مسقط - الشروق
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها إن العديد من عاملات المنازل المهاجرات يواجهن ظروف عمل سيئة في سلطنة عمان، ويكتمن معاناتهن خلف أبواب مغلقة. على السلطات العمانية اتخاذ خطوات فورية لإصلاح نظام الهجرة التقييدي الذي يجعل العمال الوافدين تحت رحمة أرباب العمل، وتمكين عاملات المنازل من نفس إجراءات الحماية القانونية التي يتمتع بها العمال الآخرون، والتحقيق في جميع حالات الاتجار بالبشر والعمل القسري والاسترقاق المحتملة.
بدورها ردّت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان على التقرير قائلةً بأن فريق منظمة "هيومن رايتس ووتش" حاول تقديم مؤشرات عن أوضاع عاملات المنازل في السلطنة إلا أنه افتقر إلى المنهجية السليمة. إذ أن إستقاء معلومات من عاملات منازل هاربات هن أنفسن أخللن بعقود العمل التي بموجبها جئن إلى السلطنة، أمر يثير تساؤلات من الناحية المهنية والمنهجية والقانونية. ذلك لأن القوانين في السلطنة أتاحت للعاملين فيها حق التقاضي والتقدم بشكوى ضد أي إنتهاك لحقوقهم من قبل أصحاب العمل. وكان يتعين على المنظمة أن تكون أكثر موضوعية من ناحية تضمين التقرير آراء الجهات الأخرى ذات العلاقة أثناء إجراء هذا الإستطلاع.
ومن وجهة نظر بحثية، فإن عينة التقرير ليست ممثلة للواقع وغير كافية لتصل إلى اعتبارها ظاهرة. فنسبة الحالات التي بني عليها التقرير والتي عددها 59 حالة لا تشكل سوى 0.0005% من إجمالي العمالة المنزلية الموجودة في تلك الفترة والمقدرة 130.000 عاملة.
وتؤمن اللجنة العمانية لحقوق الإنسان بأن حقوق جميع الأفراد سواء كانوا عمانيين أو غير عمانيين، فردية أو جماعية مهمة ويجب حمايتها، وأن حماية حقوق الإنسان في جميع القضايا والحالات الإنسانية لا يجب تجزئتها. إلا أن النتائج المتحيزة التي قدمها التقرير والناجمة عن خلل في المنهج المستخدم لا يمكُن اللجنة من القيام بدورها في متابعة أية انتهاكات تتعرض لها عاملات المنازل. وستعمل اللجنة جاهدة على متابعة أية حالات إنتهاك لعاملات المنازل وللعمال بصفة عامة مع العلم أن اللجنة لم تتلق إلا بلاغا واحدا في عام 2015 ولم يسجل لدى اللجنة أية بلاغ حتى هذه الفترة من عام 2011.
وأكدت اللجنة أن اختيار هيومن رايتس ووتش عنوان "باعوني" لتقريرها أقرب إلى صحافة الإثارة من التقارير الرصينة التي تعدها منظمات تعنى بحماية حقوق الإنسان. كما أن الحالة التي أخذ منها عنوان التقرير لم تنشأ أحداثها في السلطنة وإنما في بلد مجاور. وتؤكد اللجنة أن الإسترقاق أمر منبوذ ومرفوض في التشريعات المحلية ولدى الحكومة والشعب العماني. وبحسب ما هو معلوم فإن المبلغ الذي يقوم صاحب العمل بدفعه عند استقدام العمالة الوافدة خاصة عاملات المنازل، يشمل تكاليف مكاتب الإستقدام في كلا البلدين ويتضمن تكاليف تذاكر السفر والمعاملات الإدارية والتأمين. وتبدأ العلاقة بين أصحاب العمل والعامل بعد التوقيع على العقد الذي تشترط بعض السفارات أن تكون شريكا في التوقيع عليه. كما تعمل وزارة القوى العاملة على ضمان تطبيق جميع مكاتب استقدام العمالة الوافدة للقوانين والإرشادات الصحيحة، ومع ذلك قد يتلقى العمال الوافدون معلومات مغلوطة من خارج البلاد.
وقد لاحظت اللجنة في السنوات الأخيرة إمكانية تواصل العمال الوافدين مع أصحاب العمل المحتملين قبل إتمام إجراءات التعاقد في مكاتب استقدام العمالة الوافدة مما يسهم في إعطاء العمال صورة صحيحة وواضحة عن طبيعة العمل قبل وصولهم الى السلطنة. وسعت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان إلى طباعة عدد من المطويات تتعلق بحقوق الإنسان وآلية تقديم البلاغات بعدد من اللغات التي يتواجد أعداد كبيرة من متحدثيها في السلطنة. وتعكف اللجنة حاليا بالتنسيق مع عدد المؤسسات في الدولة على تبني مشروع توعية يسهل فيه الوصول إلى العاملين الوافدين قبل إنهاء إجراءات الإقامة في السلطنة.
وأوضحت اللجنة أنه قد يواجه عمال المنازل بعض الإنتهاكات الناجمة عن أصحاب الأعمال، إلا أن الموضوع ينبغي النظر إليه أيضا من زاوية أخرى حيث تقوم بعض العاملات بانتهاك حقوق أصحاب العمل والإخلال بالعقود المبرمة وهو الأمر الذي أغفله التقرير بشكل واضح. وليس من السهل على العارفين والمعايشين للعمانيين التصديق بالتضخيم الذي ذهب إليه التقرير عن أوضاع عاملات المنازل في السلطنة. وبحسب تقرير "إكسبات إنسايدر 2015"، فقد جاءت السلطنة في المرتبة الـ 13 عالميا كأكثر الدول ترحيبا بالوافدين وسهولة العيش والتعايش مع أبنائه