتي واخي واختي اسرة صغيرة متماسكة رغم الصعاب والفقر والجهل والخوف .
    رحم الله ابي وجدتي الحنونه واطال في عمر امي .. ذهبوا جميعا وتباعدت المسافات بيني وبين اخي واختي .. الدنيا يا بني اخذت كل منا الى جهة ..
    الاسرة التي كنت اعيش في كنفها لم تعد باقية وها انا اﻵن اعيش مع اسرة جديدة .. انت واخوانك وامك .
    هي الدنيا يا بني لا تبقي حالا .. أياما ليتها تعود .

    قلم / خليفة سالم
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 11-04-2017 الساعة 12:37 AM
    سلام للقلوب الصادقة

  2. #2
    عضو خاص الصورة الرمزية ♡سدرة المنتهى♡
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    الدولة
    جنة الدنيا
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    5,213
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت مشاهدة المشاركة
    ( حارة الرحى هي الحارة التي ولدت فيها .. واحداث القصة حقيقية عايشتها )

    ♢♡♢♡♢♡♢♡

    ها هي السماء ملبدة بالغيوم .. غيوم اشبه بحدبة جبل ابيض تحيط به الوان رمادية داكنة لها امتداد رأس كبير مفلطحة لا تلبث ان تراها متفرقة حتى تتلاصق لتكون بقعة واسعة تشي بهطول قريب .
    عند خروجنا من المسجد الصغير الوحيد وسط مزارع النخيل اجد كل المصلين يرفعون رؤوسهم نحو تلك الغيوم .. بعضهم مستبشر بنعمة آتية من السماء والبعض اﻵخر بدأ يتمتم بكلمات تنم عن بعض تذمر ويسأل الله الرحمة .
    قليلون أولئك الذين يسكنون في بيوت مبنية من الطين او الاسمنت فأغلب بيوت سكان حارة ( قرن الرحى) لا تعدو عن كونها ( عرشانا) او ما يحلو للبعض ات يسميه ( صنادق ) وهذه الصنادق مبنية من خشب ( البليوت) واسقفها في الغالب بصفائح (الشينكو) المعدنية .
    تذمرهم ليس ازدراءا بنعمة الله فالكل يحب هطول المطر ولكن لظروف سكناهم ومعاناتهم التي تستمر طيلة ايام المطر وما يعقبه من جريان السيول والاوحال التي تملأ المكان .. يشعرون بأن ظروفا غير اعتيادية ستمر عليهم لايام وايام .
    عدنا انا ووالدي وأخي الصغير الى بيتنا .. كانت أمي تعد لنا عشاءا خفيفا بعد ان انتهت من اعداد طعام الغداء .. لا غرابة في ذلك ففي مثل هذه الظروف تعودنا ان نستعد لأسوأ الاحتمالات .. فالمطر سيبلل الحطب الذي جمعه والدي ولن تستطيع امي تجهيز طعام العشاء فالمطبخ بلا سقف وكل ما في الامر فقد كان مبنيا من سعف نخيل متوسط الطول مشدود الى بعضه ببعض حبال من الالياف .
    الغيوم تتكاثف وتدريجيا تتحول الى اللون الرمادي الداكن .. بقعة الغيوم تتمدد الى كل الاتجاهات والرياح بدأت تهب .
    جمعت أمي ما تبقى من اخشاب وغطتها بغطاء بلاستيكي قديم كي تتمكن من استخدامه فيما بعد وطلبت منا ان يجمع كل واحد منا فراش نومه من على ( المنامة ) وندخله الى داخل الخيمة ..
    ابي كان يتأكد من كمية ( الكيروسين ) في الفنر وفي القنينة البلاستيكية تحسبا لأي ظرف .
    طلب من اخي ان يطفيء مولد الكهرباء الصغير وان يقوم بتغطيته ب(الطربال) كي لا يتأثر بقطرات المياه المنهمرة من السماء .
    جمعت اختي كل الملابس المنشورة على الحبل الممدود بين نخلتين وها هي أمي تتأكد من حماية البقرة وابنها المربوطين في عمود خشبي وسط الزريبة المبنية هي ايضا من سعف النخيل .
    بعيد العصر بقليل نسمع هزيم الرعد يدوي .. رفع والداي ايديهما نحو السماء في حركة تلقائية يدعوان الله ان يرحمنا برحمته .
    إلتفت إلي والدي مبتسما ابتسامة افهمها جيدا ليسألني : هل انت خائف ؟ اجبته نافيا ولكن في قرارة نفسي كنت اشعر بهلع .. هلعي ذاك ليس من صوت الرعد فحسب بل ﻷنني كنت اقرأ الرعب في عيون والداي وجدتي .
    تبسمت قليلا ثم سألت والدي : هل سيكون غزيرا كالعادة ؟
    طمأنني والدي بقوله وأدرك انه لا يرغب في تخويفي : ننتظر رحمة ونعمة من ربك .. ثق بالله يا بني .
    لحظات صمت ما لبثت طويلا حتى عكر صفوها صوت الرعد المدوي من جديد ..نظر والدي إلى أمي .. شعرت لحظتها ان قرارا ما سيتخذ في هذه اللحظات .. سترك يا رب .
    سألت أمي والدي : هل ..... ؟
    رد عليها وفي عينيه بعض انكسار : وهل أمامنا خيار آخر ؟
    اظهرت أمي امتعاضها وقالت بصوت خفيف وهي تجز على اسنانها : كم أكره هذا الحل ولكن ليس أمامنا سواه اﻵن .
    أعلم جيدا أن أمي لا تطرب كثيرا للمطر ككثيرين غيرها في ( قرن الرحى ) ليس كرها فيه - كما اسلفت - ولكن لما يسببه لنا من مصاعب نعيشها ﻻيام نضطر فيها الى ان نتخلى قليلا عن بعض كبرياءنا .
    المطر يمثل لنا بالرغم من حاجتنا الماسة اليه كثير من الفوضى الحياتية .. بلل ووحل وتساقط قطرات الماء من سقف منزلنا ومخاطر سقوط بعض الاشجار .
    الرياح بدأت تراقص اشجار النخيل السامقة حول بيتنا المتواضع القابع في وسطها .
    اتخيل دائما سقوط احداهن بعد ان يعييها الرقص فوق سقف منزلنا .
    لا زلت اتذكر مطر العام الفائت عندما تهاوت سبع نخلات حول منزل جارنا (مصبح) ولولا عناية الله الرحيم لكانت قضت على المنزل ومن فيه .
    منظر النخيل وهي جاثية حول بيته سببت رعب حقيقي لكل من يعيشون في ( قرن الرحى ) ومن يومها وعقدة سقوط النخيل ما انفكت تلازمني عند رؤية اية سحابة في السماء .
    ها هو الرذاذ بدا يتساقط ناعما .. بلل ملابسي قليلا وعندها طلب مني والدي ان ادخل العريش كي اتجنب بللا اكثر لملابسي .
    بدا والدي مرتبكا .. زادت قطرات الرذاذ حتى تحولت الى مطر وصوت الرعد يزداد قربا منا .
    أذن المؤذن لصلاة المغرب ولكن والدي قرر ان نصلي في البيت تحسبا لظروف السماء .. فلو ذهبنا للمسجد لا شك ان والدتي واختي وجدتي ستبقيان في هلع .
    لم نستطع ان نشغل مولد الكهرباء الصغير خوفا من أي ماس كهربائي فأشعلت امي ( الفنر ) المعلق في وسط سقف العريش .
    العريش اﻵن مملوء بكل اثاث البيت المتواضع وبعض اواني الطبخ وصغيرين من صغار الماعز .. لا يكاد يتسع لشيء آخر .
    كانت جدتي ام والدتي تجلس في ركن وتسبح وتذكر الله .. ثم سألت أمي : هل سنذهب الليلة ؟
    فتبسمت أمي في وجه والدتها العجوز ووضعت يدها على كتفها الايمن ثم قالت لها : اغلب الظن كذلك .. لا حل آخر افضل .
    اطرقت جدتي رأسها وسمعتها تتمتم بالحوقلة وهي شبه منزعجة ولكنها لا ترغب في ابداء انزعاجها فهي تعلم الحال جيدا .
    فتحت والدتي طنجرة العشاء وغرفت ما فيها من طعام في صحن معدني من النوع الرخيص ازرق اللون به اشكال زهور حمراء وصفراء صممت من غير عناية لرخصه .
    تجمعنا كلنا على المائدة الارضية وذكرنا اسم الله وتعشينا تحت ضوء الفنر .. بعض فراشات صغيرة بيضاء تحوم حول الفنر يجذبها ضوءه المتحرك .
    صوت الرعد يبدد لحظات الصمت التي تلف المكان .. وضوء البرق اللامع يحول الليل الى نهار .. تواصل لمعان البرق وها هو المطر بدأ يهطل بشكل اقوى عن ذي قبل .
    قال ابي بحزم : هيا ...
    مشى في درب ضيقة متعرجة تحفها من جانب مزرعة نخيل ومن جانب ساقية فلج وسرنا وراءه ولمعان ضوء البرق المتواصل يغنينا عن اشعال المصباح اليدوي الذي تحمله جدتي في يدها .
    بقيت والدتي لوحدها في البيت .. طرقنا باب جارنا عبدالله لنستأذنه في ان نبات (كعادتنا في مثل هذه الاجواء) في بيته خوفا من المطر . رحب بنا وأدخلنا الى غرفة طينية واسعة نوعا ما .. تنفصل عن باقي البيت .. مملوءة بالاواني الفخارية تلك التي تستخدم عادة لحفظ التمور .
    ذهب والدي مسرعا كي يلحق على امي فهي في البيت بمفردها .
    كنا قلقين على أبي من المطر او ان تنزلق قدمه في الطين بسبب رطوبة الارض وقلقين على امي لمكوثها بمفردها في هذا الوضع .
    الغرفة مظلمة الا من ضوء خافت لفنر موجود على روزنة صغيره على احدى جدرانها .. دمعت عيناي .. رأفة بابي وأمي فهما يكرهان مجيئنا الى هنا ولكن للظروف احكام .. احكام تجبرنا في كل مرة ان نأت الى هذه الغرفة الكئيبة وكأننا مجرمون فارون من العدالة .
    الليل طويل والمطر لا يتوقف والرعد يكاد ان يزلزل المكان .
    اخي واختي متكوران الى جانب جدتي التي لم تفتأ تسبح وتدعو الله ملتصقان الى جسدها الضئيل وكأنهما يستمدان منها بعض قوة .
    لم يشعر احد منهم بما اصابني في تلك اللحظة .. زممت على شفتي كي لا يشعر احد بذاك الكم الهائل من الالم .. ألم من الصعوبة بمكان ان اتحمله .. شعرت بغثيان وارتعاش بجميع مفاصلي وتسارع في دقات قلبي الصغير ..
    تنبهت جدتي لصوت نشيجي الذي حاولت جاهدا ألا ابديه .. اقتربت مني ومسحت على شعري المبلل بماء المطر .. سألتني بصوت متهدج خفيض : هل لدغتك عقرب ؟ اجبتها بنعم .
    اشعلت مصباحها اليدوي وشقت قطعة من غطاء راسها الاسود وربطت به على عضدي كي لا يمرر السم الى تحت ابطي .. واخذت ترقيني ببعض آيات قرآنية لا تجيد تلاوتها جيدا وتقرأ ادعية وتنفث حيث موضع اللدغة .
    اﻷلم شديد واعجز عن وصفه وفوق ذلك كنت قلقا من ان تلدغ تلك العقرب جدتي العجوز التي تحاول ان تبقى صامدة امامنا او تلدغ اخي الصغير او اختي .
    استمر الالم لأكثر من ساعة كاملة حتى بدأ يهدا رويدا رويدا .
    السماء لا تزال ترعد ودويه كالرجفة تزلزل الارض والجدران .
    كنا نرقب ضوء البرق من بعض فتحات صغيرة اعلى جدار الغرفة هيأت لدخول الضوء والهواء .. لا اخفيكم ان ذلك الضوء كان يؤانسنا بعض الشيء في ظلمة تلك الغرفة الكئيبة .
    وضعت رأسي على حجر جدتي بعد سماعي لدوي صاعقة لا اخالها بعيدة عنا كثيرا ..
    مسحت جدتي على خدي وهي تقول : اذكر الله يا بني وسبح كثيرا عل الله يرحمنا وحاول ان تنام كما اخوتك .
    لم نسمع اذان الفجر في تلك الليلة فبطبيعة الحال ما كان من اليسر ان يخرج احدهم من بيته لشدة وغزارة المطر .
    سألت جدتي ان كان علينا ان نعود الى بيتنا اﻵن فقد خف انهمار المطر .. قالت لي : فلنصل قبلا صلاة الفجر .. خرجت لأستطلع الوضع خارج الغرفة وتوضأت بماء المطر الذي تخزن في بعض الاواني المصفوفة خارج الغرفة .. ربما وضعها جارنا عبدالله لغرض الوضوء .. ثم اخبرت جدتي بمكان الماء وايقظت اخي واختي وصلينا الفجر وقررنا العودة الى بيتنا .
    ها هو الغد قد اشرق .. وسماءه لا تزال ملبدة بالغيوم وبعض قطرات مطر ونسيم يهب علينا باردا ..
    كنت قلقا على جدتي وكيف ستتمكن من السير على هذه الارض الرطبة !!
    لا ادري .. ربما فهمت جدتي ما كنت افكر فيه فقالت لي : لا تخشى شيئا فانا ما زلت قوية .. ألا تراني يا ولد ؟ هل تظن ان جدتك عجوز ؟ ها انا ذي اسير بلا عكاز .. فضحكنا معا ..
    سرنا في نفس الدرب الضيقة المتعرجة التي اتينا منها .
    الساقية اﻵن تفيض بماء السيل والارض وحلة وليس من السهل السير عليها بدون تركيز الى مواطيء اقدامنا .
    وجدنا امي تبكي ببعض استعبار .. هرعنا اليها لنسألها : ماذا بك يا امي ؟ ماذا اصابك ؟ اين والدي ؟ ردت بألم لم نعهده من قبل : ابوكم بخير .
    اذن ماالذي حصل ؟ قالت : ماتت البقرة وابنها من غزارة المطر .. لم يستطيعا تحمل هطول المياه على جسديهما لفترة طويلة .
    نعلم مدى تعلق والدتي ببقرتها وعنايتها بها وبابنها ولذا ففقدانهما تعتبر فاجعة مؤلمة ولكن مع ذلك ندرك مدى ايمانها بقضاء الله وقدره .
    هدأت السماء وتوقفت الرياح وقطرات الماء لا تزال تقطر من سعف النخيل اللامعة واشجار الليمون و الجوافة كقطرات ندى مشكلة صورة جميلة كأحلى ما في ايام المطر .
    رائحة سعف النخيل المبللة تضوح في المكان عطرا باريسيا منعشا .
    استاذنت انا واخي لنتمشى قليلا في مزارع النخيل القريبة ولم يمانع والدي ولكنه طلب منا ان نتوخى الحذر .
    سرنا باتجاه ساقية الفلج الرئيسية فوجدنا اهل حارة ( قرن الرحى ) متجمعون بالقرب منها صغارا وكبارا يشاهدون منظر المياه المتدفقة بغزارة في تلك الساقية .. مياه ذات لون بني مغبر مستبشرين بموسم مخصب ..
    فجأة سمعنا اصوات طلقات بندقية بل بنادق تتكاثر وبعض صيحات متوالية آتية من بعيد لم افهمها جيدا .
    ماالذي حدث ؟ لماذا الطلقات والصيحات ؟ قال احدهم : على ما يبدو ان ( الفلج طاح ) !!!
    الفلج طاح ؟ ماذا يعني ؟
    قال : اي تهاوت بعض ( ثقاب ) الفلج من شدة المطر وهذا يعني ان الفلج سينقطع الى حين اصلاح ثقابه .. وهذه تعد مشكلة كبرى تحل بالبلد !!!
    الفلج هو اهم مصدر من مصادر المياه لدينا كما تعلم .عدنا الى البيت فسألت ابي : هل سمعت طلقات وصياح يا ابي ؟
    قال : نعم لقد ( طاح الفلج ) وعلينا ان نسرع في اصلاح ثقابه المتهاوية ولكن لا بد من ان ننتظر حتى يهدا الجو وتجف الارض .
    توقفت قليلا عن الكلام ودمعة تنحدر على خدي .. سألني ابني : مايبكيك يا والدي ؟
    قلت له : كانت حياتنا صعبة قاسية جدا ولكن بالرغم من ذلك كنا سعداء لا نحمل هموما كثيرة .
    كنت صغيرا في مثل سنك تقريبا .. كان ابواي حولي وجدتي واخي واختي اسرة صغيرة متماسكة رغم الصعاب والفقر والجهل والخوف .
    رحم الله ابي وجدتي الحنونه واكال في عمري امي .. ذهبوا جميعا وتباعدت المسافات بيني وبين اخي واختي .. الدنيا يا بني اخذت كل منا الى جهة ..
    الاسرة التي كنت اعيش في كنفها لم تعد باقية وها انا اﻵن اعيش مع اسرة جديدة .. انت واخوانك وامك .
    هي الدنيا يا بني لا تبقي حالا .. أياما ليتها تعود .
    قلمك يحث الشخص على الاندماج مع القصه ..
    بصدق كأني موجوده انا هناك ..
    امكن ما عايشة مثل هالاجواء بس مثل حكايات الاباء و الاجداد تثبت مدى معاناتهم في ما مضى في مثل هذي الاجواء ..

    ...

    '

    "ﺧَﻠْﻒ ﻛُﻞ غياب"
    أحدهم سرق ﻗَﻠﺒﺎً ، وأحرق عمراً ، ,
    وزرع ﺧَﻴﺒَﺔ ،


    ثم ﻣَﻀﻰ !

    '
    ...

  3. #3
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♡سدرة المنتهى♡ مشاهدة المشاركة
    قلمك يحث الشخص على الاندماج مع القصه ..
    بصدق كأني موجوده انا هناك ..
    امكن ما عايشة مثل هالاجواء بس مثل حكايات الاباء و الاجداد تثبت مدى معاناتهم في ما مضى في مثل هذي الاجواء ..
    شكرا جزيلا استاذه سدرة على جمال حضورك .. سعدت بك
    سلام للقلوب الصادقة

  4. #4

    ربي يحفظ لك عائلتك...عجبتني القصة وعشت الأحداث حتى تخيلت الوجوه..تفاصيل البيوت والحياة الصعبة لكنها كانت جميلة...وفقت استاذي الكريم
    أكثر محطة حسيت بقوة الألم المطر ينهمر وتتالم من العقرب وضليت صامت وجدتك ربي يرحمها صمودها رغم كبر سنها





    قال تعالى :
    { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99) } صدق الله العظيم



  5. #5
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مائة بيسة مشاهدة المشاركة

    ربي يحفظ لك عائلتك...عجبتني القصة وعشت الأحداث حتى تخيلت الوجوه..تفاصيل البيوت والحياة الصعبة لكنها كانت جميلة...وفقت استاذي الكريم
    أكثر محطة حسيت بقوة الألم المطر ينهمر وتتالم من العقرب وضليت صامت وجدتك ربي يرحمها صمودها رغم كبر سنها

    الف الف شكر لك استاذه 100 بيسة على تعليقك الجميل ومرورك البهي ..
    سلام للقلوب الصادقة

  6. #6
    عضو مميز الصورة الرمزية rrrose
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    7,650
    Mentioned
    22 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    نعم كان وصف حياة أجدادنا لنا مثل وصف قلمك يا صدى صوت
    ما شاء الله قصة طيبه ومرتبة.بارك الله فيك.
    توكلت في رزقي على الله خالقي...وأيقنت أن الله لا شك رازقي
    وما يك من رزق فليس يفوتني...ولو كان في قاع البحار العوامق
    سيأتي به الله العظيم بفضله...... ولو لم يكن من اللسان بناطق
    ففي أي شئ تذهب النفس حسرة... وقد قسم الرحمن رزق الخلائق

  7. #7
    إدارة السبلـة العُمانية
    مساعد رئيسة طاقم الإداريين والمراقبين والخبراء
    الصورة الرمزية ابوقيس99
    تاريخ التسجيل
    Jun 2015
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    24,787
    Mentioned
    76 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصة جميلة راقت لي استاذي أبو سالم حارت قرن الرحى
    أبدعت في وصفها ياصدى صوت ذكرتنا يوم كنا نسكن بيوتات الطين ذلك الزمان الطيب الحلو
    الله عليك اخي صدى كم شعرت بجمال سطورك
    لا عدمنا قلمك الذهبي وحروفك الماسية كم انت رايع حين تكتب من القلب وكم انت رايع حين تكتب عن الماضي
    سلمت يمناك اخي الغالي

  8. #8
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوقيس99 مشاهدة المشاركة
    قصة جميلة راقت لي استاذي أبو سالم حارت قرن الرحى
    أبدعت في وصفها ياصدى صوت ذكرتنا يوم كنا نسكن بيوتات الطين ذلك الزمان الطيب الحلو
    الله عليك اخي صدى كم شعرت بجمال سطورك
    لا عدمنا قلمك الذهبي وحروفك الماسية كم انت رايع حين تكتب من القلب وكم انت رايع حين تكتب عن الماضي
    سلمت يمناك اخي الغالي
    ربي يسعدك ابو قيس..
    شكرا لك على حضورك الجميل
    سلام للقلوب الصادقة

  9. #9
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rrrose مشاهدة المشاركة
    نعم كان وصف حياة أجدادنا لنا مثل وصف قلمك يا صدى صوت
    ما شاء الله قصة طيبه ومرتبة.بارك الله فيك.
    كل التقدير لك اختي روز على مرورك الرائع .. سعدت بك
    سلام للقلوب الصادقة

  10. #10
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية ورد القرنفل 1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    عمان الغلا
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    31,218
    Mentioned
    185 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    5
    الله الله عليك استااذي
    سرد راائع جدا كأأننا معكم في القصه عشنا بكل اجوائها وتفاصيلها
    ولكن هكذا الحياة لا شيء يظل كما كان كل شيء تغير ...بالرغم من بساطة الحياة قديما
    ولكن اكثر الفه وسعاده من الان...
    رحم الله الاموات وادخلهم الله جنته وحفظ الله اسرتك ودمت في سعااده
    مميز استااذي،،


    ( سيجعل الله بعد عُسرٍ يُسرا )







    تتلاشى المستحيلات عند قوله تعالى
    «إن الله على كل شيء قدير »








صفحة 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م