https://www.gulfupp.com/do.php?img=92744

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: الجمال........

  1. #1
    متذوقة قصص وروايات بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية جلنااااار
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مملكة جلنااااار
    المشاركات
    2,075
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    الجمال........

    عندما أفاقت الأم الجديدة من نومها إثر ولادة مؤلمة، ضَغَطَتْ زِر الجرس بجانب السرير، فجاءت الممرضة على عجَل تلبيةً لندائها.. طلبتْ الأم منها رؤية مولودها الجديد، فذهبت الممرضة لحاضنة المواليد، وأحضرته..
    كانت الممرضة مرتبكة وهي تضع الرضيع بين يدي الأم المسرورة، وخرجت بسرعة بعدما أودعته بين يديها..
    وعندما همَّت الأم بإزاحة الأغطية التي تُدثِّر صغيرها، أخافها ما رأتْ.. طفلاً بلا أذنين!


    قضتْ إرادة الله أن تُرزَق الأم طفلاً ناقص التكوين.. ومع جزَع الأم وحزنها الكبير على ابنها، إلا أن خوْفها من أن يعيش بلا سمع كان أكبر. لكن الأيام أثبتت أن قدرة الطفل على السمع لم تتأثر كثيراً بانعدام وجود أذنين خارجيتين كباقي البشر.
    كانت محبة الأم كبيرة لابنها، ولم يتأثر هذا الحب أبداً بشكله غير المألوف. لكنها كانت تعلم في داخلها، بأن حياته ستصبح سلسلة من الأزمات النفسية الخانقة بسبب شكله الذي يبدو غريباً لبقية الناس.

    وبالفعل، بدأت الأزمات تتوالى مع تقدُّم عُمره، تارة في الشارع مع أقرانه، وتارة مع تلاميذ مدرسته.. كان حُضن أمه ملاذاً آمناً له في كل مرة يسمع فيها ما يجرح شعوره ويثير استياءه.
    في إحدى المرات، كان بكاؤه شديداً عندما دخل البيت فارَّاً إلى حضن أمه. كانت كلماته المتقطعة والمبحوحة كافية لإظهار تأثره الشديد،
    عندما نعتَهُ أحد أصدقائه بالوحْش.. يكاد قلب أمه يتقطع، مع كل مرة يتقطع فيها صوته من نوبات البكاء الشديدة التي تتسبب بها قسوة أقرانه.

    ومع كل مآسي الطفل، إلا أن أداءه في المدرسة كان متميّزاً، فقد رُزِق موهبة كبيرة في اللغة وآدابها، فكان يقرأ ويكتب بامتياز.. وربما دفعه نقصه الخِلْقي للتميُّز، ولم يكن الله ليأخذ شيئاً من إنسان إلا وعوّضه عنه خيراً منه. واستمر في أدائه الدراسي المتميّز حتى استطاع التخرّج بتفوق، ودخول إحدى الكلِّيات المرموقة ليدرس فيها السياسة والعلاقات الدولية.

    وفي أحد الأيام، زار والدُهُ أحد الجراحين المشهورين، وشرح له حالة ابنه، وطلب مساعدته.. أفاد الجراح بأن وضع ابنه قابل للتعديل، حيث بالإمكان نقل الأذنين وزرعهما، لكن ذلك يتوقف في النهاية على وجود متبرع، غالباً من المتوفين دماغياً.. ترك الأب عنوانه لدى الطبيب، وغادر آملاً في اتصال يعيد لابنه ما فقده.

    مرت سنتان على زيارة الطبيب، والوالدان في انتظار، دون جدوى.. لكن في صباح أحد الأيام، فاجأ الوالد ابنه بخبر سعيد، فقد تم إيجاد متبرع بالأذنين، وينتظر الطبيب قدومه للمستشفى لبدء إجراءات العملية الجراحية.. كان شعور الابن بالسعادة لا يُضاهى، مع أنه مقبل على عملية جراحية.. لكنها العملية التي ستجعل منه إنساناً طبيعي الشكل، تماماً مثل أي إنسان آخر.. سأل الابن والديه عن المتبرع، إلا أنهما قالا إن الطبيب لم يرغب في إفشاء اسمه، ولا يرى أهميةً لمعرفته.

    تمت العملية بنجاح باهر، كان بعدها منظر الابن طبيعياً تماماً. وكان الشكل الجديد للابن دافعاً قوياً له للتميّز أكثر في دراسته، حيث زادت ثقته كثيراً بنفسه، وتخرج بامتياز، وحصل مباشرةً على وظيفة مرموقة في السلك الدبلوماسي،
    وتزوج بعدها بفترة قصيرة، وعاش حياة هانئة مستقرة.
    إلا أنه، وبعد سنوات من إجراء عمليته، ظل يتساءل عن الشخص الذي قدّم له أذنيه؛ هل كان متوفى دماغياً، ومن هم ذووه؟ سأل أباه ذات مرة عن المتبرع حيث قال إنه يحمل له الكثير من التقدير والعرفان بالجميل، ولا يستطيع أن يكافئه، فقد كان له دور كبير في نجاحاته المتعاقبة في حياته. فابتسم الأب قائلاً له: «صدقني.. حتى لو عرفته، فلن تستطيع أن توفي له حقه».

    في أحد الأيام، زار الابن بيت والديه، بعد سَفر طويل له، أمضاه في دولة أجنبية في إطار عمله.. حمل الابن لوالديه الكثير من الهدايا.. كان من ضمن الهدايا قرطان ذهبيان اشتراهما لأمه.. وكانت دهشة الأم كبيرة عندما شاهدت جمال هذين القرطين. حاولت رفض الهدية بشدة، قائلة له إن زوجته أحق بهما منها، فهي أكثر شباباً وجمالاً.. إلا أن إصرار الابن كان أكبر من إصرار والدته.. أخرج الابن القرط الأول ليلبسه أمه، واقترب إليها، وأزاح شعرها، فأصابه الذهول.. عندما رأى أمه بلا أذنين!*

    عرف الابن أن أمه هي من تبرّع له بأذنيها! فأُصيبَ بصدمة، وأَجْهَشَ بالبكاء. وضعتْ الأمُ يديها على وجنتي ابنها وهي تبتسم، قائلة له: «لا تحزن.. فلم يقلل ذلك من جمالي أبداً، ولم أشعر بأن فقدتهما يوماً، كلما شعرت بأنهما معك أينما ذهبت».
    لجمال الحقيقي هو جمال الجوهر لا جمال المظهر، جمال القلب لا جمال القالب.. كنوز البشَر الحقيقية مثل كنوز الأرض.. تكمن في الباطن. المحبة الحقيقية لا تكمن في تضحياتنا المعروفة، بل في تضحياتنا التي لا يدري عنها أولئك الذي نحبّهم، أملاً في إسعادهم.
    وشكرا
    التعديل الأخير تم بواسطة جلنااااار ; 28-04-2016 الساعة 05:09 PM سبب آخر: تنسيق

    •   Alt 

       

  2. #2
    عضو خاص الصورة الرمزية روح الحلا1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    قلوب أحبتي
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    4,507
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصة رائعة جدا...
    ربي يعطيك العافية جلنار..
    جنتــي جنتك الفــردوس

  3. #3
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    سلمت يمناج اختي
    انتقاء جميل وتواجد اجمل
    دمتي في حفظ الرحمن ورعايته
    قصه تستحق النجوم الخمس

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  4. #4

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,109
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    هلا فيك جلنار ..
    قصه صعب تقييمها الله الله الله على الام وعطاءها اللامحدود
    الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
    طابت صباحاتك ...
    ( نص يستحق التميز ويضاف لمكتبة النصوص المميزه )
    التعديل الأخير تم بواسطة رايق البال ; 28-04-2016 الساعة 10:04 AM
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  5. #5
    متذوقة قصص وروايات بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية جلنااااار
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مملكة جلنااااار
    المشاركات
    2,075
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الحلا1 مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة جدا...
    ربي يعطيك العافية جلنار..


    روح الحلا شكرا لك تسلمين ..
    الله يعطيك العافيه .. دمتي بخير

  6. #6
    متذوقة قصص وروايات بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية جلنااااار
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مملكة جلنااااار
    المشاركات
    2,075
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة الكون مشاهدة المشاركة
    سلمت يمناج اختي
    انتقاء جميل وتواجد اجمل
    دمتي في حفظ الرحمن ورعايته
    قصه تستحق النجوم الخمس

    شكرا لك نواره تواجدك الاجمل .. تسلمين عزيزتي
    الله يعطيك العافيه .. دمتي بخير

  7. #7
    متذوقة قصص وروايات بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية جلنااااار
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مملكة جلنااااار
    المشاركات
    2,075
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايق البال مشاهدة المشاركة
    هلا فيك جلنار ..
    قصه صعب تقييمها الله الله الله على الام وعطاءها اللامحدود
    الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
    طابت صباحاتك ...
    ( نص يستحق التميز ويضاف لمكتبة النصوص المميزه )


    الف شكر لك اخي رايق البال
    كلك ذوق تسلم
    الله يعطيك العافيه

    طابت ايامك بالخيردوما

  8. #8
    عميد متذوقي القصص والروايات بالسبله العمانيه
    الصورة الرمزية نديم الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    ♠ قلب أمـــ ♥ـــي ♠
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,840
    Mentioned
    3 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه رائعه ومؤثره
    ولله في خلقه شؤون هذه ارادته
    لابد ان نرضى بماكتبه الله لنا سواء كان خيراً ام غير ذلك

    كل الشكر والتقدير..

    صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
    الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
    لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
    البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف

  9. #9
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مساء ورد اريج
    هذه هي الام
    الام هي العطاء
    الام عندما تنظر لأبنائها كأنها تنظر ع نفسهاا
    تعتبر الام ابنهاا هي قطعة من روحهاا
    قصة عندما قرأتها ادمعت عيني وتأثرت بها كثيرا رغم اني قرأتها سابقااا عددة مرات.. ومع هذا ما زلت اتأثر بها
    كل توفيق لك جلنار
    اختيار موفق
    ودمتي سالمة دائما

  10. #10
    vip السبلة الصورة الرمزية السفينة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    المدينة الفاضلة
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    32,368
    Mentioned
    755 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    54
    قصة جميلة وفيها الكثير من العبر .. شكرا لك
    ‏لا تحكم على شخص وكأنك تعلم عن حياته ، بعض العيون تبكي دون دموع من ألم الحياة وبعض القلوب مُحطمة دون أن تشكي ، إحترم صمت غيرك.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م