قطرة ندى

كان الجو باردا وملبدا بالغيوم وزقزقة عصافير الشتاء لها وقعها الجميل وهي تتهامس فرحا .. ينقشع ذلك الضباب تارة وتارة يعود بنسمات هواءه البارد العليل .. دنوت من كرسي خشبي كان يتوسط ذلك البساط الأخضر ومسحت قطرات الندى من عليه بأطراف أصابعي الجافة .. لنعزف مقطوعة بهواجس قلبي المفتون بجمالك .. على أوتار يدك الناعمة ومستندا بإطلالتك البهية التي أعميت قلبي عن باقي الوجود.. خطواتك الهادئة وهي تقترب كانت تأسر كل ما بي من مشاعر .. إطلالتك بثوبك الأحمر الجميل تكاد تقشع ذلك الضباب الكثيف .. وقفت لك احتراما ودعوتك بالتفضل والجلوس بجانبي .. مددت لك بكوب من الشاي الساخن ليدفئك قليلا .. كم أحسست بالدفء لحظة ملامستي ليدك الناعمة .. لم أكن أرى سواك ونحن بذلك الجزء من العالم .. كنا أنا وأنتي ورائحة العشب الأخضر الذي كان يتراقص على حركة الرياح .. كنت أشاهدك وأنتي تبتسمين فرحا .. أطلت النظر لعيناك وإبتسامتك البريئة .. أمسكت يدك وقربتها لصدري .. قبلتها .. مرارا وتكرارا .. أنتي لي .. وتلك لحظتنا التي لم ولن يخرجها كيان من ذاكرتي .. لساني يصبح أخرسا ولا أجد الكلمات لوصف تلك اللحظة الجميلة التي كانت تجمعنا.