عفوا سيدتي...
عفوا سيدتي ..
عندما تبكي الرجال مقهورة امام عتبة بابك..
فاعلمي انك غير عادلة في حبك..
واعلمي ان الدموع التي يذرفونها ..
ستسقي ضفائر شعرك ..
لتزهر تيجانا وورودا ..
وحينما تموت الدموع بين رموشك ..
فاعلمي ان المدينة الفاضلة اضحت محض اطلال وخراب..
تنعق على جدرانها الغربان ..وتاوي اليها كلاب القرية الشريدة ..
واعلمي ان الظلام ليس سرمديا ..ستشرق الشمس لامحالة ..
ستتسلل خيوط الصباح .. وستطير العصافير ..
وتختفي خفافيش الليل ..
وحينما تعلمين انك بطلة قصائدي ..
ذلك لا يعني شيئا سوى اني قد لففت حبلا على عنقي ..
من اجل ان اموت تحت ثرى اقدامك ..
واعلم اني اعلم انك لن تبكينني يوما ..
مهلا سيدتي .. لازلت اتنفس عطرك المسائي ..
تبحر اشرعتي برياح ذكرياتك ..
تغوص في اعماق بحارك ..
حيث قيعان تسكنها هياكل قراصنة المحيطات...
عفوا سيدتي .. امهليني قليلا لعل في العمر بقية ..
لافتش عن بقايا ذاكرة مزروعة بقضبان نخيل ..
وغابة من الاحزان .. امهليني قليلا..
لان نساء الدنيا اختفت من ذاكرتي .. ودفاتر اشعاري ..
لم يعد الليل قصيرا ..نديم الدموع السرمدية ..
فضاء الم وغياب لا متناهي ..لا املك مفاتيح تلك القصور ..
يرعبني نباح كلاب حراسة ..ونظرات حراس مرعبة ..
انزق من جلبة غلمان وجواري القصور..
متعبة خارطتك ..كأن خيوط الصباح تسللت جدرانك واسوارك ..
ترسم قصائدا وقلوبا واحلاما صغيرة ..
عفوا سيدتي .. أتعلمين انك تقتليني كل يوم عشرات المرات ..
وحينما ياتي المساء تبعثيني من قبري لاكتب قصيدة اخيرة ووصية اخيرة ..
صفحتها السماء وحروفها نجوم الليل ..
وانت كالقمر في صفحة الظلام ..
وحينما يافل قبل الصباح ..
أموت للمرة الاخيرة بين ذراعيك ...