أقر البرلمان التركي أمس بأغلبية كبيرة مشروع قرار حكومي يجيز للجيش شن عمليات ضد مقاتلي «داعش» في سوريا والعراق، في وقت يزداد المشهد تعقيداً مع تهديد أكراد تركيا بنسف عملية السلام مع الحكومة في حال سقطت كوباني في أيدي تنظيم داعش.ووافق البرلمان التركي على اقتراح يسمح للحكومة بتفويض القيام بتوغلات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق لقتال «داعش». ويسمح الاقتراح أيضا بنشر جنود أجانب في تركيا واستخدام قواعدها العسكرية للغرض نفسه.وبعد رفض صريح أبدت تركيا في الأيام الماضية استعدادها للانضمام الى الائتلاف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لمقاتلة التنظيم المتطرف المتهم بارتكاب مجازر وفظاعات، لكن الحكومة لم تحدد وسائل تدخلها بعد.وأقر القانون بأغلبية 298 نائباً، وعارضه 98 نائباً.ودعا رئيس الوزراء احمد داود أوغلو إلى اجتماع للمسؤولين المدنيين والعسكريين بعد التصويت مباشرة لتحديد آليات التدخل التركي ضمن الائتلاف الدولي.موقف أوجلان في الأثناء، حذر الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان من أن عملية السلام بين جماعته والدولة التركية ستنتهي إذا سمح لمتشددي داعش بارتكاب مجزرة في بلدة تقطنها أغلبية كردية على الحدود السورية.وقال زعيم حزب العمال الكردستاني، أوجلان، في بيان اصدره وفد حزبي مؤيد للأكراد زاره في السجن: «إذا حققت محاولة ارتكاب مذبحة هدفها فإنها ستنهي العملية».كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد بدأ عملية سلام مع أوجلان عام 2012 بهدف إنهاء تمرد المسلحين المستمر منذ 30 عاماً من أجل المزيد من الحقوق الكردية. وأدى الصراع إلى مقتل 40 ألف شخص معظمهم من الأكراد.وقال أوجلان في البيان الذي صدر أمس: «أحث كل شخص في تركيا لا يريد انهيار العملية والرحلة إلى الديمقراطية على تحمل المسؤولية في كوباني».قضية الضريحمن جهة أخرى، نشر رئيس أركان الجيش التركي رسالة دعم غير معتادة للجنود المكلفة مراقبة الجيب التركي الصغير في سوريا ما يعزز التكهنات حول تهديد جهادي فعلي لهذا الموقع.وقال الجنرال نجدت اوزيل لحوالي 30 عسكرياً منتشراً في محيط ضريح سليمان شاه في هذه الرسالة التي نشرت عشية عيد الأضحى: «انتم تنجزون بنجاح المهمة الموكلة إليكم في هذه الأوقات الصعبة».واضاف اوزيل: «تذكروا أنكم لستم لوحدكم. تذكروا أن مواطنيكم الـ 76 مليوناً يدعمونكم». وتابع: «ان قلوبنا معكم وكونوا متأكدين بأن قواتنا المسلحة ستكون إلى جانبكم ما ان تطلبوا ذلك».ومنذ بداية الأسبوع اشارت وسائل اعلام تركية الى ان داعش طوق ضريح سليمان شاه الواقع على بعد نحو عشرين كيلومترا داخل الأراضي السورية، وان الجنود الـ36 المكلفين بحراسته مهددون بالوقوع في الأسر.
رد مع اقتباس
