بالفرح والحزن يدي ممتدّة في الفراغ ولا شيء غير تراتيلكِ



مدخل/
من حكايا الفرح / الحزن .. فراشة بقلبي لا تموت..


هيا اشرعوا الابواب .. وافسحوا فسحة لنور الكلمات ..
فمن قيد حسنها كتمت أنفاس قلبي وكبلتني ..
حتى اصبحت تائه فيها.. أطوق لطفها فتلفني ومن تمائم سحرها وهبت قلبي الشعور ..
وفيا حبيبة الحكايا والفراشة تلكِ النوارس في كفّ السماء تُضيئكِ
وبعض الذكرى القديمة تُعاد فهل فرَّ دمي غزالا إليكِ؟
فالجسد بقايا لهفات غائمة
وكلماتي حبلى بكِ تكتبُ تفاصيلكِ
وأنا غيمة من وراء المستحيل
أنثر رغباتي وأمنياتي في فوضى الأشياء
قناعاتي أنّكِ أنتِ
فهل قادتني إليكِ لغتكِ فأشرقتُ أهذي بكِ ؟
يدي ممتدّة في الفراغ ولا شيء غير تراتيلكِ
وركن بارد باطرافي
وكأنّكِ تعجلتِ العواصف فجلبتُ جموحي والهيام..
قوافيكَ خارطتي، جنحتُ إليكِ يا كل حكاياتي
هل مازال يسكنكِ الليلُ كما عهدتكِ
فلا شيء يشبه موتنا الآن ..
في وسعنا أن نكون
في وسعنا أن ننبّت الأقحوان في ضجر الرخام
وهل الجنون إلاّ فوضانا ومساحات حزننا الغائر؟
تعالي أنظريني كيف يحملني حضوركِ عاليا ومن الأرض أستقيل..
تعالي هنا بصدري ونبضي أنقش معاني الاشتياق ..
آه ، لو أخفينا كل أدوات الرحيل
وأثّثنا مملكة مليئة بالغرام ..

/
كصمت الكلمات المسمومة
أجلس على عرش السماء
كالعامود الصامد الغامض
أجمع بياض الامكنة من قلب الجليد
وأكره الحركة التي تغيّر مواضع الشعور
ولا أعرف مطلقاً الضحكِ ولا البكاء
والتي يبدو أني استعرتها من كبرياء الفراشات
مرايا بغاية الصفاء والنقاء
تبدو فيها الأشياء أكثر جمالاً
بأضوائهما الخالدة .. هكذا بدت لي في حزني ..
صافية الوجع ..
وها أنا ذا أمط بشفتي وأفكر : لو أن صراخي عناقيد.. لاشتريت مكبراً وملأت الهواء بالصراخ .. وفكرت : الصمت في غير زمنه مقت .. والمقت أن ترى روحك مهدورة كزنبقة في شتاء..
طاردت بلمحاتكِ الخجولة أسراباً من طيور النداء .. كانت تضحكِ بين الأمواج وتصفعها، كانت تملأ رئتي من فضاء صوتكِ الناعس فأحس أنكِ صوت يملأ العالم، لكنه يهز نبضي المتراخي في بدني النحيل الشاحب .
أنفاسي تضيق .. ويضغط بعضه على بعضها .. فتصير كثقب الإبرة .. وتأخذني رغبة جامحة في استنزاف هذا الضيق وإفراغه على هذا البساط المتماوج العريض كطير منتوف الريش .. إن كل هذا الهواء .. وكل المساحات المنبسطة البعيدة .. البعيدة لا تكفي لان تنعش رئتيك بهبة واحدة .. لتعطيك أمل العودة ، والعودة لو علمت كم هو طويل وهمها .. مبتور طريقها .. متعثر خطوها، لكنك تفرد يديك .. تنفض جيوبك وتلقى بفراغاتها في البحر ..
غير أنك نثرت عناوين لكِ كتبت من دمي حين تصورت البحر وحشا كبيراً بداخله ظروف وعجائب ونقائض كل العالم تطوف حول وجعي .. وها أنا أقف في مكاني خاوياً .. مليئاً ومحملاً بالعذابات التي لامستها لاجلكِ في لحظات البعد اللعين .. ها أنا ذا بعيني امسح شمس المغيب وهي تنتحر ناثرة دماءها التي لا تنضب على زرقة الماء .. ومرغم انا في انتظاركِ خامل اليدين وأصرخ .. فيأتي زحف البحر ثعباناً كالغضب الثائر.. واسمع هدير الموج يلاطم حبيبات الزبد .. ووجهي ممتليء بغبار التائهين المفترش بغربة المنفيون..والحزن بي مواويل من البوح المطعون بالضجر.. وكان قلبي أخضر يرف في كل خطوة .. ويخفق عند كل وجه من هذه الأوراق المزدحمة المتهاطلة ..
كنت أمسح على براءتك في راحتي .. أنفخ حولها فتغدو ثائرة نقية طاهرة تعزف لحناً يجمع الأشتات .. كنحلة نقشت روحها دفعاً عن نقطة عسل تحمله في رأس دبوس . أعرفكِ جميلة لا تتعثرين في الممرات المتعرجة الطويلة فأنت ماء القلب وبراءته ووهجه ولأكونَ منصفا بكِ سلكت ُدروب بعيدة عنكِ ولكن وجدتكِ انتِ القريبة من نفسي ..
برغم انكِ لم تقولي لى عُد أو إلى اللقاء ..