في رسالة صوتية منسوبة له هدد الكاتب والشاعر العماني معاوية الرواحي بالإقدام على الانتحار في سجون دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب عدم حصوله على معاملة عادلة في نيابة أمن دولة الإمارات على حد قوله في الرسالة الصوتية التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي …
وذكر معاوية الرواحي في رسالته الصوتيه بأن المحكمة طالبت مرتين بتقريره الطبي، ولم يتم ذلك، مما دفع القاضي الى أن يأمر بتحويله بأمر من المحكمة الى لجنة طبية مكونة من ثلاثة أطباء من مستشفى خليفة.
وتطرق معاويه في الرسالة الصوتية إلى بقية التفاصيل قائلا : هذا المستشفى قد تم تنويمي فيه لمدة أسبوع كامل بعد أن تم قطع أدويتي بشكل متعمد لمدة شهرين وذهبت إليه وأنا في حالة إنتكاسة شديدة بعد أن قمت بإيذاء نفسي، وقد تم تأكيد التشخيص الذي ورد في تقريري الأول منذ عام 2004 والتقارير اللاحقة.
لدى المحامي تقرير عن أصابتي بحالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهي حالة ترفع المسؤولية الجنائية عن الأقوال تحديدا، حيث أنني لم أعتقل في جريمة قتل أو تهمة من هذا القبيل، ورغم ذلك لم يتم علاجي حتى انتكست حالتي، والآن حولت الى هذا المستشفى بأمر من المحكمة والذي أكد هذا التقرير، وأرسل هذا التقرير للسفارة، وهذا التسجيل الذي أنا أخولكم بنشره في أي مكان أقلق فيه من أن يتم التلاعب بالتقرير الطبي، لأنني قد عاصرت حالات لا أستطيع الآن ذكرها لناس أساؤوا لرئيس دولة الامارات خليفة بن زايد آل نهيان وخرجوا براءة ، وآخر متهم بنفس تهمتي ولديه النسخة الأخف من المرض (الاضطراب ثنائي القطب) ومع ذلك خرج براءة، وهو لديه الحالة الثانية من المرض، وأنا لدي الحالة الأولى الأشد. أن لم أجد معاملة عادة سأضرب عن الطعام، وسأقوم بالانتحار داخل السجون الاماراتية.. وقد فاض الكيل ولم أعد أستطيع الاحتمال.. الآن يقترب الأمر من عام كامل ، أربعة أشهر في الانفرادي، تم خلالها قطع أدويتي، وتم التلاعب بوجباتي الغذائية، والآن ماذا يحدث؟!، تأجيل من قبل نيابة أمن الدولة، ويقولون أنهم قاموا بعلاج أسناني، لدي ضرس عقل ينمو بشكل أعوج ويسبب آلاما حادة، وقالوا للقاضي كذبا انهم قاموا بعلاجي، ولم يتم ذلك.. كل ما فعلوه هو فحص العينين.
وبعد تداول الرسالة الصوتية شهد الوسط الثقافي والإعلامي تحركا واسعا لإنهاء القضية ومطالبة الحكومة العمانية بضرورة التحرك السريع قبل أن يقدم على تنفيذ تهديده مبدين التعاطف معه لدواعي إنسانية وصحية ايضا كون المذكور بحسب التقارير الطبية الصادرة يعاني من مرض .اضطراب المزاج ثنائي القطب يتسبب له في حالة من الاكتئاب أحيانا واحيانا أخرى العكس حد الهوس الاكتئابي .
وقال الطبيب حسين العبري حول أعراض هذا المرض أنه يخرج صاحبه من شعوره فيتصرف تصرفات خارج أرادته ويدفعه المرض أحيانا إلى أشياء متهورة وهي حالة محتاجة إلى علاج بالأدوية كون المريض يكون في كثير من الأحيان غير مدركا لعواقب تصرفاته ومثل هذه الحالات يتم مراعاتها في اروقة المحاكم من قبل القضاة .
وقالت الشاعرة عائشة السيفية في مقال نشرته على مدونتها : ظللنا نؤمّل أنفسنا بحلّ الأزمَة على الطريقَة العمانيّة في “سياسَة النّفـَس البطيء” ولكن أنفاسنا انقطعت والشّهور تمرّ حتّى بيانِ والدتهِ الصارخ في مروءتنا من أنّ سلطات الاعتقال لا تعطي ابنهَا أدويته .. وجاءَ تسجيله الأخير ليحمل لنا حجم الخذلان الذي نال الشاب .. ويحملَ علاماتِ استفهامٍ كثيرة للذينَ برروا اعتقاله بذريعة الاتفاقيّة الأمنيّة بين البلدين.. معاويَة ابنكم .. وابن هذا الوطن .. إنّه روحٌ محبّة وحرّة وإن أخطأت.. لديهِ أمٌ وعائلة موجوعَة وأبٌ خدمَ هذا الوطن وأخلص له .
في ما تساءلت الاعلامية رفيعة الطالعي قائله : لماذا هذا الصمت من الحكومة العمانية واللجنة الوطنية لحقوق الانسان؟؟ هذا الوضع غير إنساني وغير مفهوم. ويحرج كل شخص بيده فعل شيء ولم يفعل خاصة نحن العمانيين
وقالت الأديبة الشاعرة فاطمة الشيدية : منذ أن انتشرت هذه الرسالة ومواقع التواصل الاجتماعي لم تهدأ، والشعب العماني قلق على أحد أبنائه الذي يعاني من اكتئاب من الدرجة الأولى، قد يجعله فعلا يقدم على هذا الأمر ، وأمام الصمت العُماني الحكومي ، والتحدي الإماراتي لكل القوانين والتعدي على حرية مواطن وكاتب وإنسان. فإن علينا جميعا مسؤولية حمل قضيته للعالم، وتحويلها لقضية رأي عام عالمي، بما يستطيع ويقدر عليه. فإن كان معاوية أخطأ فقد أخذ عقابا يكفي لمن هو في غير حالته الصحية، فكيف به؟!
في ما حذر الكاتب والإعلامي محمد اليحيائي قائلا : لو نفذ ? معاوية الرواحي? تهديده بالانتحار فإن الحكومة ستجد نفسها أمام مشكلة خطيرة مع قطاع عريض من الشباب الذي لن يصمت.
وطالب اليحيائي الحكومة العمانية بالتدخل قبل فوات الآوان.
وتساءلت المحامية بسمة مبارك الكيومي بقولها : هل عجزت الدبلوماسية العتيدة عن العودة بمعاوية الرواحي الى بلاده؟
أما المفكر زكريا المحرمي فقد قال : حق الكاتب في العالم أجمع يحترم ويقدر باعتباره صانعا للوعي والفهم وكل اعتداء على الكتاب والمفكرين هو اعتداء على الحضارة والإنسانية..
النقطة الأخرى حرية التعبير جاءت بها الاديان وقوانين حقوق الإنسان وأي تضييق عليها هو تضييق على حق أصيل للإنسانية جمعاء.
العلاقة مع الشقيقة الإمارات هي علاقة أخوة وجوار وأنساب وعليه ينبغي ألا يغيب الاختلاف هذه الأصول والقواعد في التعامل مع الحالات المشابهة لحالة معاوية .
الحكومة العمانية مطالبة بالتحرك سريعا لضمان حقوق الكاتب معاوية الرواحي .
وكانت السلطات الإماراتية قد اعتقلت الكاتب والشاعر معاوية الرواحي في فبراير الماضي خلال عبوره الحدود موجهة إليه تهمة الاساءة لرموز دولة الإمارات العربية المتحدة .
التفاصيل: http://www.azamn.com/?p=306089
#جريدة_الزمن