نحو عالم قصصي يليق بسبلة القصص والروايات .. هام جدا
بداية .. كل عام وأنتم أخوتي وأخواتي بألف صحة وعافية وسعادة وخير .. سأطرح هذا الموضوع الهام متمنيا أن يلقى من لدنكم صدى وافقا نقاشيا واسعا يليق بهذا الصرح الأدبي الذي تعيش أقلامنا تحت قبته العامرة .. سأعرض موضوعي مباشرة في شكل نقاط ..
1. لو دققت في سبلة القصص والروايات ستجد 96% منها ( منقولات ) دون ذكر مصدر النقل او من صاحب النص الأصلي من باب حفظ حقه الأدبي في النص المنقول .
2. كثير من ( القصص والروايات ) بهذا القسم يكتبها ناشروها باللهجة العامية الدارجة ولا أقول اللغة الفصحى بكل قواعدها وأساليبها وضوابطها التي تحكمها مع العلم أنك حين تنشر نصا في موقع إلكتروني معروف وله جمهوره وقراؤه حين تنشر نصك في هذا الموقع فأنت هنا تخاطب جمهورا متعدد الثقافات والأفكار والذوق والفهم أيضا ومن الخطأ أن نعتقد أن نصا نشر مكتوبا بلهجة عامية ممكن أن يقرأه شخص مثقف عالي الثقافة ومن بيئة أخرى بعيدة جدا عن بيئة النص نفسه . وألطف تقدير للمكن أن يحدث أنه سيقرأه ربما من باب المجاملة ولكنه لن يفهم منه شيئا وسيقف أمامه غريبا كما الأطرش في الزفة بل لا اعتقد أنه سيواصله حتى النهاية بنفس الحماس والشهية والتشوق والنفس الطويل الذي يقرأ به مثلا ثلاثية الروائية الكبيرة أحلام مستغانمي أو روايات ايزابيل الليندي او نجيب محفوظ او شيركو تاماو وغيرهم .. فبيئة النص من ناحية العرض لا تتناسب مطلقا مع ذوقه وخلفياته الثقافية ولذلك يصبح هذا النوع العامي من النصوص القصصية رهين المحبسين : الناس التي تفهم فقط لهجته المعروضة من جهة وصاحبه او ناشره سواء أكان بقلمه عن أصل او لغيره عن نقل من جهة ثانية ..
3. النصوص التي تنشر بالفصحى في هذا القسم قليلة جدا ومن ينشرون نصوصا قصصية بأقلامهم ناشرون أقل من عدد أصابع اليد وبعضهم يفتقر نصه إلى المعايير الحقيقية والمعروفة في عالم القصة والرواية سواء من ناحية اللغة السردية نفسها أو الأحداث او الحوار وكذلك النهاية أو الاسلوب .. مع أن هناك أقلام تكتب بالفصحى مغامراتها في مجال القصة وباسلوب جميل فقط يحتاج لبعض التطوير والاهتمام من جانب المؤلف نفسه لكي يصل فعلا إلى مستوى الكتابة القصصية الحقيقية الناضجة والمرضي عنها فنيا وصياغيا وممكن ان تستسيغها الذائقة القرائية بتذوق كبير .
4. لاحظت كذلك ان البعض ينشر نصوصا تحت مسمى ( الرواية ) ويظل يحرق وقته وأعصابه فيها فصلا تلو فصل وبلهجة عامية طبعا .. ومع تحفظي الشديد هنا لكثير مما ينشر من هذه ( الروايات ) لكني أقول أن تجزيء هذه ( الرواية ) في منشور واحد او صفحة واحدة فقط من أول جزء إلى آخر جزء أعتقد هذه الطريقة ستضر هذا العمل بكامله وكان أفضل وأسلم للكاتب أن ينشر أجزاء روايته هذه تباعا في أجزاء منفصلة كل جزء برقم وبين الجزء والذي يليه مسافة زمنية لا تقل عن عشرة أيام بالكثير وبذلك يفسح المجال للقراء لقراءة الجزء من جهة وللتعليق عليه او نقده من جهة ثانية وأيضا هذه الطريقة ستجعل من الرواية نفسها واضحة وغير متوهة في تسلسلها الرقمي أمام القارىء من جهة ثالثة .. هذا الأسلوب معظم الكتاب في العالم يعتمدونه عند نشر رواية او قصة مكونة من عدة أجزاء .
5. أقترح فصل الروايات المكتوبة بالعامية عن الروايات المكتوبة باللغة العربية الفصحى وجعل الفصحى في قسم خاص بها ووضع الاولى/العامية في قسم أدبي آخر مستقل خاص بها تحت مسمى ( الروايات الشعبية ) أو أي مسمى قريب من طبيعتها وبيئتها ولا بأس من إضافة المنقولات معها وبذلك نتفادى الخلط في منشوراتنا بين العامي والفصيح والحابل بالنابل بين الاثنين ونقدر أن نساعد القراء من البيئات العربية الأخرى على سلك طريق قراءتهم بشكل واضح ومحدد وبدون أي تشويش ممكن أن يتأتى بسبب تكديس وتركيم بضاعة الرواية كلها في مكان واحد .
والموضوع طرحته هنا للنقاش بهدف الارتقاء بالرواية وبقسم القصص والروايات أيضا . والله الموفق .
بقلمي/ سعيد مصبح الغافري
_________________________