هنا القاهرة:
من منكم لا يتذكر هذه العبارة الجميلة الشهيرة التى كانت تبث من إذاعة صوت العرب التي كان بثها يصل لجميع الدول العربية...
كنا نرددها ونحن صغار بغرض المزاح لكنها كانت دوما مختلطة
بالزهو والعزة . وكأنه لا يليق أن أذكر القاهرة إلا وانت بكامل اناقتك وقد ملأتك الثقه .إنها قاهرة المعز ومحمد على وعبد الناصر
والسادات..
ارسل كلماتي اليكم وقد ملأت بهذه الثقه المدينة حد الثمالة
وفي كل زيارةاعتقد انه لن يوجد أكثر مما رأيت فتفأجئني بضيق
توقعاتي وتمد لي ذراعها لتؤكد في كل مرة أن كليوباترا كانت هنا
وان القاهرة تمنح مفاتيها بسخاء لمن يملك قلب عاشق وعقل حكيم وجموح درويش.
هنا القاهرة التي لا يهم إطلاقا علاقتك بأهلها فأنت تدرك عبقرية
أبنائها من أعمال نجيب محفوظ والمنفلوطي وتعرف بهاء نسأئها من وجه فاتن حمامة وسعاد حسني
وتعلن بأخلاق رجالها من شهامة ابن البلد أنها القاهرة الساهرة على طرف منديل (الست ) تلوح آهاتها بغنج على كورنيش النيل العظيم
لكل عابر صادق تأمل رقائق صفحة مياهه الفضية
أنها القاهرة التي تقهر كل ذكرى لا توافق جمالها ولا تتعاطى مع جموح عشقها للحياة انها القاهرة التي لايمكن أن تعبر تحد شوارعها
إلا وقد تحدث كل ركن فيه بفرادة خاصة لا تشبه غيره وهمس لك بكل ثقه .هنا القاهرة..
عندما سألني مصري عشريني لماذا تحبون مصر؟
أخبرته أنها قصة عشق عظيمة لعله لن يفهمها فحسب مصر أقدم من عمره وعمرنا. .إنها قصة حكيت بصوت إذاعة صوت العرب
وافلام الأبيض والأسود وطعم اطباق كانت لعقود طويلة تستدعي
أن نصنع حولها حفلة في حالة وجودها في بيوتنا أنها قصة سكنت
ذاكرتنا وجيناتنا أنها القاهرة التي تعجز الكلمات دوما عن وصف
ذلك الأثر الغريب الذي يأتيك وانت تستنشق هواء صباحاتها ونسيم لياليها أنها القاهرة الي تذيبك فرحا حتى بضجيج أصوات السيارات وصيحات باعتها المتجولين
أنها القاهرة قبلة القلب ومحطة الذاكرة وطريق الخلاص الحقيقي .
أيها العربي ..هنا القاهرة. صوت العرب