يشهد التاريخ أن العمانيون لبُّوا نداءَ الإسلامِ طواعية بعد تفكيرٍ وتمعُّنٍ في الرسالة المحمدية التي أرسلها على يد الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، ذلك لأنَّهم رأوا الحقَّ باهرًا فلم يماطلوا في قبوله، ورأوا النور مشرقًا فلم يجادلوا في تصديقه بل تركوه يبسطُ خيوطه على هذه الأرض الكريمة، ليتخلَّل قلوب ساكنيها، قبل مدنها وصحاريها، وقُراها وبياديها.. حتى ظفروا بالشهادة المحمديَّة الشريفة: "لو أنَّ أهل عمان أتيت ما سبُّوكَ وما شتموك" حديثٌ شريف.
إن قيمة العقلانية والرزانة التي يتحلَّى بها العمانيون جعلتهم يتبصرون في الأمور، وفي عواقبِ الأفعال والسياسات وهذا ما أنتجته في السياسة العمانية التي لا غموض فيها بل أن لها خطوطًا معروفة منذ أن قامت الدولة العمانية الحديثة في 1970م، حيث جنَّبت السلطنة نفسها الدخول في الصراعات الإقليمية والدولية، واتخذت من النأي بنفسها عن النزاعات منهجًا آمنت به وطبَّقته فعليًّا في انضمامها لدول عدم الانحياز، فكانت هذه السياسة موضع التقدير والثناءِ من الدولِ المحبَّةِ للسلام.
http://www.shorouqoman.com/2016/05/ccd.html?m=0