حين تكويني ذكريات الماضي ..
يكون الحنين شوقاً يحرق كل من يمر أمامه حتى الصخر ..
سكبت من الحبر أنشودة بلبليه تغرد وتنشد ..
عن مدينة غزيرة بماء الذهب ..
تماماً مثل تلك المدينة التي أعشقها في أحلامي ..
تداعب فكري بضحكات غزلية عميقة ..
حالمة وشارد بها ذهني ..
مجرد الشعور بها فقط يتدفق مني ذلك المسك ..
يخدرني يثملني تخر قواي من قوته ..
مدينة يحكم أبوابها قلوباً نقية ..
رائعة هي في ذلك الشوق البالغ إلى الأفق ..
بها فصل الصيف والشتاء والخريف والربيع يكون للعشاق فقط ..
لا تسمع فيها إلا صوت العصافير تهدر هديراً في كل الأرجاء ..
بها واحتي التي أعشقها من العمق إلى ذلك القاع ..
حيث أميرتي تنام فوق سطحها ..
وحولها تجتمع بجعات بيضاء تغطيها تعتني بها ..
أجلس بعيداً عنها حتى لا أزيح عنها تلك الصفوة والمتعة ..
بذلك الناي أرسل لها معزوف عبر الهواء الطلق ..
لتتلذذ بتلك الأجواء الخيالية الفاتنة ..
وبذات الوقت تنحدر مني تلك الدمعة اليتيمة ..
هي دمعة عاشق تكبد بداخله نار الحسرة ..
فبيني وبين عشقي بضع أمتار ..
لكن في حقيقة ذلك هي رحلة ألف سنة ..
حبيبتي ..
يا نور عيوني ..
يا روحي المتعالية ..
البعد عنك مثل زحل ..
وماضيك يقودني للحفر ..
ودربي يسير به الخطر ..
إرحمي حالي كيف لي بذلك الصبر ..
Al safina