
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمر ابيض اخضر
بالونات دي ميستورا حول تعيين ثلاثة نواب للاسد هل بدأت تعطي اؤكلها؟ وهل قبول وفد الرياض بنصف مقاعد الحكومة الموسعة محاولة التفاف على شرط رحيل الاسد؟ واي معارضة ستملأ هذه الحقائب؟
mistoraaaaaa7777
تسريب مفترحات بين الحين والآخر من الامور المتبعة في المفاوضات بين الاطراف المتحاربة، بهدف رصد ردود الافعال حولها اولا، وامتصاصا حدة الصدمة بشأنها ثانيا، واستخدامها ارضية للحوار في فترة لاحقة ثالثا، ومن تابع المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة، وغير المباشر، سواء قبل اتفاقات اوسلو، او اثنائها، يدرك جيدا ما نقول.
الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف التي بدأت قبل بضعة ايام في ظل تصعيد عسكري ميداني، واجواء تشاؤمية بسبب الفجوة الواسعة بين مواقف وفد السلطة من ناحية، ووفود المعارضة من ناحية اخرى، شهدت تسريبين مهمين:
الاول: طرح اقتراح بتولي المعارضة تسمية ثلاثة نواب للرئيس السوري، تنتقل اليهم الصلاحيات السياسية والعسكرية، على ان يكون دور الرئيس السوري بروتوكوليا طوال فترة المرحلة الانتقالية.
الثاني: تولي المعارضة السورية نصف الحقائب الوزارية في حكومة انتقالية تمهد لاعداد دستور جديد، وتشرف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد 18 شهرا.
المعارضة السورية نفت ان يكون ستيفان دي ميستورا هو الذي طرح فكرة نواب الرئيس الثلاثة، واكدت انها مستعدة لقبول الاقتراح الثاني، اي المشاركة في حكومة تضم وزراء من النظام، واشترطت ان يكون هؤلاء من غير الملطخة ايديهم بدماء الشعب السوري.
اللافت ان المبعوث الدولي دي ميستورا يريد من خلال هذين المقترحين الالتفاق على موقف المعارضة الرافض لوجود اي دور للرئيس الاسد في المرحلة الانتقالية، وكذلك بلورة ملامح حكومة موسعة، ربما تشكل الخطوة الاولى على طريق بلورة هيئة حكم انتقالي.
من الطبيعي ان يرفض الطرفان بعض هذه المقترحات في بداية المفاوضات، وان يحاول كل طرف اعلاء سقف مطالبه، والتشدد فيها، فنحن ما زلنا في بداية مفاوضات تحدد اطارها الزمني في ستة اشهر، بدأت رسميا منذ بدء مفاوضات الجولة الثانية قبل ثلاثة اسابيع، ويحاول كل طرف الآن كسب الوقت، وتجنب تحمل مسؤولية انهيار المفاوضات.
لا نعتقد ان الرئيس السوري سيقبل تعيين المعارضة ثلاثة نواب له، وحتى ان جاء هذا التعيين مشروطا بموافقته، وحتى لو َقبل، فإنه لن يتنازل لهم عن اي من صلاحياته، والامنية والعسكرية منها خاصة، ويتحول الى رئيس بروتوكولي، خاصة ان موقفه، وبعد خمس سنوات من الازمة، يزداد قوة وصلابة.
ما يمكن رصده من كل هذه التسريبات، ان وفد المعارضة المفاوض هو الذي بدأ يقدم التنازلات، فبعد ان كان يرفض مجرد التفاوض مع النظام او ممثليه، ويصر على اسقاطه، ها هو يتفاوض، ويقبل بمشاركة وزرائه في حكومة انتقالية موسعة، ويقترب من فكرة بقاء الرئيس السوري من حيث المبدأ، والتفاوض على حجم صلاحياته.
التنازلات التي تقدمها المعارضة يجري تسجيلها وتوثيقها، وكذلك تلك التي يقدمها النظام، مع ملاحظة ان النظام لم يقدم حتى الآن اي تنازل، ولو شكلي، بما في ذلك القبول بحكومة موسعة يتنازل فيها عن نصف مقاعدها.
لا نستبعد حدوث مقايضة عنوانها مشاركة “المعارضات” في حكومة موسعة يتم الاتفاق على حقائبها المخصصة لها، مقابل عدم المساس بـ”مقام” الرئيس وصلاحياته الامنية والعسكرية، في حال استمرت المفاوضات، ولم تتعرض للانهيار.
مهمة دي ميستورا في الوقت الحالي محصورة في اطلاق بالونات الاختبار وتسويقها، و”ترويض” المعارضة، ووفدها القادم من الرياض على وجه الخصوص، وبما يؤدي الى تخفيض سقف مطالبه في المرحلة الانتقالية على الاقل، بينما يستمر التصعيد في ميادين القتال في الوقت نفسه، والتلويح بالحل العسكري كورقة ضغط على المتفاوضين.
هل سينجح المبعوث الدولي في تحقيق اهدافه هذه، وبما يؤدي الى اطالة امد وظيفته، وتجنب مصير من سبقوه مثل كوفي انان والاخضر الابراهيمي، وينجح حيث فشلا؟
لسنا من القوم المتفائلين.. ولكننا لا نصادر في الوقت نفسه حق الرجل في الاجتهاد.
“راي اليوم”