قرطبة.. الرثاء الأول
كانت أطلال مدينة الزهراء حاضرة الخلافة الأموية تثير في نفس زائريها الحزن على ما آلت إليه أحوالها بعد انتقال مدينة الحكم إلى الزاهرة التي أسسها المنصور بن أبي عامر. وكان أول رثاء أهل الأندلس لمدينة قرطبة، حين نهبها البربر إثر الثورة ضد حكم ابن أبي عامر، ورأوا بداية انفراط عقد الخلافة الأموية، نهبها البربر واستباحوا كل معالمها الحضارية، ورثاها حينئذ ابن شهيد الأندلسي وعدد من الشعراء المجهولين وحذّروا من عواقب الاختلاف والفرقة، وكان حنينهم إلى بني أمية وقوتهم.
أبني أمية أين أقمار الدجى منكم وأين نجومها والكوكب
ويقول ابن شهيد أيضًا:
فلمثل قرطبة يقل بكاء من يبكي بعين دمعها متفجر
دار أقال الله عثرة أهلها فتبربروا وتغربوا وتمصروا
في كل ناحية فريق منهم مـتـفطر لـفراقها متحير
![]()