حتى يكون ظاهرك هو باطنك


بالأمس كنت في زيارة عمل لإحدى الشركات لمقابلة صديق لي حميم ومن الوهلة الأولى عندي دخولي من الباب الرئيس للشركة وإذ بي المح أن جميع المكاتب من زجاج وكل موظف يرى الثاني ماذا يعمل والأشد غرابة أن مدير الشركة هو أيضا مكشوف للجميع، هذا الجو أشعرني بالإحراج من صديقي وجلوسي معه في وقت دوامه لكنه أبدى عدم الانزعاج لأني جئت لعمل..
سبحان الكل في عمله لا يستطيع التنفس من شدة المراقبة فالكل يرى البعض فسألت صديقي متعجباً!!!
كيف تستطيع العمل في هذا الجو؟؟؟
قال بالعكس هذا حافز لنا للعمل الكل هنا منجز ومحاسب على كل ثانية..
تعلمت درساً من هذه الحادثة، تخيلت أني أعيش في بيت زجاجي والكل يراني..
لتعش معي هذه اللحظة وتتخيل أنك نعيش في هذا البيت الزجاجي الجميل والكبير والناس يرنوك..
تخيــل!!! كيف ستكون حياتك وهل ستتغير للأحسن أم تبقى على ما أنت عليه ؟؟؟
هل ستظلم احد؟ .. هل ستأكل مال احد؟ .. هل ستصدق؟ .. هل ستصلي جميع فروضك في المسجد؟.. هل ستؤدي جميع واجباتك على أكمل وجه؟ .. هل سنتقاسممع جيرانك الفقراء الطعام والشراب؟.. هل ستعمل الخير بدون مقابل؟
بالله عليك ماذا ستفعل وكيف ستعيش وكيف ستكون خطواتك؟
هل تستطيع العيش بهناء وسعادة غامرة في ظل بمراقبة الناس لك، هل تخيلت معي هذا الموقف!!!
أقولها بصراحة لن تستطيع العيش في هذا البيت الزجاجي بسكينةوالراحة بدون قلق خوف ووجل،مع أنك تعرف لن يحاسبك الناس على تلك الأخطاء..
الكل ممكن قد تخيل وهو في حرج شديد كيف سيقضي يومه في هذا البيت الزجاجي الجميل والناس تراه..
فكيف برب الناس الذي يرانا في الليل والنهار ومع ذلك نعمل كل ما هو قبيح ولا نستحي من الله..
فلماذا كل هذا الخوف من البشر في حين تجهل مراقبه الله لك؟
هل تنبهت بأنه لا يخفى عليه شيءفهو يعلم ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء..
هل وصل الدرس لكم كما وصل لي فجمل حياتك بعمل الخير حتى يكون ظاهرك وباطنك واحداً..
ومضة :
" هل تعلم أن ظاهرك الفناء وباطنك البقاء، فجمل بقاءك حتى تبقى بعد الفناء "

منقول