https://www.gulfupp.com/do.php?img=92989

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 11 من 12 الأولىالأولى ... 9101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 110 من 119

الموضوع: من كتاب :"رحلة البحث عن معنى :حكاية طبيبة تصاب بالسرطان وهي حامل"

  1. #101
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الفصل (٣٠)


    في العالم المجنون-الجزء الثاني


    "ماما هل أنت حزينة؟"
    -"ماما هل انت حزينة؟"
    -"لا لماذا؟"
    -"هل ستبكين الآن؟"
    -"لا... لماذا؟!!"
    -"لأن شعرك يسقط ثانية.."
    ابتسمت دامعة.. متعجبة من ذاكرة ابني الذي لم يبلغ الأربعة سنوات في موضوع مرت عليه أشهر عدة... حين بدأت الكيماوي لأول مرة..
    أبلغني الطبيب أني سأفقد شعري بعد أول جرعة ..تألمت وحزنت.. ولكن بقي هناك أمل أن أكون محظوظة.. وأشذ عن القاعدة.. وذهبت لأول جلسة وسارت الأمور على ما يرام.. ومر على الجلسة 16 يوما كان شعري فيها في أحسن أحواله...حتى جاء اليوم السابع عشر.. لازلت أذكر ذلك تماما.. كنت أستحم.. ومررت بيدي على شعري ..فبدأ يتساقط بغزارة.. أصبت بم يشبه نوبة الهلع ورحت اتنفس بسرعة وأجهش بالبكاء...إذ وقع ما كنت أخشاه..
    لم تكن الكمية التي سقطت حينها كبيرة ولكنها كانت إشارة لبداية النهاية لشعري الجميل..
    كان إحساسا أليما بالعجز .. العجز عن إنقاذ شعري الذي طالما أحببته كما هو.. وندمت حينها اني لم أقم بحلاقته قبل أن يسقط كما قرأت في كثير من المنتديات لمريضات السرطان ولسان حالهن يقول "بيدي لا بيد عمرو"
    بعدها وعلى مر أسبوع كانت كميات كبيرة من شعري تساقط هنا وهناك.. في اليوم الأول كان الحزن هو سيد الموقف..
    حينها كان ابني يراني باكية ويسألني.." لمَ انت حزينة؟"..
    لم أحاول أن أخفي عنه ذلك...لأني شعرت أنه في كل ما أمر به...هذا امر يستطيع استيعابه.. ولأني أردته أن يقدر مشاعر الآخرين وأن يعلم أن من حق كل انسان أن يحزن حتى وان كانت ماما القوية..
    "أنا حزينة لأني أفقد شعري.. لكن لو أعطيتني حضنا كبيرا سأكون أفضل.."

    في الأيام التي تليها تلاشى الحزن تماما.. وحل محله شعور عجيب باللامبالاة.. ماذا يعني بعض الشعر.. لا شيء.. سخافة.. وعندما صار رأسي نصف فارغ.. حل الشعور بالغيظ.. الغيظ من هذا الشعر الباقي الذي لا يريد أن يسقط مرة واحدة ليريحني..
    كنت طوال تلك الفترة أرتدي البندانة طوال اليوم ومع كل وضوء أغلق الباب على نفسي حوالي النصف ساعة وأنا أحاول أن "أقطف" ما بقي من شعري لينتهي الاحساس بالخسارة.. العجز.. والحسرة..
    لم أسمح لأحد أن يرى رأسي، لكني كنت أري الشعر المتساقط لزوجي (ليتأهب للمنظر الجديد) وأقول ساخرة: " انظر لمحصول اليوم"..
    ومر الأسبوع.. ولم يبق في رأسي شعر كثير.. وجاء زوجي من العمل يقول لي..."اشتقت لرؤية رأسك.. لماذا لا تنزعين هذه البندانة؟".. رفضت تماما.. لان الشعر بالنسبة لي لم يكن مجرد جمال للمرأة.. كان شعري هو كبريائي وكرامتي.. وشعرت أني بدونه سأبدو ضعيفة مريضة...وهو مالم أكن أتحمله..
    عندها دخل زوجي للحمام وسمعت صوت ماكينة الحلاقة..
    -"ماذا تفعل بالداخل"
    -"مفاجأة"..
    وخرج بعد دقائق برأس حليق..
    -"لم فعلت ذلك.. لقد كنت تحب شعرك!!"
    وخلال ثوان دخلت للحمام وأغلقت الباب ومررت بماكينة الحلاقة على ما بقي من شعري.. ثم استجمعت كبريائي.. وخرجت..
    ..وكانت على غير المتوقع دقائق من الضحك المتبادل..
    -"أوبس.. ما أصغر رأسكِ!"
    - "مع ذلك أنا في منتهى الذكاء.. أرأيت كيف يكون استغلال المساحات!! أما أنت فما أكبر رأسكَ!"
    -"هو مليء بكرة القدم والبلايستيشن واليوتيوب.. نحتاج لمساحات شاسعة!"
    -انظر لهذا النتوء في مؤخرة رأسك.. هذا مكان ال gps.. لهذا أنت ممتاز في الخرائط والوصول للأماكن.."
    وأخذنا نتضاحك وابننا يضحك خولنا وهو يقول..
    -"ماما.. بابا.. ماذا فعلتما!!.."
    وسألناه معا هل تريد أن نحلق رأسك كذلك؟.. فأجاب :"لا شكرا.."
    ومن يومها لم أحتج لإخفاء رأسي أمام أسرتي .. ولم احتج لارتداء الشعر المستعار أو البندانة واستطعت التمسك بكبريائي وقوتي وإن كان رأسي حليقا.."

    #دمتم بألف خير.. إجازة سعيدة وتقبل الله منا ومنكم.
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

    •   Alt 

       

  2. #102
    vip السبلة الصورة الرمزية احساس روح
    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    ♥سلطنة الاحساس♥
    المشاركات
    62,779
    Mentioned
    4 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    2
    الشعر بالنسبة للمرأه شي كبير
    ويتحكم ف نفسيتها كثيرا
    بالنسبه لها هو تاج تتزينبه وهو انوثه تتباهى بها
    وصعب جدا للمرأه ان تفقد شعرها
    يعني احنا لما يتساقط نتضايق كثير فما بالنا بوحده مريضه هكذا
    اعان الله جميع مرضى المسلمين
    واعجبني جدا موقف زوجها ونعم الزوج صراحه ....
    وقف معها
    الف شكر لك
    قصه رائعه جدا.....
    اشتقت لشخص كان لا يناديني الا "يالمضنونه"

  3. #103
    يعطيك الف عافية
    رواية جميلة

  4. #104
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    احساس روح
    زهور المحبه
    شكرآ لكم ع المتابعه
    يعطيكم العافيه
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

  5. #105
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    [CENTER]الفصل (٣١)

    طريقة أكل الفيل


    "هناك طريقة واحدة لأكل الفيل.. قضمه واحدة تلو الأخرى.. لا أحد يستطيع أكل الفيل مرة واحدة.. ولا أحد يستطيع حل مشاكل العالم مرة واحدة.. مهما أحب الناس وأراد التغيير.. لا يأتي التغيير مرة واحدة.. والخطأ يقع عندما نستصغر العمل ونستقله..
    أن أبدأ بمحاربة الفقر في العالم بجاري الجائع.. والشحاذ الذي على رأس الشارع.. هو حقا بداية التغيير..
    لا أدري من أين أتينا بذلك الطموح العجيب الذي يجعلنا نريد "فجأة" أن نصبح عظماء مغيرين مشهورين.. رغم أن سنة الله في الأرض كانت دوما أن كل عمل لابد أن يبدأ صغيرا ثم يكبر.. هكذا بدأ الأنبياء وبعضهم لم بحرز إنجازا ملحوظا في حياته (بمفهومنا الحالي للإنجاز)رغم أنهم كانوا أقرب الناس لله.. وأصدقهم رغبة في التغيير..
    فما أشد حمقنا حين نضيع فرصا ونغلق أبوابا للخير يفتحها لنا الله من فوق سبع سماوات أو ندير ظهرنا لها غير مكترثين إذ لا نراها تليق "بعظمتنا".. وتعريفنا للتغيير الكبير والانجاز العظيم مخيف حقا.. فكم يشوبه حب الشهرة وكم تلوثه "الأنا"..
    وكم من الناس قد أُعطوا منابر وتابعهم الملايين ولم يكن منهم تغيير حقيقي ولا خير حقيقي وكان أثرهم كمثل الزبد الذي يذهب جفاء.. وكم من عبد تقي نقي.. مستعين بربه في رغبته الصادقة في التغيير .. أنزل الله على يديه الخير الكثير وإن لم يتبعه الكثيرون وبقي أثره كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها...
    العبرة ليست بالأرقام ولا "بأتباع تويتر" ولا المصفقين ولا المعجبين.. العبرة بمحتوى وعمق العطاء.. وليس لنا بعدها من الأمر شيء.. بل الأمر بيد الله.. الذي يفتح وينشر ويبلغ... ولا يضيع صدق الصادقين.."

    #طابت ايامكم بكل خير
    [/CENTER]
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

  6. #106
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الفصل (٣٢)

    مقايضة المصائب


    "في دورة للتنويم المغناطيسي للمعالجين النفسيين والأطباء .. تعرفت على لويس وزوجته ايمي.. في البداية تعرفت على لويس في أحد مجموعات العمل الصغيرة.. سألني المدرب عما أريد أن أحققه لنفسي من خلال التنويم المغناطيسي فأخبرته عن بعض أعراض الكيماوي التي اود أن أتخلص منها.. وكان لويس يستمع.. فسحب كرسيه إلى جانبي وسألني عن قصتي.. فأخبرته الحكاية باختصار وانا ابتسم.. فتأثر كثيرا.. وأشعرني بإعجابه الكبير بصبري وقوتي مع كبر المصاب..
    ثم جاء وقت الغداء.. فجلست معه هو وزوجته وبعض الحضور الآخرين.. وعرفت أن أيمي قد فقدت بصرها تدريجيا خلال السنوات الأخيرة بسبب مرض وراثي.. وانها الآن لا ترى أبدا...ولكنها مع ذلك مستمرة في العناية بأولادها والعمل كمعالجة نفسية ومستمرة في تطوير نفسها وحضور الدورات والصراع مع الحياة مغمضة العينين.. تعلمت كيف تقوم بمسح كل الكتب والمواد العلمية ضوئيا على الكمبيوتر الخاص بها ليقوم بالقراءة لها.. تعلمت كيف تستخدم "سيري" في هاتفها الذكي لتعينها في كل أمور حياتها. وهي الان على قائمة الانتظار منذ أكثر من عام للحصول على كلب مرشد يعينها في التنقل .فالتحدي الأكبر دائما هو الذهاب لمكان جديد.. حيث لا تعرف الطرق ..فكان لويس يصاحبها خطوة بخطوة ولا يدعها أبدا..
    وبعد الغداء.. أرادت ايمي الذهاب لدورة المياه.. ولما كانت مخصصة للنساء فقد طلب مني لويس مساعدتها.. وذهبت معها.. كم كانت أتفه الأمور التي نقوم بها بكل بساطة صعبة عليها.. أن تعرف بأي اتجاه يفتح الباب.. مكان المناديل.. طريقة استخدام عبوة الصابون طريقة فتح صنبور المياه.. كل التفاصيل الصغيرة التي نقوم بها بلا مبالاة، كانت بالنسبة لها تحديات كبيرة.. وخرجت معها وبينما نحن على وشك نزول الدرجات المؤدية لقاعة المحاضرات قالت ضاحكة.. "اعطني كتفك.. لا أحتاج إلا كتفا.. لأعرف طريقي"..
    ملأ التأثر قلبي.. وأنا أتخيل حجم المصيبة التي وقعت عليها وعلى زوجها.. ورحت أتعجب من قوتهما ومن صبرهما...ومن روحهما العالية التي جعلتهما يتعايشان مع هذه المصيبة معا..
    ثم فكرت للحظة.. ترى لو قيل لي أن أقايض إيمي.. فآخذ فقدها لبصرها (الذي لا يهدد حياتها في نهاية الأمر.. ولا يعرضها للكيماوي ولا للإشعاع ولا لكل القلق والمخاوف).. وأعطيها سرطان الثدي.. هل كنت سأقبل..
    ولم أتردد لثانية...وشعرت فجأة أن سرطان الثدي هو صديقي العزيز الذي أستقبله سعيدة راضية إذا قورن بفقد بصري واحتياجي لشخص يقودني ويسوقني في كل الأوقات..
    وتخيلت لو عرضت هذه المقايضة على إيمي ولويس.. وتخيلت الاثنين وهما يصيحان معا.. السرطان.. لا لا.. فقد البصر أهون بكثير من هذا التهديد المستمر بالرحيل عن الحياة..
    ورحت استعرض كل أصحاب الابتلاءات الذين أعرفهم.. كل الابتلاءات صغيرها وكبيرها.. من المرض النفسي.. للطلاق.. لمرض الأبناء...و حتى الخلافات الزوجية.. هل أحب أن أقايض أيا منهم بأن آخذ بلاءه وأعطيه مرضي..
    شعرت عندها بحب شديد لله الذي هو أعلم بي من نفسي.. والذي اختار لي (ولكل منا) البلاء المناسب تماما والذي اقوى على تحمله...ليجزيني به أجر الصابرين.. ولو كان بلائي مثلا كبلاء بعض من أعرف.. زوج بغيض .. يذكرني بعيوبي ويحطم نفسيتي وثقتي بنفسي (رغم أنه يبدو من بعيد أهون بكثير من الاصابة بسرطان شرس وفي مرحلة متقدمة) لكان هذا البلاء أثقل على نفسي بكثير ولا أدري أكنت أستطيع الصبر والاستمرار في الانجاز والعطاء أم لا..
    فسبحان من قسم الأرزاق.. وقسم الابتلاءات.. لعلمة بكل منا وبما يصلحه في الدنيا والآخرة.."

    #أبعد الله عنكم البلاء وأرفل عليكم ثوب الصحة والعافية
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

  7. #107
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الفصل (٣٣)

    الآلة المنتجة


    "لا أدري أين ذهبت علاقتي بالله..
    لا أدري كيف غدا تركيزي واهتمامي بالإنجازات التي قد تقربني منه بصورة غير مباشرة بدلا من التركيز على العلاقة نفسها..
    على المناجاة والكلام والدموع والاحساس..
    لماذا كلما تحررت من سجن "الآلة المنتجة" الذي كنت أعيش فيه أعود إليه مرة أخرى..
    وتعود قيمتي ثانية تكمن في.. كم كتابا قرأت.. كم مقالا كتبت.. وكم محاضرة أعطيت.. وعلى كم شهادة حزت...
    بينما هؤلاء بغير روح كمثل الزبد الذي يذهب جفاء..
    لا أدري لم أركز على الأعمال وانجازها والكفاءة في استخدام الوقت وعدد الأعمال المنجزة في نهاية اليوم ولا أعير بالا للاستمتاع بالعمل واستشعار التقرب إلى الله بالعمل..
    لا أدري متى سأتعلم ..متى سأفهم أن الحياة ليست سباقا نجري فيه حتى الموت..
    وان وقفة صدق.. قد تقطع بي في الطريق إلى الله مالا تقطعه سنوات من الركض المتمر لإنجاز اكبر قدر ممكن من الأعمال الخاوية..

    علام العجلة
    من العجائب.. أنني في كل مراحل حياتي كنت دوماً متعجلة للقفز للمرحلة التي تليها.. أما في هذه المرحلة فأشعر أني أريد أن أعيش كل يوم بطوله وأستمتع بكل لحظة فيه.. حين يدعو لي الأحباب بشفاء بين عشية وضحاها.. أو يستعجلون العلاج لنقضي على المرض بأسرع ما يمكن.. أشعر بالاستغراب.. لأني لست مستعجلة أبداً.. فإن كانت نهاية هذه المرحلة الشفاء والعودة للعمل ولدوامة الحياة فإني أريد أن أتزود أولاً بإيمان راسخ.. وعلم نافع.. ومعرفة أعمق لذاتي...قبل أن أعود لحلبة السباق.. وعالم الراكضين.. لأعود بفكر مختلف وعطاء مختلف...وإن كانت النهاية هي الرحيل.. والعودة لجوار الله.. فإني أريد أن أستعد للقائه...وأتزود للرحيل.. وأتمتع فيما بقي من أيامي برؤية ابني قبل أن أودعه.. فعلام العجلة.. وهذه في كل الأحوال.. أيام مميزة في حياتي لن تعود بعد ذلك أبداً.."

    #أسأله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

  8. #108
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الفصل (٣٤)

    البادجر وأمهات اليوم


    أشاهد مع ابني فيلما وثائقيا عن حيوان أفريقي اسمه البادجر honey badger. (يترجم للعربية بلفيف العسل)
    لقطة عجيبة.. الأم تحمل ابنها الرضيع معها في كل مكان وهي تبحث عن صيد.. ولا تستطيع تركه في "البيت" لأنه ليس هناك بيت آمن في السفانا الأفريقية.. وخلال الرحلة .. يمرض الصغير يكاد يموت.. واضح من انفاسه المتباعدة وضعفه الشديد أنه لن يعيش طويلا.. لكنها تستمر في حمله معها في كل مكان لأنها تدرك أنها لو تركته فسيكون فريسة لمئات الحيوانات الجائعة التي تنتظر صغيرا مريضا كوجبة سهلة.. تبقى تحمله حتى تواجه ذكرا من نفس فصيلتها يحاول التهام ابنها.. فتدخل معه في معركة حامية تكاد تفقد فيها حياتها لأجل ابنها الميت لا محالة.. وينتصر الذكر القوي.. ويركض بعيدا بابنها ليأكله ويتركها متخمة بالجراح..
    هي ليست غبية.. هي تعرف أنه ميت لا محالة. وحتى ان عاش فقريبا يكبر وينفصل عنها بل ويصبح منافسا لها في صيدها.. فلم تخاطر بحياتها لأجله..
    +++
    في غرفة انتظار بالمستشفى قرأت في احدى المجلات قصة فتاة في الثانية والعشرين.. اصيبت بسرطان المبيض.. ونصحها الأطباء بعملية استئصال المبيضين مع الكيماوي .. رفضت ان تستأصل المبيضين..: لم ترد أن تخسر فرصتها في الإنجاب.. واستأصلت المبيض المصاب فحسب ثم بدأت رحلة العلاج الكيماوي.. حتى شفيت.. وخلال خمس سنين.. وفي زيارة عادية للطبيب.. اكتشفت عودة السرطان لمبيضها المتبقي.. وهو الآن ورم ضخم بحم 10 انشات.. ورم يهدد حياتها,, وينذر بعودة لنفس الطريق المؤلم طريق الجراحة والكيماوي و كوابيس الموت.. لكن كل ذلك لم يكن أكبر همها.. كان أكبر همها هو...هل يعقل أنني سأحرم تماما من أن يكون لي طفل.. وقررت أن تجازف.. قررت أن تؤجل العملية العاجلة لاستئصال الورم حتى تجد طبيب اخصاب يستطيع أن يحصل على عدد من بويضاتها لتجمدها في بنك البويضات إلى أجل غير مسمى.. رأى أطباء الورم أن ما تقوم به جنون.. ومخاطرة بحياتها لغير سبب.. فجني البويضات للتجميد يستغرق وقتا ويعطل العلاج و يسمح للورم بالانتشار.. لكن شعور الأمومة عندها طغى على كل شيء.. "أريد أن أشعر أن السرطان لم يسلبني كل شيء.. أن هناك في الثلاجة تنتظرني 10 بويضات لحين أنهي العلاج وأجد الشريك المناسب ليكون لي طفل من صلبي.."
    أي عاطفة عجيبة هذه التي تجعل المرء يخاطر بحياته لأجل ابن لم يأت للحياة بعد.. بل لم يصبح حتى جنينا بعد.. انه مجرد مشروع ابن كامن في خلية واحدة في مبيضها..
    وأنظر حولي فأرى عجبا وأسمع عجبا.. أرى فكرا عجيبا... غريبا على الانسانية.. وغريبا حتى على عالم الحيوان.." سأرمي بالأولاد لأبيهم.. فغدا يكبرون ويذهبون له وينسونني.. فلم أضيع شبابي معهم الآن؟!!"
    "هؤلاء الاولاد لن ينفعوني غدا.. غدا يصبح كل همهم الأصحاب والخرجات ثم الزوجات.. وظيفتي هي ما سيبقى لي.. وهي وحدها الأمان...ونجاحي الوظيفي يأتي أولا"..
    أعلم أن حياتنا اليوم قد تغيرت وصارت جد صعبة.. ولكنها لن تكون أصعب من حياة أم البادجر التي قررت أن تضحي بنفسها للدفاع عن جرو سيموت بعد ساعات ولن ينفعها في أي حال..

    #طاب مسائكم بكل خير
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

  9. #109
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الفصل (٣٥)

    العِلم المسكين


    "عالم عجيب هذا الذي نعيش فيه.. نزع فيه من العلم النافع معناه وصار العلم يطلب لورقة اسمها "الشهادة" حتى الشغف باكتشاف الجديد في دورة أو مؤتمر صار محصورا في إطار "هل سآخذ شهادة حضور؟!!" قتل هذا النظام العلم لأحل العلم.. لأجل النفع والبركة.. لأجل أجر طلب العلم.. وصرنا جميعا طلاب "أوراق" طلاب "شهادات حضور" و "بوردات عالمية".. على أمل أن تفتح لنا هذه الوريقات أبواب الرزق الوفير والعمل المرموق والتبجيل عند الناس.. ثم نستغرب إن لم تفعل.. ويقول أحدنا أنا عندي كذا وكذا من الشهادات ولم أنل العمل أو التقدير أو الراتب الذي أستحق...وكأنما صارت هذه الوريقات المدعوة بالشهادات تقرير استحقاق للحياة الرغيدة ..فان لم تكن نسخط ونقول لماذا يا رب!!
    ولو وضع أي منا في المحك ليختار بين علم بشهادة وعلم أنفع منه وأعمق لكن بغير شهادة لاختار الشهادة على العلم فهكذا صارت الحياة..
    مسكين هو العلم بمعناه الواسع العميق.. العلم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ » ".
هذا الفضل العظيم راح ضحية الوريقات التي أسميناها الشهادات.."

    #اللهم إجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

  10. #110
    vip السبلة الصورة الرمزية الونيس55
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    الدولة
    سلطنتي الحبيبه
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    94,033
    Mentioned
    20 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الفصل (٣٦)

    آخر أيام الإشعاع


    "أجر أقدامي ليوم آخر من العلاج الاشعاعي.. لمدة سبعة أسابيع آتي للمستشفى كل يوم لتلقي الاشعاع.. ولكن في الأيام الأخيرة صارت الأمور أصعب. ..وصرت أمقت هذا المشوار الصباحي البغيض.. فالجو يزداد برودة والعواصف الثلجية تهب كل حين وآخر.. والسير في الثلج والرياح مؤلم ومرهق.. أضف لذلك أن العلاج في الاسابيع الاخيرة قد أثر كثيرا على المنطقة المتعرضة للإشعاع.. فالتهبت وتقرحت وصارت حتى الثياب مؤلمة ان لامستها...ولكن لا يزال علي الاستمرار... والتعرض للمزيد والمزيد من العلاج الاشعاعي على منطقة احترق فيها جلدي تماما... أجر أقدامي وأحاول تجديد النية.. حسنا.. أنا ذاهبة لطلب التداوي كما أمرنا الله.. حتى اكون قد أخذت بكل الاسباب ولم أدع شيئا أستطيع فعله.. أطلب التداوي لأقضي على ما بقي من المرض.. لأحيا.. وأعيد التفكير مرارا.. لماذا أريد أن أحيا..
    لأكون لأبنائي خير أم... لأعينهم في مشوار الحياة الصعب وأضيئ لهم طريقهم ما استطعت.. لأكون نورا للناس من حولي ... ودفعة أمل لهم... لأكون لمرضاي الذين ضاقت بهم السبل خير طبيبة تشعر بألمهم وتفهمه بعمق بعد كل ما مررت به... لأفتح في الطب النفسي فتوحا تخدم بلادنا التي تعاني فقرا مدقعا في هذا المجال.. فقرا في الكم والكيف والموارد وحتى الفهم والتقبل...
    حسنا.. جددت النية.. ووصل القطار لمحطة المستشفى.. وحان الوقت للمزيد من الاشعاع.. تستقبلني الممرضة ضاحكه.. اليوم الأخير ...ياااااااي....
    -حقا.. اليوم هو اليوم الأخير.. وتنفرج أساريري بضحكه من القلب.. أخيييييرا... الحمد لله..
    كنت أكاد أقفز فرحا .. غيرت ملابسي بسرعة وجلست في غرفة الانتظار.. وإلى جواري سيدة مسنة أراها لأول مرة..
    بادرتها بسعادة..
    -اليوم آخر يوم لي !!! (لم تكن الفرحة تسعني فأردت مشاركة أي أحد)..
    -حقا.. مبروك.. انا في ثالث اسبوع من أصل سبعه..
    -ستكونين بخير.. وستمر بسرعة..
    -أين تأخذين الاشعاع..
    -مكان الثدي المستأصل .. وانت؟
    -الدماغ.. هذا سيء أليس كذلك...لكني واثقة أن الله سيعتني بي.. وبك..
    -نعم.. أعلم ذلك.. نحن في نعمة... وسكت برهة ولا أدري لم وجدت نفسي أقول لها..
    -لدي في البيت طفلان.. أربعة سنوات.. وأربعة أشهر.. وابتسمت..
    فردت بابتسامة واسعة وقالت..
    -لا تقلقلي سيبقيك الله لهم لتربيهم.. أنا واثقة.. سأدعو لك.. وانت.. أدع لي ..
    وجاءت الممرضة لتناديني للجلسة...
    ابتسمت لها وذهبت.. وبعد الاشعاع.. أعطتني الممرضة ورقة ملفوفة.. تساءلت ما هي فقالت ضاحكة.. شهادة التخرج!
    فتحتها ووجدت فيها شهادة تخرج من الاشعاع.. بتوقيع كل الممرضات الذين رأيتهم خلال أسابيع العلاج وتمنياتهم لي بالشفاء..
    كم أحببت هذه الهدية.. وكم حملت كثيرا من التفاؤل في طياتها..
    وخرجت من المستشفى وقلبي ينبض بالحب لكل من يشاركني الانسانية و يتنفس معي نفس الهواء.."

    #دمتم في تفاؤل وأبعد الله عنكم كل حزن.
    مــازلـت حيـــاًّ ♡
    وأؤمــن بأنـــي سأجـد الطــريق يومـا مـــا
    إلى ذاتـــي
    إلـى حلمـي
    إلـى ما أريـــــد

    أكتب مثل شمس النهار ..يوم أشرق الصبح الجديد
    وارسم على يومي مدار ..ويبقى الزمن فرحه وعيد
    خلّي الليالي كلّها ليل وخميس ... وإنت الونيس
    إللي قرب بعد البعاد
    بغصون حبّي وظلّها
    >>>>>>>><<<<<<<<<
    حتى هدف حياتي طلع تسلل
    /

صفحة 11 من 12 الأولىالأولى ... 9101112 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م