عودة بعد انقطاع عن الكتابة في هذا القسم

نلتقي من جديد في موضوع نقاشي وما دعاني لكتابته موضوع مشابهه له في توتير وكانت أصابع الاتهام تقريبا تشير إلى التربويين وكأن بعض السلوكيات التي يمارسها أبنائنا هو ناتج من المدرسة.

الموضوع كان عن (اللايكات )






واللايكات هي: عبارة قبول وإعجاب بصورة أو قصيدة أو مقاطع من تأليف شخص ولكن اتخذت منحنى أخر بعيدا عن المصداقية والمنطقية التي نناشد بها دائما وأصبح عنصر المجاملة هو الطاغي عليها من أجل فوز شخص عزيز لدينا.

وهنا تفقد تلك المسابقة رونقها وجمالها ويظلم المبدع والمجتهد في العمل ويضيع جهده هباء منثورا.

وقد واجهنا ذلك أيضا في وسائل التواصل الاجتماعي( توتير، انستجرام، والمنتديات) وغيرها وفعلا كنت أتعجب من الأمر ..



وقد حصل لي هذا هنا مثلا في السبلة العمانية عندما يبعث لي أشخاص للتصويت على عمل قاموا به وكنت أتجاهل الأمر ليس غرورا ولكن لكي لا أكون استخفافا في عقولهم أنني أهمل الثمين وأرضى بالغث والهزيل.

عدة مرات تبعث لي صديقات لي بالواتس أن أقوم بالتصويت على صورة معينة في مسابقة أو قصيدة في وسائل التواصل لقريب أو قريبة لهم وكنت في قرارة نفسي أتجاهل هذاالأمر ليقيني أن الرائع والجميل هو من يفرض نفسه .



وكذلك يتم إرسال رسائل على الخاص بتوتير ولكن هذه بطريقة أخرى لزيادة عدد متابعيك ليصلوا إلى الآلاف وأكثر عليك بالتواصل على الواتس ودفع مبلغ معين فمن أراد أن يقرأ حروفي أهلا به أما إذا كان الغرض هو استغلال وعدم مصداقية فهنا قيمة ماينشره الكاتب فقدت بريقها ولمعانها لأن أشترى من يثني على حروفه رغم ركاكتها.


إذا كيف علينا أن نخلق جيل واعي مثقف يميز بين الغث والسمين.

لماذا لا نرتقي في تفكيرنا وأن العمل الراقي هو من يفرض نفسه وننمي هذه الثقافة والمبادئ في نفوس أبنائنا الصغار.. علينا ابعادهم عن الانقياد للبعض وأن نترك عقولنا هي من ترشدنا للسمين والثمين من الأعمال الجيدة التي تستحق الثناء.

متى يكون ذلك؟؟؟؟؟

عنما تكون لدينا نحن الكبار تلك القناعة و الرأي وأن لا نجامل من أجل ارضاء شخص ما بعيدا عن الحقائق هنا نعلمهم الزيف منذ صغرهم وسوف يتولد لديهم أن تكون أعمالهم محط إعجاب ليس لأنها جميلة ولكن من حولهم يعملون على ترويج أعمالهم بكل بساطة وتوجت بالنجاح وقد تكون لا تستحق وهضمت أعمال أكثر روعة لم يعملواأصحابها على الترويج لها.



فهل فعلا سوف يشعرون بالنجاح المفروض؟؟؟

لذا أرى أن مثل هذه الظاهرة قد تخلق جيل اتكالي بعيد عن المسؤولية وقدساهمت وسائل التواصل على انتشار مثل هذه الظاهرة وهذا سوف يكون له تأثير سلبي في استقلالية الرأي وتيسير عقولهم حسب أهواء الأخرين وهذا قد يقودهم إلى مالا تحمدعقباه..

لذا علينا جميعا ابتداء من الأسرة أن ننمي لدى أبنائنا المصداقية فيابداء الرأي والحيادية والثقة عند الحوار بمنطقية وأن لا يكونوا إمعات مسيرين.

لذا يأتي دور المرسة في توعية الطلبة في مثل هذا الموضوع وغرس القيم والاتجاهات لديهم وكذلك الإعلام لابد أن يلعب دورا بارزا في هذا الأمر أن يخصص برامج توعوية .

وبالنسبة للمجتمع يؤول عليه دورا كبيرا في كل المجالس ودور العلم والمقاهي بمعنى أن تكون هذه ثقافة في المجتمع وأن نعمل على الحد منها جميعا دون استثناء.
فالمدرسة ليس هي المسؤولة فقط الكل تقع عليه مسؤولية هؤلاء الأبناء وقبل أن نقوم بإصلاح الصغار نصلح مافي داخلنا نحن الكبار .


لذا أيها الأفاضل:

دعونا نزرع الثقة في نفوسنا ونسمو بها وبذلك سوف يعيننا أن نغرسها فيمن حولنا..

أعتذر على الإطالة

احترامي لكم..