بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [سورة النور : 36]
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [سورة النور : 37]
هؤلاء الرجال الذين يسبحون الله في تلك البيوت التي أذن الله برفعها وأن يذكر فيها اسمه هؤلاء الرجال يذهبون لهذه البيوت لا تلهيهم تجارتهم ولا وظائفهم ولا أموالهم عن البقاء في المساجد لتسبيح ربهم بكرة وعشيا.
هؤلاء الرجال إن صلوا الفجر في المسجد لم يركضوا للنوم أو لأعمالهم ولكن جلسوا يسبحون الله بعد الصلاة . وعندما يصلون العصر يبقون لتسبيح الله وقت الأصيل.
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [سورة النور : 36]
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [سورة النور : 37]
لم تلههم التجارة وجمع الأموال باختصار لم يلههم التكاثر كما فعل الغافلون
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) [سورة التكاثر : 1]
(حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) [سورة التكاثر : 2]
لماذا؟
لأنهم يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار.
لأنهم استجابوا لأمر الله أن لا تلهيهم أموالهم عن ذكر الله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [سورة المنافقون : 9]
يخافون الخسارة ويسعون للفوز في الدنيا واﻵخرة.
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [سورة النور : 37]
كما لم تلههم أموالهم ووظائفهم وأعمالهم من " ليس تأدية الصلاة" ولكن اقامة الصلاة وهناك فرق.
فهم يخشعون في صلاتهم لأنهم في ذكر كثير فيذكرون الله في صلاتهم بينما الغافلون يكملون إلتهاءهم بالأموال والأعمال خلال الصلاة.
تجده إما مضيعا للصلاة فلا يؤديها أساسا أو يؤخرها عن وقتها أو يؤديها شكليا وفي الواقع هو يقوم بوضع خطط وحسابات لتكثير ماله أو ولده.
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [سورة النور : 37]
يؤتون الزكاة وهذا الفعل يعاكس تماما فعل من كان همه كنز الأموال وجمعها.
الغافل كل همه أن يكثر ماله ويلتهي بهذا الأمر عن ذكر الله وإقامة الصلاة.
بينما هؤلاء الرجال المسبحين لا يلتهون بهذا ولا يتعلقون بالدنيا ومالها بالعكس هم ينفقونها لله ويؤتون الزكاة.
ليست الأموال بالشيء الأهم بالنسبة لهم فهم يعرفون لماذا خلقوا.
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [سورة النور : 37]
وفوق هذا يخافون أن تتقلب قلوبهم وأبصارهم يوما ما إن غفلوا عن الذكر والتسبيح.
(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [سورة اﻷنعام : 110]
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك يا رب العالمين.
اللهم اجعلنا من المتقين الذين لا تلههم أموالهم ولا أولادهم عن ذكرك يا رب العالمين.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين