سبحان الله طبيعة النفس البشــرية تعشق المدح .. تطــرب للثنـاء .. تميل لمن
يشيــد .. وتتنحــى عمّـن يُقلل وينتقــد ..!!
ولابــد لهذه النفس من نقد تنويري هادف .. فبدونه تخبو جذوة الإنجــاز ..
ويقلّ مقدار الحمــاس للعمل والتطوير ..
ولكل إنســان مهمــا علا شــأنــه.. وارتفع مكــانة .. حــاجــه للتقــدير ..
وضرورة للتقييم والإشــادة ..وكذلك لا غنــى له عن النّقــد الهادف الذي
يخطــو بِه للمعالى .. ويمضي به قُــدمــاً للنجــاح ..
فمــا هــو النقــد ... الهادف .. وكيف نصـل له وإليــه ..؟؟؟
هناك من يظن أن النّقــد بمفهومة المطلق ..هــو التهجــم على الآخرين ..
وإبــراز سلبياتهم ..وطمس محاسنهم .. !!
وليس النقد الهادف كما يظنــه البعـض.. المدح والثناء .. والإطـــــراء
المبالغ فيه .. والذي يسمح بالتغاضي عن الأخطــاء .. وتهميش النقائص ..
وتجــاوز السلبيــات ...!!
بل النقد الهادف ..هو الفكــرة الصادقة .. العبارة الصائبة التي تطور العمــل
.. تحسنّ الأداء ..وتــأخــذ بالأيــادي إلي قمــم التطــور والنجــاح ..هو
ما نتمناه .. ونحرص عليه .. وربما قضى الإنسان جُــلّ عمره باحثاً عنه ..
فاقداً له .. مُلتمســاً لِمن يقدم له نقد هادف صــادق .. يدفع بمركبة
جهـــوده وأعماله للأمــام..!!
وحتى يكون نقدنا هادفاً .. ويؤتي ثمــاره ..
علينا أن نضع أمامنا نقاط مهمة .. ومن ثمّ الأخذ بمقتضاها ... :
أولاً : حتى يكون النقد هادف .. لا بد أن يسبقه كلمات شكــر .. وعبارات ثناء
.. وحروف إطــراء وإشــادة .. ومن أراد من شخص أن يتقبل منه فعليه ذكر ما يحب
.. قبل ذكــر ما يكره ..وليس هذا من التطبيل والمجاملة .. بل لتطييب النفوس
.. وإعانتها على تقبُــل النقد واستساغتــه ..!!
ولنا في رسول الله أسوة وقدوة .. فقبل أن يوصي وينصح عبدالله بن عمــر فال :
(( نِعــم الرجُــل عبدالله لوكــان يُصلــي من الليل ))..
ثانياً : أن يكون نقدنا بعيداً عن التعصب والهوى .. والمساومة والمسآواة
بالغير والمقارنة .. وإصــدار الأحكام الغير منصفة ســواء على الأشخاص أو
الهيئات أو الأمكان .. !!!
ثالثاً : ليكون نقدنا هادفاً وأكثر جدوى وفاعلية .. لابــدأن يُبني على أصول
شرعية .. وعقلية .. ولغويه .. كي نكون على وعي وبصيرة ..!!
فكثير من النقد الذي يُعارض .. ويُتسخّط منه .. ويتحــول إلي جدل وشقاق
..سببه الجهل والهوى .. والتعصب ..!!
رابعاً : إذا ما أدركنا أن هـذا النقد .. قد يُحــدث فتنة .. أو يترتب عليه
خطأ أكبر منه ..ومنكــر أعظم منه .. وينبري عنه شجارات .. ومهاترات ممتدة ..
فالأولى تركه .. والأفضل الصمت .. والأجمل منه الدعاء الصادق ..!!
عملاً بمفهوم القياس .. : (( درء المفاســد مُقــدم على جــلب المصالــح ))..
خامساً : ومن جعل من نفسه ناقداً ,, وحملته نفسه المُحبه للخيــر .. الراغبة
في الإصــلاح على نقد الأخــرين ..فعليه أن يتوجه بنقده لصاحب العمل ..ويرسل
نقده مباشرة لربان المصالح .. وذوو الإختصــاص..!!
قال الشاعر :
تخولني بنصحك في انفرادي...
وجنبني النصيحه في الجماعه .
فأن النصح بين الناس نوع ...
من التوبيخ لا ارضى استماعه .
حتى يضع له / لهم ..رموز التطوير .. ويُحدد نقاط الخلل .. ويُنبه لمواطن
الضعف وفجــوات التقصير..!!
حتى يدفعه / ويدفعهم ذلك النقد الصادق الهادف لتدارك الخلل .. لتطوير الأدآء
.. للرقــي بالعمــل لأعلى المستويات .. وأروع النجــاحــات ..
دون أن يُشهــر .. ويُسيــيء..ويجعل من هذا النقد وسيلــة لنسف الجهــود ..
أو إســقــاط الأشخــاص .. وإبـراز الذات ..أو تأليب الغيــر .. !!
فهــذا تخــريب لا تطــوير .. دمــار لا عمــار ..إفساد لا إصــلاح ..!!
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احساس روح
