.
.




عموماً ..
ليسَ كُل ما نتمنى ديمومته ، سَيدومُ فِعلاً !







أنفضُ الغُبار من رفوفِ الذِكرى ..
لِأعيدَ سردَ حِكايةٍ مغتربة إلى ليليَ الغامض ..
و الأمل قد احتلَ نصفَ حُزني
و مسحَ بِضعاً مِن أدمعيَ الصامتة ..
تصورت أمامي أخيلةُ الماضي و كأنها حاضرة
تُنفسُ عن روحيَ المحبوسة في سجنِ غيابك ..


أشعلُ شمعةً منسية في قائمة العشق ..
و أنا أردد كلمات تلك الحِكاية الضائعة ..
أعيدُ سردها مِن نقطةِ البداية
إلى حيثُ وقفَ بِيَ الأسى ..
و لم تكتمل الرِواية ، فَساءَ حالُ قلبي ..
و رحتُ أفتش عن الجزءِ المفقود مِنها
بِلا أن أجدها ..
و إلى الآن و أنا أخلقُ ألفَ عُذرٍ لِغيابك
لِأكملَ تلكَ الرواية الضائعة في غياهبَ الليل ..
بِلا أن أضع نقطة نهاية !


في أيامِ حضورك ، كثيراً ما رددتُ في مسمعك
بِأن غيابكَ نقطةُ ضعفٍ لي ..
و الآن و بِلا أدنى خبر ، رحلتَ و لم تترك
حتى رِسالةٍ أُخبِئها في جوفي ..
فَغيابُكَ بعثرني ، و لكنهُ أطلعني على حقائق
كُنتُ غافلةً عنها ..
فَلسنا دائماً محظوظين في النومِ على أسرةِ
الورودِ الناعمة ..
لا بُد لنا أن نتذوقَ الشوكَ حتى و إن أبينا ..
لا بُدَ لنا أن نبكي ، و أن نتصنعَ الفرحَ
رُغمَ مهالكِ الزمان في دواخلنا ..







لليلِ في قلبي متسعٌ من البوح ..
و لكَ مِن بوحي كُل ما قصدتهُ مِن كلام ..
لن يرثهُ من بعدكَ إنسان
حتى و إن أدمنكَ الغياب ، و لم يُدمنني معك ..
حتى و إن توارى طيفُك عن ناظري
و فارقَ الوصلُ مجرى الحِكاية ..
سَيبقى النبضُ متوقفٌ عندَ نُقطةِ غيابك ..
انتظركَ في نفسِ المكانِ المُعتاد
على أملٍ أن تعود ، و يُباحُ لِقلمي أن يكسرَ
فاهَ الصمت و يُكمل رواية العِشق المفقود ..
لأنني لو فقدتُ الأمل لَتصارعت على قتليَ الأحزان ..
و نشأت قيودَ اليأس تأسرُ روحي دونَ رحمة ..

شريطُ ذكرياتي معك ..
أخيلتُكَ المارةُ أمامي ..
إدماني على التفكيرِ بِك ..
و الحنينُ لِأيامنا الضائعة ..
كُل ذلك يجرُ قلبي إلى مأتمِ الحُب ..
كُل ذلك يُجبرُ روحي على الهذيانِ بِك ..
و يجعلُني أرفضُ الصعود على متنِ
سفينة الحُبِ مع غيرك ..
لأنني لو فعلتُها ، لَركبتُ قاربَ النجاة
و عُدتُ بِهِ إلى جزيرةِ حُبك ..
عُدتُ إلى ألمِ الحنينِ إليك ..
فَالإدمانُ على حُبِ شخصٍ ما
سَيكونُ مِن سابعِ المُستحيلات نسيانه إن غاب ..


مخرج / ..

لطالما رسلتُ لكَ رسالةً بِأنني " اشتقتُ إليك " ..
فَظلتْ تِلكَ الرسائل منسيةً في صندوقِ بريدك
دونَ أن تراها ..
و لطالما كللتُ تِلكَ الرسائل بِالدموع ..
و مع ذلك ، سَأظلُ في انتظارك
أترقبُ لُقياكَ يوماً ما ..
و إن لم تعُد ، سَأبحثُ عن نُقطة أضعُها
على نهايةِ حكايتنا ..






في مساءٍ مِنَ الحنين ..
زهرة الأحلام
5/5/2016