*بقلم : محمود بن سعيد بن سالم البلوشي*
*17/5/2016*


تفاءلنا خيرا بالنظام الإلكتروني الجديد الذي انتهجته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تسجيل المواطنين لأداء فريضة الحج لموسم 1437 هـ .. ولكن وللأسف وقع المواطنون في المحظور .. ليس بسبب جهلهم بالقوانين ولا بسبب مخالفتهم للأنظمة والاشتراطات التي سنتها الوزارة ولا بسبب عدم استيفائهم للشروط .. وإنما بسبب غريب و بعذر أقبح من ذنب اختلقته الوزارة فجأة ممثلة بنظامها المخيب ..

الناس ينتظرون النتائج بشوق وبلهفة وتفاؤل .. والآذان والأعين شاخصة ومركزة على الهاتف النقال لعل رسالة القبول من الوزارة تصل مبشرة بفوزٍ مستحق لأداء هذه الفريضة العظيمة.

فجأة ظهر شرط يقول أن المحرم لايحق له مرافقة أكثر من امرأة ..
ما هذا الإجحاف والظلم في حق المواطن ..؟
ماذا عساي أن أقول ؟؟
كيف أشرح لوزارتكم الموقرة الأمر ؟؟
لن أستطيع أن أشرح لكم إلا بأمثلة حية للواقع المرير الذي وضع فيه المواطن المغلوب على أمره فجأة ..

*مثال* :
رجل سجلته زوجته ووالدته كمحرم .. يتفاجأ بأنه قُبل هو ووالدته .. وبقيت زوجته في حالة ذهول .. إن ترك زوجته فمتى ستذهب مرة أخرى ولا أحد لديها سواه ؟؟
هل سيقبل هذا الزوج كمحرم لزوجته العام القادم ؟
وإن حدث ذلك - هل تتصور وزارتكم الموقرة أن هذا الرجل سيستطيع توفير مبلغ وقدره مرة أخرى للذهاب للحج ؟؟

هذا مثال بسيط .. ولا داع لذكر المزيد من الأمثلة .. فكلها متشابهة .. وقيسوا حالات كثيرة من الزوجات والأرامل والمطلقات واليتيمات اللاتي ليس لهن محرم إلا نفس الرجل ..

*لِمَاذا* لم يذكر هذا الشرط من بداية الأمر ؟
*لماذا* لم يعترض هذا النظام بمجرد تسجيل هذا المحرم كمرافق لإحدى النساء ؟
*لماذا* تمت الموافقة على الطلبات رغم تكرار اسم المحرم مع والدته وأخته وزوجته ؟؟
*لماذا ولماذا ولماذا ؟؟*

على الأقل عندما ستعلم هذه المرأة المسكينة أن المحرم الذي كانت تعتمد عليه لا يحق له مرافقتها.. ربما كانت ستبحث عن محرم آخر ..

ماهذا التخبط الدائم الذي يقع المواطن ضحية له ؟؟
*كيف* تكون الأولوية لكبار السن فقط؟ من سيعينهم هناك ؟؟

*كالعادة* .. نظام يحتوي على الكثير من الثغرات .. لا إنصاف ولا عدل فيه أبدا ..

أجزم كل الجزم أن الانسحابات ستكون كثيرة بسبب هذا النظام .. كما أجزم أن هذا الأمر سيتسبب بالكثير من المشكلات الأسرية بين زوجة المحرم وأخته ووالدته ..

في نهاية الأمر .. أرجو إعادة النظر في أسرع وقت في مثل هذه الاشتراطات المفاجئة والمجحفة التي صدمت الكثير من المواطنين الذين كانوا يظنون أنهم استطاعوا إليه سبيلا ..

لا نقول إلا ..
*حسبنا الله ونعم الوكيل*